منوعات

تقنية جديدة لمقاومة أخطر أنواع سرطان الدماغ

كشفت دراسة جديدة عن أسلوب علمي جديد لمقاومة سرطان الدماغ “الجليوبلاستوما”، النوع الأكثر عدوانية من السرطان، بما قد يساهم في تمديد حياة المرضى، مع تقليص مدة العلاج بشكل ملحوظ.

الجليوبلاستوما سرطان سريع الانتشار وغير قابل للشفاء، وهو شائع بشكل أكبر بين كبار السن، إذ أن متوسط العمر المتوقع للمصابين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا يتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر فقط، وفق الدكتور سوجاي فورا، أخصائي الأورام بالإشعاع في “Mayo Clinic”.

تكمن صعوبة علاج هذا السرطان في أنه عند ظهور الأعراض، يكون قد غزا الدماغ، مما يصعب استئصاله دون التأثير على الأنسجة السليمة، حيث تنمو الأورام غالبًا مجددًا بعد فترة قصيرة من الجراحة بسبب بقاء الخلايا السرطانية.

التجربة

ولكن، في تجربة سريرية حديثة، تمكن فريق بحثي بقيادة الدكتور فورا من تحسين العلاجات الكيميائية والإشعاعية لما بعد الجراحة، مع التركيز على تعديل العلاج الإشعاعي ليكون أكثر دقة في استهداف مناطق النشاط السرطاني وتقليل الآثار الجانبية التي قد تشمل التعب وضعف الإدراك.

في الدراسة، تمت إضافة نوع جديد من التصوير يُدعى “18F-DOPA PET”، وهو نوع من فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والذي يساعد في تحديد المناطق التي يكثر فيها النشاط الأيضي، مثل الخلايا السرطانية. بينما بعد التصوير، تم استخدام تقنية “العلاج بالبروتونات” التي تعتمد على الجسيمات المشحونة الثقيلة لتقليل الضرر الناجم عن الإشعاع في المناطق غير المصابة.

نتائج الدراسة

شملت التجربة 39 مريضًا فوق سن 65 عامًا، تم علاجهم لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين. وبالرغم من أن فترة البقاء على قيد الحياة للمصابين بالجليوبلاستوما عادة ما تكون أقل من عام، فإن 22 من أصل 39 مريضًا بقوا على قيد الحياة لمدة 12 شهرًا بعد العلاج، وكان متوسط مدة البقاء 13.1 شهرًا بدلًا من 6-9 أشهر المعتادة.

هذه النتائج، علق عليها الدكتور فورا واصفًا إياها بـ”واعدة للغاية”، حيث تجاوزت مدة البقاء لبعض المرضى عامين، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من نوع أقل مقاومة للعلاج بسبب طبيعته الجينية، كما نقل عنه موقع “لايف ساينس”.

كما تمكن الباحثون من تقليص مدة العلاج، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة أن المرضى غالبًا ما يضطرون للسفر لمسافات طويلة ويقيمون في أماكن مؤقتة لتلقي العلاج.

وقد تم نشر نتائج الدراسة في مجلة “The Lancet Oncology” في ديسمبر الماضي، وأكدت Mayo Clinic أنها ستوسع التجربة لتشمل مرضى الجليوبلاستوما من جميع الأعمار. فيما يجري الباحثون مقارنة بين هذا العلاج القصير الأمد والعلاجات التقليدية التي تمتد من ثلاثة إلى ستة أسابيع، لدراسة الفرق في الفاعلية.

زر الذهاب إلى الأعلى