جامعة الكويت: مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية أقام محاضرة (التجربة الكويتية في تعزيز مفاهيم الوسطية)
أقام مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت محاضرة تحت عنوان (التجربة الكويتية في تعزيز مفاهيم الوسطية)، وذلك في قاعة الخطوط الجوية الكويتية -الحرم الجامعي- الشويخ، بحضور الأستاذ الدكتور يعقوب الكندري القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت، ومنتسبي جامعة الكويت وعدد من الدبلوماسيين.
وقد حاضر فيها مدير مركز تعزيز الوسطية التابع لوزارة الأوقاف في الكويت الدكتور عبد الله مطير الشريكة، وأدارها رئيس قسم إعداد الدراسات المستقبلية والإستراتيجية في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الدكتور سالم المطوع.
في البداية رحب د. المطوع بالحضور وأكد على مدى أهمية إقامة تلك المحاضرات القيمة التي تعود بالفائدة على الجميع، مستنداً إلى قول ابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان”: (ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإما إفراط ولا يبالي الشيطان بأيهما ظفر)، واستند إلى قول ابن حزم الأندلسي في كتابه “الرسائل الفضيلة” (على أنها وسط بين الإفراط والتفريط إذ أن كلا الطرفين مذمومان، فالشجاعة فضيلة لأنها وسط بين الجبن والتهور، والكرم فضيلة لأنه وسط بين البخل والإسراف. (
وبدوه تطرق د. الشريكة إلى الوسطية فذكر أن الشريعة الإسلامية نظمت العلاقة القائمة بين المسلمين وغيرهم، واستندت على حسن التعامل والعدل والانصاف، معتبرا أن نشر ثقافة التعايش والوسطية وتعزيزها ومحاربة الغلو والتطرف يعد مسؤولية الجميع، وقال “أن الإسلام دين الرحمة والعدالة والتعايش ويحفظ حقوق الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين”، وأن الوسطية هي مبدأ إسلامي جاء في القرآن الكريم وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام (علاقة الإنسان بربه- علاقة الانسان بنفسه -علاقة الانسان مع غيره من الناس).
واعتبر الوسطية من أهم القيم الحاكمة في العمل المؤسسي، حيث تعد واحدة من ست قيم حاكمة لسياسة العمل بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، إضافة إلى إنشاء اللجنة العليا لتعزيز الوسطية لحماية النشء ووقايته من العنف والتطرف وإنشاء المركز العالمي للوسطية، ودعم كثير من المشاريع والأنشطة في العالم والتي تتعلق بالوسطية، مؤكدا أن الوسطية تهدف إلى نشر الاعتدال والتسامح بين الأديان والطوائف وتوحيد الوحدة الوطنية، وحفظ حقوق غير المسلمين في الكويت وأيضا محاربة العنصرية والتمييز وكذلك التنمر بأشكاله.
وأوضح أن تلك المحاضرة لها دور في التعرف على التجربة الكويتية الناجحة في مجال تعزيز قيم الوسطية والاعتدال واستكشاف آليات وأساليب وقواعد تعزيز الوسطية، وأيضا مناقشة العناصر الرئيسية التي ساهمت في نجاح النموذج الكويتي وإمكانية تطبيقه على مجتمعات أخرى.
وأضاف أن تلك المحاضرة تساهم بمعرفة تبادل الآراء حول قياس مدى توافق تجربة الكويت مع المجتمعات الأخرى، والتعلم من التجربة الكويتية وسبل تطبيق خبراتها في سياقات أخرى، وأيضا تحديد أولويات عملية لتعزيز مبادئ الوسطية في كل مجتمع.
وأكد د. الشريكة أن مركز تعزيز الوسطية يعمل على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في المجتمع، وفق أساليب وبرامج تنطلق من وسطية الإسلام، والتي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ العنف والتطرف، لافتاً إلى أن مفهوم الوسطية من المنظور الديني منهج قائم على الاعتدال أساسه الحكمة والموعظة، وإن الهدف من المركز بناء مجتمع مرتبط بالأصل ومتصل بالعصر ويتحلى بالوسطية في شؤونه الدينية والدنيوية كافة، وضبط علاقاته وإدارة شؤون حياته بالفكر الوسطي سلوكاً وفكراً وتأصل الهوية الكويتية بالولاء والانتماء وحب الوطن.
وفي الختام تم فتح باب النقاش للحضور وطرح عدة تساؤلات من قبل الحضور وتم مناقشتها والإجابة عليها.