أخبار العالم

جبهة «الكرملين» تهتز داخلياً… ووفد أميركي زار موسكو

 

أخذ تصدع الجبهة الروسية الداخلية بعدا جديداً مع تشكيك المشرعين والمحللين الروس على شاشات التلفزيون الحكومي الخاضع لسيطرة مشددة في آفاق حرب أوكرانيا، خصوصاً مع تعرّض الجيش لأشد الهزائم إذلالًا منذ مطلع الشهر الجاري.

ومع التحول السريع لرواية «الكرملين» من الإقناع بأن إخضاع أوكرانيا مسألة وقت إلى الشعور بالذعر من التقدم السريع لقوات الجهورية السوفياتية السابقة، حثت نخب سياسية وأكاديمية روسية قيادتها على بدء مفاوضات السلام لتفادي هزيمة مدوية.

مقالات ذات صلة

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن التشكيك في رواية «الكرملين» وتناقض الآراء في البرامج التلفزيونية الحكومية سلّطا الضوء على أن رواية موسكو بأن إخضاع أوكرانيا مجرد مسألة وقت تنهار، لافتة إلى أن كثيراً من الروس بدؤوا الشعور بالذعر بشأن التقدّم السريع لقوات كييف في خاركيف.

وقال عضو البرلمان الروسي، بوريس ناديجدين، لقناة NTV المملوكة للدولة: «موسكو لا تستطيع، في ظل الظروف الحالية، ربح هذه الحرب». وأضاف: «الجيش الروسي يقاتل ضد جيش قوي مدعوم بالكامل من أقوى الدول من الناحيتين الاقتصادية والتكنولوجية»، مقترحًا أن تبدأ المفاوضات من أجل السلام».

واعتبر المحاضر في جامعة موسكو الحكومية، أليكسي فيننكو، أن روسيا يجب أن تعترف بأنها تواجه خصمًا هائلاً».

وحذّر عالم السياسة فيتالي تريتياكوف من أن التوقعات غير المحققة بشأن الحرب قد تؤدي إلى اضطراب اجتماعي «ليس لأن السكان سيتحدثون ضد العملية، ولكن لأنهم قد يتساءلون عن سبب عدم نشاطها، ولماذا لا يوجد نصر ولا تقدم؟».

وفي استعراض للقوى، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، مدينة إيزيوم الاستراتيجية التي استعادتها قواته في منطقة خاركيف، وشارك في احتفال رفع العلم.

في غضون ذلك، كشفت شبكة CNN عن قيام فريق أميركي يتصدره حاكم نيومكسيكو السابق بيل ريتشاردسون بزيارة إلى موسكو هذا الأسبوع، وعقده اجتماعات مع القيادة الروسية في وقت تسعى إدارة الرئيس جو بايدن لإطلاق سراح مواطنَيها المحتجزَين بريتني غرينر وبول ويلان.

وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن، إن أي شخص «سيذهب لروسيا يكون مواطنا عاديا ولا يتحدث باسم حكومة الولايات المتحدة».

وفي أواخر يوليو، عرض وزير الخارجية أنتوني بلينكن الإفراج عن غرينر وويلان مقابل اطلاق سراح تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت المعروف بـ «تاجر الموت».

وقبل توجهها إلى كييف، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، في خطاب حال الاتحاد السنوي أمس، أن أوروبا غير مكتملة دون أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا ودول غرب البلقان، مشددة على أن وقت التهدئة مع روسيا لم يحِن بعد، وإبقاء عقوباتها ضرورة.

في غضون ذلك، أثارت مسودة الضمانات الأمنية التي وضعها رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوج راسموسن، والتي نشرها مكتب الرئيس الأوكراني غضب روسيا.

وتحدد هذه الوثيقة التي حملت عنوان «معاهدة كييف الأمنية»، الالتزامات التي ستتعهد بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا.

وتنص على أن الدول الضامنة يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا، إضافة إلى دول شمال أوروبا وأوروبا الوسطى والشرقية ودول البلطيق. وبحسب هذه المسودة، يتعين على الدول الموقّعة عليها تقديم الدعم العسكري لكييف إذا تعرّضت لاعتداء.

وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف – ردًا على هذه الوثيقة – إن مشروع الضمانات الأمنية هو في الواقع «مقدمة للحرب العالمية الثالثة»، مضيفًا أن «الأمر يتعلق مباشرة بحرب هجينة من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد روسيا».

وحذّر المسؤول الروسي من أن إرسال «أخطر أنواع الأسلحة إلى أوكرانيا بلا قيد» سيؤدي إلى انتقال الحملة العسكرية إلى مستوى آخر، مهدداً بمواجهة «محاولة إضعاف روسيا بهذه الطريقة، بحرق الأرض وإذابة الأسمنت».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى