ترند

ثلاث ليالٍ من الموسيقى .. ثراء كلاسيكي وروح محلية

الكويت – هاشتاقات الكويت :

 

مقطوعات موسيقية مبهجة، بروح كلاسيكية عالمية وكويتية، تجلت من خلالها مهارات العازفين، والمواهب الواعدة منهم، مقدمة لوحات متنوعة لمؤلفات مختارة خالدة أمتعت الأسماع والأذواق.

ثلاث ليال موسيقية متتالية مختلفة قدمتها أوركسترا «براغ الفلهارموني» على خشبة قاعة الشيخ جابر العلي، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثالث، بقيادة مدير الموسيقى وكبير قادة الأوركسترا المايسترو التشيكي المعروف إيمانويل فيوم، بمصاحبة أكثر من سبعين عازفا.

حضور لافت

شهدت الليلتان الأولى والثانية مشاركة كويتية لافتة من الألحان المتنوعة، والعزف الموسيقي المنفرد، تجلت فيها مواهب ومهارات، بإيقاعات شعبية كويتية استمدت عبقها من إرث رحلات الغوص عن اللؤلؤ، بينما قدم الجمهور عقب كل مقطوعة التحية لصناعها من المؤلفين والعازفين.

مقطوعات البيانو

قدمت الأوركسترا في الليلة الأولى مقطوعات موسيقية متنوعة القوالب والأرواح من مختارات كلاسيكية عالمية شهيرة، وبحضور موسيقي كويتي مميز، حيث استهل الحفل بموسيقى «أهل الهوى» للمؤلف خالد نوري، أعقبها موسيقى «طريق الذكريات» للمؤلف عبدالعزيز شبكوه، بمقطوعتين موسيقيتين ممتعتين، وبعدها سحرت أنامل عازفة البيانو الواعدة روان بهبهاني أسماع الحضور بعزف موسيقي مبهر ضمن الحركة الأولى من كونشرتو من مؤلفات الموسيقي النمساوي جوزيف هايدن.

وواصل العازفون حضورهم بتقديم مقطوعات موسيقية للمؤلف النمساوي فولفغانغ أماديوس موتسارت، ومقطوعة أخرى له من كونشرتو البيانو بمشاركة من عازف البيانو الأميركي الشهير أندرو فان أوين، ليختتم القسم الأولى من الحفل بمقطوعة السيمفونية الخامسة للمؤلف الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن.

وبعد استراحة قصيرة قدمت الأوركسترا مقطوعة موسيقية بعنوان «القصيدة السيمفونية، الزمان» للمؤلف محمد الحمدان، وافتتاحية روسلان ولودميلا من مؤلفات الموسيقي الروسي ميخائيل غلينكا، وكونشرتو البيانو للمؤلف الروسي سيرغي رحمانينوف، بمشاركة لافتة من العازف أندور فان أوين، وقدمت الأوركسترا على التوالي مقطوعتين موسيقيتين متتاليتين للمؤلف الموسيقي النمساوي يوهان شتراوس الابن، الأولى افتتاحية أوبريت «فليدرماوس»، والأخرى بعنوان «تريتش تراش بولكا».

مهارات كويتية

وفي الليلة الثانية، قدمت الأوركسترا في الحفل عدة مقطوعات لنخبة من المؤلفين العالميين، بعزف منفرد وإيقاعات شعبية كويتية مستمدة من إرث عريق، وفي المقطوعة الأولى من كونشرتو البيانو من مؤلفات جوزيف هايدن، أطلت عازفة البيانو الواعدة روان بهبهاني التي أبهرت وسحرت وأبدعت بعزفها المتناغم بمصاحبة الأوركسترا.

وبمشاركة كويتية أكاديمية، قدم عازف القانون أيوب خضر حاجي مقطوعة موسيقية بعنوان «بشرف الحجاز» للمؤلف يوسف حلاوة، وبعدها عزفت الأوركسترا مقطوعة من مؤلفات الفرنسي فريدريك شوبان، وثم كونشرتو البيانو الثاني كاملا للمؤلف سيرغي رحمانينوف بمشاركة عازف البيانو أندرو فان أوين.

وبعد استراحة قصيرة، عادت الأوركسترا لتنهل من الموسيقات الكويتية بمقطوعة بعنوان «رحلة الغوص بحثا عن اللؤلؤ» للمؤلف د. عبدالله خلف، ومصاحبة عازفي الإيقاع فتحي وعبدالحميد الصقر، وبعد ذلك قدمت الأوركسترا افتتاحية الأوبرا الكوميدية «عروس بالمقايضة» من مؤلفات التشيكي بدريخ سميتانا، وعزفت الأوركسترا ثلاث مقطوعات متتالية للمؤلف التشيكي أنتونين دفورجاك الأول سيمفونية «مفرحة لكن ليس كثيرا»، والمقطوعة الثانية من سيمفونية «الانتصار»، والمقطوعة الثالثة من رقصة المثليين من أوبرا «عروس بالمقايضة».

موسيقى السينما

وكانت الليلة الثالثة مختلفة عن الليلتين السابقتين، حيث اتسمت بالمقطوعات الموسيقية الكلاسيكية المألوفة لعشاق السينما، لمجموعة مختارة من أعظم المؤلفات الموسيقية في الأفلام، ومطعمة بموسيقات عالمية، حيث دشنت الأوركسترا الحفل بالمقطوعة السيمفونية التاسعة والعشرين من مؤلفات فولفغانغ أماديوس موتسارت، وأعقبتها بمقطوعة أخرى بعنوان «اللحن الأساس» من فيلم «المهمة» للمؤلف الإيطالي إنيو موريكوني، ومن ثم أغنية «نهر القمر» للمؤلف الأميركي هنري مانشيني.

وأبهرت الأوركسترا الحضور بمقطوعات موسيقية متنوعة من الأفلام السينمائية العالمية، حيث عزفت للمؤلف إنيو موريكوني مقطوعتين متتاليتين الأولى من لحن فيلم «الطيب والشرير والقبيح»، والمقطوعة الثانية من لحن فيلم «حدث ذات مرة في الغرب»، واختتمت بمقطوعة بعنوان «نهر مولداو» من مؤلفات بدريخ سميتانا، ليخلد الحضور إلى استراحة قصيرة.

أداء متناغم

عادت الأوركسترا حيث قدمت مقطوعة «أداجيو للوتريات» للمؤلف الأميركي صمويل باربر، وأعقبتها مقطوعتان من مؤلفات فولفغانغ أماديوس موتسارت، الأولى افتتاحية أوبرا «زواج فيغارو»، والمقطوعة التالية من «كونشرتو البيانو الحادي والعشرين»، ومن مؤلفات لودفيغ فان بيتهوفن «السيمفونية السابعة»، ومن مؤلفات فولفغانغ أماديوس موتسارت افتتاحية أوبرا «الناي السحري»، وقدمت الأوركسترا للمؤلف الإيطالي بييترو ماسكانيي مقطوعة من أوبرا «كافالييري روستيكانا»، ثم اختتمت الحفل بمقطوعة من مؤلفات الإيطالي جواكينو روسيني من افتتاحية أوبرا «طائر العقعق اللص».

مسيرة حافلة

تمتلك أوركسترا «براغ الفلهارموني» التشيكية مسيرة حافلة وتاريخا عريقا بالمشاركات والحضور في العواصم العالمية، تأسست في عام 1994 بمبادرة من المايسترو الشهير عالميا جيري بيلوهلافك لتتطور تحت قيادته وتصبح واحدة من الفرق الموسيقية التشيكية الأكثر شهرة في العالم.

يقود الأوركسترا اليوم إيمانويل فيوم، وهو قائد موسيقي فرنسي مقره في دالاس، وقدم عروضا في دور الأوبرا وحفلات موسيقية في عواصم شهيرة؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وعمل مع عدة شركات فنية وفرق أوركسترالية حول العالم.

 

عميد المعهد الموسيقي: المواهب والجمهور نجوم الحفل

كان من ضمن حضور الليلة الثانية للأوركسترا عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. رشيد البغيلي، الذي تحدث فور انتهاء العرض قائلا «لقد سعدت كثيرا بحضور هذا العرض الموسيقي العالمي لأوركسترا براغ الفلهارموني التي قدمت ألوانا متنوعة من الموسيقات العالمية، لكن الذي أسعدني كثيرا هو الموهبة الكويتية الواعدة روان بهبهاني التي عزفت ضمن كونشرتو البيانو من مؤلفات جوزيف هايدن، وينتظرها مستقبل جميل، كما سعدت لان الحضور الجماهيري بات يزداد ويقبل على فعاليات الموسيقى الكلاسيكية أكثر من السابق، وهذا تحقق بجهود القائمين على مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذين قربوا الجمهور كثيرا للموسيقى الكلاسيكية، وشعرت في الحفل بان الجمهور ذو ذائقة موسيقية عالية وهو أمر يدعو للسعادة والفخر».

 

المصدر – القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى