أخبار العالم

ترامب يلتقي الرئيس المكسيكي وسط حملة من الإنتقادات

وسط معركة سياسية بعناوين صحية، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي وصل إلى واشنطن في أول زيارة له إلى الخارج منذ وصوله إلى السلطة قبل 18 شهراً على متن رحلة تجارية.

وأثار أول لقاء ثنائي بين الرئيسين في المكتب البيضاوي بهدف الاحتفال بدخول الاتفاقية الجديدة للتبادل الحر في أميركا الشمالية حيز التنفيذ، انتقادات من جانبي الحدود، ولم يحظ بإجماع، خصوصاً في الولايات المتحدة إذ يتواصل ارتفاع عدد المصابين بكورونا بشكل كبير في الجنوب والغرب مما يثير قلق السلطات الصحية.

وطالب عشرة نواب في الكونغرس بإلغاء اللقاء، لكن دون جدوى باعتبار أن دخول الاتفاقية الجديدة حيز التنفيذ الأربعاء قبل الماضي ليس سوى ذريعة.

واعتبر النواب المتحدرون من دول أميركا اللاتينية أن الهدف الفعلي لترامب “هو تحويل الانتباه عن الأزمة الصحية وإخفاء فشله في مواجهة انتشار الوباء بشكل مناسب”.

واتهم النائب الديمقراطي عن شيكاغو والمولود في المكسيك شوي غارسيا ترامب بالسعي إلى التقاط الصور مع أوبرادور في محاولة لمحو “أربع سنوات من الإهانات والهجمات والسياسات المسيئة” تجاه المتحدرين من أصول لاتينية، مؤكداً أن “سياساته القاسية خلفت صدمة لدى أطفال مهاجرين وتركت أبرياء قيد التوقيف فترة غير محدودة وأدت إلى ترهيب مجموعات بأكملها مع مداهمات وعملية ترحيل”.

وكتب غارسيا في صحيفة “ريفورما” المكسيكية: “آمل أن يستخدم أوبرادور هذه الرحلة المثيرة للجدل كفرصة لطلب الاحترام من ترامب من أجل 36.6 مليون شخص يتحدرون من أصول مكسيكية و11.2 مليون مهاجر يقيمون بالولايات المتحدة”.

ورغم تشديد أوبرادور على أن لهجة ترامب تغييرت وباتت تنطوي على احترام أكثر، ندد عدد من شخصيات المعارضة المكسيكية بهذه الزيارة ورأوا فيها نوعاً من الخضوع.

وإذ اعتبر وزير الخارجية السابق خورخي كاستانيدا أن زيارة الرئيس المكسيكي، الذي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2018 بالتصدي للملياردير الجمهوري في حال انتقد المكسيك، غير مجدية وتنطوي على الكثير من المخاطر بدون أي فائدة.

ورأى المؤرخ أنريكي كراوز أن اللقاء سيعقد بين رجلين “يجمعهما الاستخفاف بالعلم” واعتادا على مهاجمة الصحافة.

مؤتمر تكساس

وفي امتداد للمعركة بين ترامب وخصومه، قرر رئيس الحزب الجمهوري في ولاية تكساس جيمس ديكي عقد مؤتمره المحلي بين 16 و18 يوليو الجاري في هيوستن رغم الدعوات المتكررة من رئيس بلديتها الديمقراطي سيلفستر تارنر إلى عدم القيام بذلك، بعدما باتت المدينة بؤرة لتفشي الفيروس.

وأعلن ديكي المؤيد لترامب أن المؤتمر، المقرر عقده في مركز مؤتمرات مغلق بمشاركة نحو 6 آلاف شخص، هو ممارسة جوهرية لحرية التجمع سلمياً والحاجة له مهمة، مؤكداً على اتخاذ كل التدابير الصحية الضرورية مثل توزيع كمامات على الحاضرين، وقياس درجة حرارتهم وتوزيع المعقمات.

وفي وقت سابق، وجه تارنر رسالة لحزب الجمهوريين طلب فيها عقد المؤتمر عبر تقنية الفيديو، “لحماية صحة وربما أرواح” المشاركين والعاملين في مركز المؤتمرات.

وقال: “لا أعتقد أن من التعقل والحكمة عقد مؤتمر يضم ستة آلاف شخص أو أكثر في الوقت الحالي”، داعياً ممولي الحدث إلى إلغاء دعمهم له.

فاوتشي وبايدن

إلى ذلك، أكد ترامب أنه لا يتفق مع تقييم مدير معهد الأمراض المعدية وقائد فريق العمل التابع للبيت الأبيض لمكافحة الوباء أنطوني فاوتشي بشأن الوضع الخطير وغير الجيد الذي تواجهه الولايات المتحدة وغرقها في الموجة الأولى من الإصابات بالفيروس.

وقال ترامب، في مقابلة تلفزيونية: “قمنا بعمل جيد، وأعتقد أننا في موقع جيد، وسنكون في وضع أفضل جداً” في غضون بضعة أسابيع”، متهماً فاوتشي بأنه “نبه إلى “أمور عديدة” اعتبرها نصائح سيئة، ومنها “قوله لا تضعوا الكمامات، والآن يقول ضعوها”.

وفي حين أبلغت إدارة ترامب رسمياً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بانسحاب واشنطن من منظمة الصحة العالمية، تعهد المرشّح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن، أمس الأول، أنّه سيُلغي في حال فوزه هذا القرار في اليوم الأوّل من رئاسته، مبيناً أن “الأميركيّين يكونون أكثر أماناً عندما تلتزم أميركا بتعزيز الصحّة وتأكيد ريادتها العالميّة”.

تفكيك النظام

وفي أوج القلق من تصريحات بايدن الغامضة عن “تحويل” الولايات المتحدة، دعت النائبة الصومالية الأصل إلهان عمر، أمس الأول، إلى “تفكيك” الاقتصاد والنظام السياسي الأميركيين.

وقالت النائبة الديمقراطية: “طالما أن اقتصادنا وأنظمتنا السياسية تعطي الأولوية للربح دون النظر إلى من يستفيد، ومن يتم استبعاده، فإننا سندين هذا التفاوت”. وأضافت: “لا يمكننا التوقف عند نظام العدالة الجنائية. يجب أن نبدأ العمل على تفكيك نظام القمع بأكمله أينما وجدناه”.

تدخل صيني

في هذه الأثناء، حذر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي FBI كريستوفر راي، أمس الأول، من أن الصين تقود عمليات استخبارية واسعة النطاق تشمل الدفع باتّجاه خيارات تناسبها في الانتخابات الرئاسية، مبيناً أنها تعمل “بلا هوادة” لإيجاد “وسطاء” للضغط على حكام الولايات الأميركية وغيرهم من المسؤولين ممن يتّخذون تدابير تعارضها.

وقال مدير FBI، الذي لم يحدد إذا كانت بكين تدعم ترامب أو بايدن، إن “حملة النفوذ الأجنبي الخبيثة بقيادة الصين تستهدف سياساتنا، ومواقفنا، على مدار اليوم والأسبوع والعام”، مشيراً إلى وجود شبهات بحصول تجسس اقتصادي حالاته تزايدت بنسبة 1300 في المئة في العقد الأخير، معتبراً أن “الشعب الأميركي هو ضحية سرقة صينية واسعة النطاق إلى درجة باتت تشكل إحدى أكبر عمليات نقل الثروات في تاريخ البشرية”.

وأوضح راي أن الصين مستهدفة بنحو نصف قضايا مكافحة التجسس، التي يحقق فيها FBI حالياً، والبالغ عددها خمسة آلاف بمعدل قضية كل عشر ساعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى