أخبار العالم

تصعيد محدود بين «حزب الله» وإسرائيل وفق «قواعد الاشتباك»

بعد أيام من حبس الأنفاس، اندلعت جولة تصعيد على الحدود الجنوبية اللبنانية، بين حزب الله وإسرائيل، انتهت بعد أقل من ساعتين، بعودة الهدوء رغم الإبقاء على حالة الاستنفار على جانبي الحدود.

وكما توقعت إسرائيل وأشارت عدة مصادر، أقدم حزب الله على عملية محدودة ومضبوطة للرد على مقتل أحد عناصره في سورية بغارة إسرائيلية قرب مطار دمشق.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر خاصة لـ” الجريدة”، أن “خلية لحزب الله اقتربت من الشريط الحدودي في مزارع شبعا وأطلقت صاروخاً من نوع كورنيت على آلية عسكرية إسرائيلية، وجرى تبادل لإطلاق النار” مضيفة أنه “لم يبلغ عن إصابات في الجانب الإسرائيلي الذي توقع إيقاع إصابات محققة بين عناصر الحزب”.

وزعم أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أن الخلية تمكنت من التسلل إلى داخل الخط الأزرق والعبور إلى منطقة “سيادية إسرائيلية”.

وكتب أدرعي على “تويتر”، أن الجيش أحبط “عملية تخريبية في جبل روس، حيث تمكن من إحباط عملية خططت لها خلية من حزب الله مكونة من بين ثلاثة إلى أربعة أفراد وتسللت أمتاراً معدودة للخط الأزرق ودخلت إلى منطقة سيادية إسرائيلية”.

وقالت مصادر أخرى، إن “الخلية تسللت ناحية قرية الغجر على الشريط الحدودي، وأثناء محاولتها استهداف رتل عسكري إسرائيلي، تم كشفها”.

وبعد فتح النار على الخلية شنت المدفعية الإسرائيلية جولة من القصف المدفعي على مزارع شبعا وقرية الغجر وتلال كفرشوبا، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع على علو منخفض.

وسقطت قذيفة من الجانب الإسرائيلي على منزل في بلدة الهبارية، ولم تُسجل إصابات.

وعلّق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على القصف، قائلاً: “نحن أمام عملية ليست سهلة” لكنه أكد استعداد الجيش لكل السيناريوهات.

وحضر نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس إلى مقر الوزارة، للاطلاع على آخر التطورات العسكرية.

ونشر الجيش الإسرائيلي، اليوم، بطاريات مضادة للصواريخ من منظومة “القبة الحديدية” ومدافع على طول الحدود الشمالية مع لبنان، في ظل توتر على جانبي الحدود بعد مقتل علي كامل محسن، أحد أفراد “حزب الله” في قصف إسرائيلي قرب دمشق في 20 يوليو الجاري.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية، رجحت أن يعمد الحزب إلى تنفيذ هجوم على جنود إسرائيليين في المناطق الحدودية، في محاولة انتقامية لمقتل محسن.

ووفقاً لـ”هيئة البث الإسرائيلي” اليوم، فقد منع الجيش جنوده وآلياته من تسيير دوريات محاذية للحدود اللبنانية.

واليوم الأول، خلال تفقّده قاعدة عسكرية قرب الحدود مع لبنان، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي “لبنان وسورية مسؤولية ما يجري في أراضيهما وانطلاقاً منها”. وقال غانتس: “نحن لا نسعى إلى توتير الأوضاع” لكنّه حذّر من “رد فعل قوي جداً” لإسرائيل على أي اختبار لقوتها، مؤكداً “أننا لن نتنازل عن مصالحنا الأمنية”.

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أمير برعام، إن تقديرات الجيش تشير إلى أن “حزب الله” يخطط لعملية انتقامية.

وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على “تويتر”: “نظراً إلى تقييم الوضع، تقرر إرسال تعزيز بقوات مشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية”.

وكان نتنياهو قال اليوم الأول، إن “إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع على الحدود الشمالية، وإن سورية ولبنان يتحمّلان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما”.

وضربت إسرائيل الجمعة أهدافاً عسكرية في جنوب سورية رداً على إطلاق نار من سورية على أراضيها.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله توعد العام الماضي بأن يرد الحزب من لبنان على مقتل أي من عناصره في سورية. وفي سبتمبر الماضي اندلعت جولة تصعيد مشابهة.

“درون”

وسقطت اليوم الأول، في الأراضي اللبنانية طائرة مسيّرة من دون طيار (درون) تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة أُسقطت أم أنها تحطمت بسبب خلل تقني.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن “الطائرة المسيّرة سقطت خلال عملية عسكرية عند الحدود”، موضحا أن “لا خوف من انكشاف معلومات منها”.

قاسم

في المقابل، أعلن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، إنه لا يتوقع اندلاع حرب في الأشهر المقبلة.

وفي مقابلة مع تلفزيون “الميادين”، أوضح قاسم: “ما حصل في سورية هو عدوان أدّى إلى استشهاد علي كامل محسن، ولا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء”.

وتابع قاسم إن “معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة، كما لا تغيير في قواعد الاشتباك” وتابع إن “الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترامب في الداخل الأميركي والإسرائيليون لا يضمنون ربحهم في أي حرب، بل يرجحون الخسارة، وهو ما جعلهم مرتدعين طيلة 14 عاماً، كما أن محور المقاومة كان ولا يزال في موقع الدفاع وبالتالي أستبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة”.

وبينما تحدث موقع “المدن” عن قدرة الأميركيين والإسرائيلين على فرض المعركة حيث يشاؤون، مضيفاً أن “لا شيء يمنع إسرائيل أو طائرات أخرى من تنفيذ عمليات مجهولة داخل الأراضي اللبنانية واستهداف مواقع أساسية لحزب الله أو مخازن صواريخه”، كتبت صحيفة “الأخبار” الموالية لـ”حزب الله”، في عنوانها الرئيسي “الرد آت لا محالة”، على عكس ما أوحت به تصريحات نعيم قاسم، وشددت على ما قاله نائب الامين للحزب بأنه “لا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء”.

السفير الإيراني

لهجة “حزب الله” المهادنة قابلها تهديد ايراني أطلقه من بيروت السفير الايراني ​محمد جلال فيروزنيا، الذي أجاب بعد لقائه مفتي ​الجمهورية عبداللطيف دريان​، رداً على سؤال، عن احتمال شن حرب إسرائيلية على لبنان “لا أعتقد ان الكيان الإسرائيلي في وضع يسمح له بارتكاب الحماقات تجاه لبنان، والعدو لا يمكن أن ينسى الهزيمة التي لحقت به في ​حرب يوليو 2006​ وإذا ارتكب أي مغامرة فستكون هناك ضربة قاسية في انتظاره”، معتبرا أن “محور ​المقاومة​ أقوى من أي وقت مضى وهناك المزيد من الانتصارات أمام المحور”.

حتّي

من ناحيته، أكد ​وزير الخارجية​ اللبناني ​ناصيف حتي​، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، أن “تاريخ ​إسرائيل​ في المنطقة تاريخ عدواني، و​لبنان​ متمسك ب​قوات اليونيفيل​ في ​جنوب لبنان​ وسندافع عن أرضنا ضد أي عدوان”.

ولفت إلى أن “مخاوف إسرائيل غير مبررة”، منوها إلى أن لبنان “ملتزم التزاماً كلياً بمدرجات قرار مجلس الأمن 1701، المتعلق بحفظ الأمن والسلم في جنوب لبنان”، مضيفاً:”أؤيد ​سياسة​ الحياد الإيجابي ولا نريد الدخول في محاور هنا وهناك ولا نتدخل في شؤون دول أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى