تزايد الرفض الدولي لتهجير سكان غزة.. وواشنطن تستبعد محو «حماس»
تواصل القصف الإسرائيلي على غزة موقعا عشرات القتلى، مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 3 أشهر.
وشن الجيش الإسرائيلي ضربات جديدة على مدينة غزة ومحيطها والتي أصبحت منطقة قتال يعمها الدمار، وطال القصف خصوصا خان يونس، أكبر مركز حضري في جنوب القطاع المحاصر.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي في حسابه على منصة (اكس) «القضاء على ممدوح لولو مسؤول الأركان العملياتية في منطقة شمال قطاع غزة وأحد مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية.
جاء ذلك تزامنا مع بدء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب في قطاع غزة بعد تصفية القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية والتفجيرين في إيران.
وهذه هي رابع جولة لبلينكن في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب قي 7 أكتوبر الماضي، وتشمل الجول إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في المنطقة، على ما أفاد مسؤول أميركي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر ألا بلد «لديه مصلحة في حصول تصعيد».
وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن القضاء على التهديد العسكري الذي تشكله حركة حماس «هدف يمكن تحقيقه» بالنسبة إلى إسرائيل، لكنه أضاف: «هل ستقضي على إيديولوجيتها؟ لا. وهل من الممكن محو الحركة؟ على الأرجح لا».
في هذه الأثناء، أشارت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجروح، في قصف إسرائيلي امس بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وتسبب القصف في اندلاع حرائق في منطقة دير البلح وسط غزة وفي مخيم المغازي للاجئين.
وقال سكان كانوا يبكون أحباء لهم قتلى ملفوفين بأكفان في مستشفى في خان يونس، إن غارة جوية على جنوب القطاع أسفرت عن مقتل فلسطينيين نازحين يعيشون في خيم.
ومن بين هؤلاء بهاء أبوحطب الذي قال إن أبناء شقيقه قتلوا، وروى «كانوا يعيشون في خيمة في أرض زراعية لإيواء أنفسهم من البرد. أتت الطائرات الإسرائيلية وقصفتهم وهم نائمون. لماذا؟ هل هؤلاء الأطفال يشكلون خطرا على إسرائيل وأميركا؟».
من جانبه، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك امس عن «قلق شديد» بعد تصريحات مسؤولين إسرائيليين دعوا إلى تشجيع الفلسطينيين على مغادرة غزة.
وكتب تورك عبر منصة «إكس» امس مبديا «قلقا شديدا حيال تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار حول خطط لنقل المدنيين من قطاع غزة إلى دول ثالثة»، مذكرا بأن «القانون الدولي يحظر النقل القسري لأشخاص يحظون بالحماية داخل أرض محتلة أو ترحيلهم منها».
في غضون ذلك، تواصلت الإدانات العربية والدولية لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث نددت كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر «بأشد العبارات» بتصريحات وزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين في هذا الشأن.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن «تنديد المملكة ورفضها القاطع للتصريحات المتطرفة لوزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اللذين دعيا لتهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات».
وأكدت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» امس على «أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تصريحاتها وأفعالها، في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني».
وأدانت قطر «بأشد العبارات» تصريحات الوزيرين الإسرائيليين، واعتبرتها «امتدادا لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية، ومساعيه المسمومة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لاسيما حل الدولتين».
وأكدت الخارجية القطرية في بيان بهذا الخصوص أن «سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري التي تمارسها سلطات الاحتلال مع سكان غزة لن تغير حقيقة أن غزة أرض فلسطينية، وستظل فلسطينية». وعلى الرغم من التحذيرات الدولية بخصوص الدعوات الإسرائيلية، لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، واصلت تل أبيب محاولاتها المستميتة في هذا الاتجاه.
فقد حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من أن إسرائيل تحاول إجبار أغلب سكان غزة على التدافع الجماعي باتجاه الحدود، مطالبة بإجراءات دولية عملية للضغط على تل أبيب من أجل وقف الحرب ومخططات التهجير هذه.
وأضافت الوزارة في بيان امس أن إسرائيل تمعن في تعميق جرائم النزوح القسري في قطاع غزة ليشمل نزوح أكثر من مليوني فلسطيني بات أغلبهم يتركز في مناطق الجنوب التي أصبحت الأعلى كثافة سكانية في العالم على الإطلاق، وحشرهم في مساحة ضيقة جدا، في ظل استمرار استهداف النازحين وهذه الكثافة السكانية بالقصف والتدمير في محاولة لإجبارهم على التدافع الجماعي باتجاه الحدود. وجاءت هذه التحذيرات، تزامنا مع إعلان جيش الاحتلال أن السلطات الإسرائيلية سترحل مئات من فلسطينيي 48 وسكان القدس المحتلة ممن زعم أنهم «مدانون بالإرهاب» إلى مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس أن تل أبيب تخطط لترحيل المئات من فلسطينيي الداخل أي «أراضي الـ48 التي احتلتها إسرائيل، والمقدسيين، المدانين بمقاومة إسرائيل إلى الضفة الغربية».
وأوضحت أن ذلك سيتم من خلال تنفيذ «قانون المواطنة» بعد تعديله خلال أيام. ويعرف «قانون المواطنة» في إسرائيل بأنه القانون الذي يمنع لم شمل الفلسطينيين من الضفة الغربية أو قطاع غزة، بأزواجهم من الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.