نظم مكتب ممثل الامين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ، بالشراكة مع وزارة الإعلام الكويتية الموقرة ممثلة في سعادة السيد/ فيصل المتلقم، وكيل وزارة الإعلام الخارجي وزير الإعلام الكويتية، ندوة خاصة للإعلاميين المتخصصين في دولة الكويت حول “دور الاعلام في مواجهة المعومات المغلوطة بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي ” بهدف التأكيد على ضرورة مواجهة المعلومات المغلوطة لتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال تسليط الضوء على أهمية دور الإعلام في أوقات الأزمات لاسيما الإنسانية؛ كتابة التقارير الدقيقة؛ وإرشادات بشأن الاتفاقيات والتوصيات الدولية. وهذه خطوة أخرى نحو بناء شراكة قوية تقوم على الثقة المتبادلة والتواصل الثنائي، فضلاً عن المساعدة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
يلعب الاعلام المقروء منه أوالمرئي أو المسموع اضافة الى المواقع الإلكترونية دورا هاما في كل الدول والمجتمعات من حيث مشاركة الرأي العام بالأخبار والمعلومات. وقد تضاعف تأثير هذا الدور فى السنوات الأخيرة بسبب التطور السريع فى تقنيات الاتصال، ولا يزال أفق هذا التطور مفتوحاً بغير حدود. و تعمل كل هذه الوسائل على إثراء وجدان وعقول المتلقي، مما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله.
وقد أشار الدكتور طارق الشيخ، ممثل الامين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت: “ان وسائل الإعلام هي منابر اجتماعية قوية للغاية، تمارس تأثيرًا كبيرًا على الرأي العام، وتحدد جدول الأعمال والنبرة للمناقشة العامة. وقد تكون وسائل الإعلام أيضاً وسيلة حاسمة لضمان “عدم ترك أحد خلفنا”، ولتصليط الضوء على أصوات الفئات الأكثر ضعفاً مثل اللاجئين والمهاجرين وغيرهم الكثير من الفئات المستضعفة. وأضاف :” تلتزم أسرة الأمم المتحدة في دولة الكويت بتعزيز القدرة الصحفية وتعزيز المهنية. هذه الورشة الإلكترونية هي إحدى ثمار التعاون بين وزارة الإعلام والوكالات المقيمة وغير المقيمة للأمم المتحدة في الكويت. كما تحتفل الأمم المتحدة هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها، والتزامنا بحرية التعبير أكثر من أي وقت مضى. لقد شهدنا بلا شك أياما أكثر سعادة وصحة. إن جائحة “كونفيد19″ هي بالتأكيد اختبار لمجتمعاتنا، لكننا جميعاً في هذه الحرب معا.”
وفي كلمته الافتتاحية أشار سعادة السيد/ فيصل المتلقم، وكيل وزارة الإعلام الخارجي وزير الإعلام الكويتية: “ان دولة الكويت كانت ومازالت تعمل ضمن المنظومة الدواية وتؤمن أشد الايمان أنها جزء يتأثر بمحيطها وما يحدث حولها، ومن هذا المنطلق فقد ساهمت فق ساهمت دولة الكويت وبالتعاون مع المجتمع الدولي في المواجهة ضد الجائحة التي لم تنفك تفتك بالعالم. وتعلمون أن لكل مواجهة هناك مادة اعلامية لها وجهان، وجه حقيقي و اخر زائف مضاد لها لا يهدف الا لنشر الفتن وتقويض الجهود.” و أضاف:”اننا في دولة الكويت لم نكن بمنأى عن هذه المواجهة الاعلامية التي لا تقل خطورة عن كوفيد19، فقد قامت دولة الكويت ممثلة بمركز التواصل الحكومي التابع لمجلس الوزراء بتوجيه الجهات الرسمية للتصدي لآفة الشائعات والمعلومات المضللة. كما سخرت وزارة الاعلام كافة جهودها عبر القنوات الرسمية المتعددة المقروءة والمسموعة والمرئية منها في التصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة التي وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي مكانا لها وطريقا سريعا لانتشارها والتي من شأنها أن تستهدف زعزعة الأمن في المجتمع وتعريض حياة الاخرين للخطر عن طريق اعطاء معلومات عن فيروس كوفيد 19 وطرق وقاية لا تقوم على أساس علمي على سبيل المثال”.
وفي كلمته أشار الدكتور سامر حدادين، رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دولة الكويت :”أنه لا شك بأن أحد أخطر التحديات التي واجهها العالم هو انتشار المعلومات المغلوطة. كما تخلق حالات الأزمات أو حالات الطوارئ العامة أيضًا مخاطر لانتشار خطاب الكراهية عبر الإنترنت وخارجها والتي تستهدف الأشخاص المشمولين بولاية المفوضية وتسهم في زيادة صعوبة مهمتها المتمثلة بتوفير الحماية وإيجاد الحلول الدائمة، مما قد يؤثر سلبا على حياة ما يزيد عن 79.5 مليون لاجئ ونازح داخلي وعديم جنسية حول العالم. كما أشار تقرير المفوضية حول تدخلاتها واستجابتها لفيروس كوفيد-19 الصادر مؤخرا؛ تسجيل حالات من التمييز وانتشار خطابات الكراهية ضد الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية في 74 دولة من أصل 173 دولة (43% تقريبا)، لذا توجب على المفوضية أن تكرس جهودا إضافية استجابة للمخاطر والتحديات المصاحبة لانتشار الفيروس، فقد تمكنت المفوضية من إطلاق حملات توعوية وتخصيص قنوات يتم من خلالها التواصل مع الأشخاص المعنيين للتدخل السريع في أكثر من 100 دولة.”
وكما نعلم، قدّمت جائحة كورونا براهين عن تكافل الدول والمجتمعات فيما بينها بهدف معالجة تأثير هذه الجائحة والتحديات التي فرضتها. أدى وباء كوفيد-19 إلى ظهور موجة جديدة من المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول حجم الوباء وأصل المرض والوقاية منه وتشخيصه وعلاجه، وانتشرت معلومات كاذبة، بما في ذلك التضليل المتعمد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية ووسائل الإعلام مما يشكل خطراً على الصحة العالمية ويشعل خطاب الكراهية والتمييز.
إنّ الهدف العام من الندوة هو تعزيز قدرة الاعلاميين :
- على معرفة أفضل حول الممارسات الجيدة وسياسات الأمم المتحدة في مكافحة المعلومات المضللة؛ وأهمية دور الاعلاميين في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال مكافحة المعلومات المضللة والمغلوطة.
- اكتساب المعرفة الجوهرية حول القانون الدولي لحقوق الإنسان وآليات حقوق الإنسان ذات الصلة؛ وآثارها في التقارير اليومية.
- تحديد الاعتبارات الرئيسية أثناء كتابة المقالات الإعلامية حول الفئات المستضعفة والحالات الإنسانية
- تعريف الأدوات وبوابات البيانات لاستخدامها للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة من شبكة الأمم المتحدة للهجرة في الكويت
ان للاعلام دورا مهما في التأثير بمدى ادراك المتلقي، والتاثير على اعتقاداته، أو سلوكه، أو عاطفته، أو مواقفه ووجهات نظره، و تحويل المعلومات إلى معرفة اواستنتاج أومعايير جديدة تتعلّق بالحياة ومبادئها لا سيما الكرامة الانسانية. وقد شهد عصرنا الحالي الاستعمال الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي و التدفق الهائل للمعلومات عبر وسائل الإعلام في ظل شدة وطأة انتشار وباء كورونا وعبوره حدود الدول. ولهذا الانتشار بوسائل التواصل من المحاسن ما له من نقاط ضعف لا سيما عندما تتحول حرية التعبير –على سبيل المثال- الى الحض على خطاب كراهية على خلفية تمييز مبني على اساس العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسي أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو النسب، أو غير ذلك من الأسباب. وبما أن الصحافة تسعى إلى تعزيز حق الجمهور في المعرفة فانه من المهم تمكين الترابط بين المعايير التي يتعهدها الصحفيون ومؤسساتهم وما يحقق الصالح العام اتساقا مع ثقافة حقوق الانسان من مصطلحات ومعايير ومفاهيم اساسية. وقد صدقت دولة الكويت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. (العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تعتبر هذه الاليات ركيزة مهمة للاعلام في دولة الكويت).
وفي الختام، يجدر بالذكر أنه قد سلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على الدور الرئيسي لوسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمسؤولة في تعزيز الشفافية والثقة، كونه أمرًا ضروريًا لتحقيق الدعم الكافي والامتثال العام للجهود الجماعية. ولهذا السبب أطلقت الأمم المتحدة مبادرة “shareverified” وهي مبادرة لتبادل مضمون مقنع وواضح ومشورة قائمة على الحقائق ومعلومات قد تنقد الحياة وقصص تسلط الضوء بشكل ايجابي عن أفضل الممارسات انحاء العالم. كما سلطت الأزمة الحالية الضوء على الحاجة الملحة للوصول إلى معلومات موثوقة وجديرة بالثقة وواقعية ومتعددة اللغات ومستهدفة ودقيقة وواضحة وقائمة على أساس علمي، وكذلك لضمان الحوار ومشاركة جميع أصحاب المصلحة والمجتمعات المتضررة.