إقتصاد وأعمالشباب وتعليمهاشتاقات بلس

جامعة الشرق الأوسط الأمريكية (AUM) تنظم حفل جائزة الشركات المتميزة (AUM CORPORATE AWARD 2022)

نظمت جامعة الشرق الأوسط الأمريكية (AUM) في المركز الثقافي بالجامعة، مساء الخميس الماضي، حفل جائزة الشركات المتميزة (AUM CORPORATE AWARD 2022)، وسط حضور كبير من قياديي كوكبة من الشركات والكيانات الاقتصادية الكبرى المحلية والعالمية والإقليمية العاملة في الكويت.

وخلال الحفل، قال رئيس مجلس أمناء «AUM» فهد العثمان، في كلمة له، إنه بدون نهضة اقتصادية، ومؤسسات فاعلة، لا يمكن للتعليم أن يتطور، خصوصاً أن التعليم ليس مستقلاً بذاته، وهناك ارتباط وتداخل بين كل الأنشطة، موضحاً أن النهضة الاقتصادية تظهر حين تكون هناك مؤسسات فاعلة، والتي لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا كانت سياستها وإداراتها في الموارد البشرية متميزة.

وأضاف العثمان أن المؤسسات تنجح بقدرتها على إدارة القوى البشرية في العمل، مبيناً في الوقت ذاته أن مدخلات التنمية البشرية تتشكل من الطلبة، وأنهم إذا لم يمروا بإجراءات تطلق لهم العنان لينطلقوا وتتشكل لديهم الثقافة، ومن ثم تأتي المؤسسة وتقدم لهم التدريب الذي يؤهلهم، فستمر سنوات ولن تظهر كفاءات بالقدر الذي نحتاجه، وبالتالي يتراجع الأداء في المجتمع والاقتصاد، موضحاً أن التنمية البشرية لها جناحان، الأول هو التعليم والآخر هو التنمية الاقتصادية أو مؤسسات العمل الفاعلة في القطاع الخاص.

ووجه العثمان حديثه للمكرمين في جائزة الشركات المتميزة، قائلاً إن «العلاقة بين جامعتنا وبينكم هي علاقة شراكة فعلياً، وهو أمر واقعي وحقيقي، والفرحة الكبيرة حين نرى طلبتنا يتخرجون، ولكن الفرحة الأكبر حين نراهم يعملون ويندمجون وينجحون وهذا لا يمكن أن يحدث من دون جهودكم وتميزكم واهتمامكم».

الاعتماد الاكاديمي

واستعرض العثمان ما استطاعت الجامعة إنجازه في السنوات القليلة الماضية، قائلاً «استطعنا أن نحقق العالمي في كليتي الهندسة، وإدارة الأعمال بدرجة متميزة، ووفقاً للتصنيف من وكالات التصنيف العالمية استطاعت AUM أن تكون الجامعة الأولى في الكويت، وذلك على مستوى الجامعات الخاصة والجامعة الحكومية، وكذلك عربيا حققت المركز الـ 24، وقبل شهرين استطاعت كلية إدارة الأعمال أن تدخل قائمة الـ TOP10، وتكون في المركز العاشر بين كل الجامعات في الدول العربية والأولى في الكويت، وكلية الهندسة أخذت المرتبة الـ 17 عربياً».

وأضاف أن «هذه الإنجازات أساسية وضرورية لأي جامعة رصينة، إذ لا يمكن أن تكون جامعة حقيقية رصينة ولها مكانتها في العالم من دون أن تستوفي هذه المتطلبات، ولكننا نعتقد أن هذا هو الحد الأدنى المطلوب»، كاشفاً أن AUM تفكر في طلبتها وخريجيها بطريقة مختلفة، وترصد أين سيصل بعد 5 سنوات، وتعتبر الأمر مقياساً للنجاح».

وأوضح ذلك قائلاً: «إذا حقق خريج الـ AUM نجاحا في حياته المهنية وحياته الشخصية وبرز وأصبح شخصا فاعلا بشكل إيجابي في الاقتصاد والمجتمع فقد قمنا بدورنا ونجحنا، أما إذا لم يتحقق هذا الأمر فقد يكون هناك شيء خطأ، وهو ما يضع تحديا أكبر بكثير من أن نستوفي المتطلبات الأكاديمية وتخرج الطلاب، وهو الأمر الذي يضع علينا عبئا كبيرا في أن نتابع طلبتنا بعد التخرج، ونكون فاعلين برصد ما يحدث في المجتمع والاقتصاد، وهنا تظهر أهمية وضرورة الشراكة الاستراتيجية بيننا وبين شركائنا ومؤسسات العمل بصورة عامة».

وتناول العثمان مصطلح «مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل»، مبيناً أنها تعكس فكرا سائدا، ولكن تأثيرها مدمر، خصوصاً أن مخرجات التعليم هم الخريجون الطلبة الأفراد، واحتياجات سوق العمل هي الوظائف والدورة الاقتصادية، ما يعني أن الخريج هو الذي يتواءم مع احتياجات سوق العمل».

وسرد العثمان إشكاليات مصطلح احتياجات سوق العمل، مبيناً أن مفهومه في الكويت هو احتياجات لأجهزة الدولة وما يصدر عن ديوان الخدمة المدنية، ولا تشمل القطاع الخاص والقطاع شبه العام، وهو ما يعطي إيحاء بأننا نتكلم عن سوق العمل كله، والحقيقة أننا نتحدث عن احتياجات الوظائف داخل القطاع الحكومي فقط.

وأوضح أن «احتياجات الوظائف في القطاع الخاص وشبه الحكومي لا توجد في شأنها إحصائيات متخصصة أو دراسات، فقط قد يكون لدينا إحصاءات عامة بشأنها».

وذكر إشكالية أخرى تعني بأن مفهوم احتياجات سوق العمل يستهدف فقط الاحتياجات الحالية من خلال رصد الوظائف في الوزارات والإدارات الحكومية، وهو إجراء غاب عنه عملية استشراف الاحتياجات المستقبلية للعمل، «وهو أمر يتطلب خططا مستقبلية لأجهزة الدولة لنعرف احتياجات الأفراد ونوعيات الأعمال التي ستنتج عنها، فضلا عن أن كثيرا من الوظائف والنسبة الأكبر من وظائف القطاع الحكومي هي وظائف بلا عمل، وأن المشكلة تظهر واضحة في أننا نريد أن نوائم بين مخرجات التعليم مع هذه الحالة المشوهة والخاطئة وهو أمر له ضرر كبير».

مخرجات التعليم

واستعرض الصورة الكاملة لمخرجات التعليم عبر تطوير الأفراد، موضحاً أن التمسك اللصيق بفكرة التخصص وحرص الشاب الصغير عليه، يشوه عملية التنمية البشرية، لأنها لا تعكس الواقع الحقيقي، إذ إن خريج الهندسة، ليس مهندساً، بل هو خريج هندسة ومشروع مهندس، ولابد أن يعمل في الميدان ويمارس النشاط لـ 3 أو 4 سنوات، وحينها نقول بات مهندساً، ولكن إذا لم يمارس النشاط فهو لا يزال خريج هندسة.

وتطرق العثمان إلى أن «الطلبة في عمر الـ 18 عاما باتوا مطالبين باختيار التخصص فعليا، وهو ما زال في مرحلة الاستكشاف فيختار التخصص بشكل شخصي، ولكن يجب أن نعرف أن ما يدرس في تلك الفترة عبارة عن علوم تدريبية واجتماعية وإنسانية وأشياء أخرى الغرض منها ليس بشكل دقيق ومطلق التخصص، بل مساعدة الطالب على النضج، وأن يكون لديه اطلاع من كل الاتجاهات على مختلف العلوم، وبالتالي لا يزال يستكشف ميوله واستعداداته، فبات طبيعيا أن يدخل الطالب في تخصص أعتقد أنه يحبه وفي نهاية الأمر وجد نفسه يميل أو لديه استعدادات أكبر في أماكن أو تخصصات أخرى».

وأضاف: «إلى أن ينهي الطالب المرحلة الجامعية، وهي مرحلة الاستكشاف، يدخل بعدها المؤسسة من 1 إلى 3 سنوات تدريبا عمليا وميدانيا، تظهر الفروق الفردية ويدرس كل موظف ليظهر من لديه استعدادات للعلاقات العامة، وآخر للمبيعات أو المحاسبة أو العمليات، وهذه أمور لا تظهر بالضرورة في الدراسات الأكاديمية ولا التجهيز الأكاديمي، بل تبدو في جوّ العمل، فعملية التعليم تختلف عن التأهيل الوظيفي.

وأشار العثمان إلى أن المواءمة بين مُخرجات التعليم وسوق العمل تحرق المراحل التي من المفترض أن يمرّ بها الخريج، موضحاً أن هناك افتراضاً أن مَن يتخرّج في الجامعة بات جاهزاً، وهو أمر غير صحيح، والحقيقة أننا أنهينا مرحلة التعليم، والآن ندخل مرحلة التدريب أو التأهيل الوظيفي، ليتعود الخرّيج على جو العمل ويكتشف إمكاناته وقدراته.

أهمية الدافع والشغف للخريج

وأكد العثمان أهمية الدافع والشغف لدى الخريجين، لأنهما مفتاح النجاح في عملهم والعطاء والنمو، مبيناً أن الدافع لا يأتي بالقوانين والحضور والانصراف والعقاب، فهذه أمور تجعله موجودا على رأس عمله، لكننا نريد روحه ووجدانه وجوارحه في العمل، لكي يستطيع أن ينمو ويعطي، وهذا لا يحدث إلا حين نضع الشخص في مجال يتناسب مع استعداداته.,

عملية التدريب مهمة وليست رفاهية

وشدد العثمان على أن التدريب بعد التخرج مهم جدا وإلى أقصى حد، وليس رفاهية على الإطلاق، إذ يساعد الخريج على التعود، وأن يبدأ في تلمُّس طريقه، خصوصاً في ظل المتغيرات التي سيشهدها في بيئة العمل، والتي تختلف عن بيئة الدراسة، إذ بات الخريج مطالباً بالتعامل مع مراحل عمرية مختلفة ورؤى متباينة ومحملاً بالمسؤوليات.

تدني الإدارة والأداء

وقال العثمان «وما يتم طرحه دائمًا حول عدم تحقيق مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل هو أمر غير صحيح، لأننا في الكويت نقوم بهذه المواءمة بدءًا من توزيع البعثات والوظائف وتحديد احتياجات سوق العمل الخاطئة لندمّر بذلك التنمية البشرية. إنه فكر خاطئ يضع شعار معيّن إلا أن الهدف شيء آخر. من هنا نلاحظ أن هناك تدني في مستوى الإدارة على صعيد البلاد وتدني في الأداء وفي العملية الإقتصادية، وكلّها نتيجة حرق للمراحل في ظلّ غياب التوجيه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى