ترامب يطلق تصريحات “تحريضية” ضد بايدن والمهاجرين
شدد دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، على تحذيره المثير للجدل من “حمام دم” مقبل في الولايات المتحدة، قائلاً لأنصاره إن المجتمعات الأمريكية تواجه خطر التعرض إلى “النهب والاغتصاب والقتل”، بأيدي مهاجرين غير شرعيين.
وفي تصريحات، تعد من الأكثر تحريضية التي تصدر عنه حتى اللحظة بشأن أمن الحدود، اتّهم ترامب الرئيس جو بايدن بإطلاق العنان لـ”مذبحة وفوضى وقتل” في بلد قال، إنه غارق بالمخدرات، ومحاصر من قبل عصابات إجرامية أجنبية.
وقال في خطاب في إطار حملته الانتخابية من غراند رابيدز في ميشيغان، “أقف أمامكم اليوم للإعلان بأن حمام دم جو بايدن عند الحدود.. إنه حمام دم ويدمّر بلدنا، ويعد أمراً سيئاً جداً”.
وأضاف، “سينتهي ذلك لدى تسلمي السلطة”.
وتحدّث الرئيس السابق الذي يتوقع بأن يواجه بايدن مجدداً في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، في وقت أطلقت “اللجنة الوطنية الجمهورية” موقع (BidenBloodbath.com)، الذي يحذّر من “غزو يدعمه جو بايدن ويحرض عليه”.
وبينما تحدّث عن احتمال خسارة وظائف قطاع صناعة السيارات لصالح بلدان أجنبية في أوهايو الشهر الماضي، حذّر ترامب من أنه ما لم تتم إعادة انتخابه، “فسيشكّل الأمر حمام دم بالنسبة للبلاد”.
وبعد ساعات على خطابه في غراند رابيدز، كرر رسالته الحادة خلال تجمّع في ويسكونسن، حيث هاجم بايدن لسماحه بما وصفه ترامب بـ”غزو لبلادنا”.
وقال لأنصاره الذين رفعوا لافتات كتب عليها، “اطردوا بايدن” في غرين باي، “سنحرر هذه الأمة من جو الفاسد وجيوشه من المهاجرين من المجرمين الخطيرين إلى الأبد”.
واتّهمته حملة بايدن والديموقراطيون بإثارة “العنف السياسي”، ما أدى إلى رد غاضب من مساعدي ترامب الذين قالوا، إنه من الواضح أن الرئيس السابق يستخدم هذا المصطلح لوصف الدمار الاقتصادي.
يواجه ترامب عادة انتقادات بسبب تبنيه لهجة متشددة يخشى الخبراء من أنها تفاقم خطر العنف، سواء في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالقضايا العديدة التي يواجهها في المحاكم، أو خلال تجمعاته الانتخابية.
تراجع الجرائم العنيفة
ووصف المهاجرين غير الشرعيين المتّهمين بأعمال إجرامية بـ”الدواب” في خطابه في ميشيغان، مشيراً على وجه الخصوص إلى مقتل عدد من النساء الشابات بأيدي من يشتبه بأنهم أجانب.
وقال ترامب، “في عهد الفاسد جو بايدن، تحوّلت كل ولاية إلى ولاية حدودية. باتت كل بلدة ولاية حدودية.. لأن جو بايدن جلب المذابح والفوضى والقتل من كل أنحاء العالم، وألقى بها في الفناء الخلفي لمنازلنا”.
وتعهّد وضع حد “للنهب والاغتصاب والقتل والتدمير لضواحينا ومدننا وبلداتنا الأمريكية”، في تصريحات كررها في ويسكونسن.
وبينما وصلت عمليات عبور الحدود بشكل غير قانوني مستويات قياسية في عهد بايدن، إلا أن الجرائم العنيفة في ميشيغان ومختلف أنحاء البلاد تتراجع بعدما ازدادت في عهد ترامب تزامنا مع تفشي وباء كوفيد في 2020.
يسعى ترامب لإنعاش حملته عبر سلسلة تجمّعات في ميشيغان وويسكونسن وهما اثنتان من الولايات المتأرجحة (التي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين) واللتان تحملان أهمية بالغة بالنسبة لمسعاه لهزيمة بايدن.
وقضى الجمهوري الذي يواجه أكثر من 80 تهمة جنائية الجزء الأكبر من فترة حملته الانتخابية في المحاكم، وتعهّد الانتقام من أعدائه السياسيين فيما قال مازحا إنه سيتصرّف كدكتاتور “في اليوم الأول” له في السلطة.
لكن في خطابه في غرين باي، قال ترامب، إن بايدن هو من يعرّض النظام الديموقراطي إلى الخطر.
وقال، “لست أنا من يهدد الديموقراطية. التهديد الحقيقي للديموقراطية من جو بايدن والفاشيين الذين يسيطرون عليه. بالفعل إنهم يسيطرون عليه”.
من جانبها، اتّهمت اللجنة الوطنية الديموقراطية ترامب بالنفاق بشأن الهجرة، مشيرة إلى ضغطه على الجمهوريين في الكونغرس لرفض اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين الحزبين كان من شأنه ضمان تطبيق إجراءات حدودية تعد الأكثر تشدداً منذ جيل.
ولايات متأرجحة
تحمل غراند رابيدز أهمية رمزية بالنسبة لترامب إذ اختتم فيها حملته الناجحة عام 2016 عندما فاز بميشيغان في طريقه للوصول إلى البيت الأبيض.
أعاد بايدن الولاية إلى الديموقراطيين في 2020، لكن الاستطلاعات تشير حالياً إلى تقدّم ترامب ويرجّح بألا تحسم النتيجة قبل اللحظات الأخيرة.
يتوقع أيضاً بأن تتقارب النتائج في ويسكونسن.
قام بايدن أيضا ًبجولة في الولايات المتأرجحة في الأسابيع الأخيرة إذ زار ويسكونسن وميشيغان وأريزونا ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا.
ويتقدّم بايدن بفارق كبير على خصمه الجمهوري لجهة جمع التبرعات، في وقت يدفع ترامب أموالاً طائلة لسداد الرسوم القانونية، فيما يواجه العديد من القضايا الجنائية وفي المحاكم المدنية.