تفاؤل أمريكي حول ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني
وكالات – أعرب الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، الإثنين، عن تفاؤله بإحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني، بما يمهّد لتوصّل البلدين الى اتفاق إزاء ترسيم الحدود البحرية في الفترة المقبلة.
وتسارعت منذ بداية مايو (آيار) التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بعد توقف إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه، ودفعت الخطوة بيروت للمطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أمريكية.
وقال هوكستين للصحافيين عقب مشاركته في اجتماع عقده رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في القصر الرئاسي: “ما زلت متفائلاً بإحراز تقدم مستمر كما فعلنا طيلة الأسابيع الماضية، وأتطلع قدماً للعودة إلى المنطقة والتمكن من المضي في الترتيبات النهائية”.
ويحمل هوكستين الذي يزور لبنان للمرة الثانية في أقل من شهرين، اقتراحاً إسرائيلياً رداً على مقترح قدمه لبنان في يونيو (حزيران) حول ترسيم الحدود، وشملت لقاءاته الأحد مسؤولين عدة بينهم قائد الجيش جوزف عون والمدير العام للأمن العام عباس إبراهيم.
واستبق عون الاجتماع مع هوكستين بالتأكيد على أن هدف المفاوضات “الحفاظ على حقوق لبنان والوصول من خلال التعاون مع الوسيط الأمريكي الى خواتيم تصون حقوقنا وثرواتنا وتحقق فور انتهاء المفاوضات فرصة لاعادة انتعاش الوضع الاقتصادي في البلاد”.
ووصف مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس الأحد زيارة هوكستين بأنها “لحظة الحقيقة”، مشيراً إلى أن الأخير يحمل عرضاً إسرائيلياً يعتبر “تنازلاً بالنسبة للطرفين”.
ويتيح العرض، وفق المصدر ذاته، “للبنان تطوير الحقل في المنطقة المتنازع عليها، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية”، موضحاً أن الحقل هو “حقل صيدا” والذي يُعرف في لبنان بـ”حقل قانا”.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل “كاريش” وتُعرف بالخط 29.
ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل العام 2020 بوساطة أمريكية في مايو (آيار) من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وعكست التصريحات اللبنانية الصادرة في الساعات الأخيرة “إيجابية” في التعاطي مع ما حمله هوكستين، وسط تكتّم على مضمون الشروط الإسرائيلية.
وأكد نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب، المكلّف من عون متابعة ملف التفاوض، الإثنين أنّ “الفجوة في الخلافات الموجودة في هذا الملف قد ضاقت والفترة الزّمنيّة الّتي تفصلنا عن عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت ستكون قصيرة” آملاً أن “نرى نتيجة خلال الاسابيع القليلة المقبلة في هذا المجال”.
وأكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، عقب استقباله هوكستين، أن المفاوضات “باتت قريبة من أن تصل الى خواتيمها”.
وأضاف “ثمّة تقدم ملحوظ، ربما تقدم هائل”.
واستبق حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد، وصول هوكستين بنشر شريط فيديو الأحد مدته دقيقة و16 ثانية، قال إنه يرصد فيه المنصة وسفناً أخرى مرتبطة بقطاع النفط والغاز في تاريخين مختلفين، ويفصّل الشريط حجم كل سفينة وإحداثياتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الثاني من يونيو (حزيران) اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط.
في تل أبيب، قال رئيس لجنة الخارجية والدفاع الإسرائيلية البرلمانية رام بن باراك لإذاعة محلية “نحن لا نعير اهتماماً لتهديدات نصر الله وهي ليست عاملاً في المفاوضات”، لكنّه أكد أنه “إذا تجرأ نصر الله على فعل أي شيء ضد منصات الغاز الإسرائيلية، فإن لبنان، وحزب الله، سيدفعان ثمناً باهظاً”.