جرعة من الواقع قد تساعدك في تحقيق الأحلام الكبيرة!
بينما تشجع الثقافة الشعبية الجميع على “تحقيق أحلام كبيرة”، يقول باحثون من جامعة روتجرز الأميركية، إنه من المهم أن ترتكز الأحلام المستقبلية على جرعة من الواقع.
يقول الباحثون إن الجميع يتمتعون بحرية الحلم بأي احتمالات مثل أن يصبحوا نجوم سينما عالميين أو يسافرون حول العالم أو يحصلوا على ترقية جديدة، ولكن لا تتشابه أو تتساوى الأحلام المستقبلية.
التطورات غير المتوقعة
بحسب ما نشره موقع “Neuroscience News”، فإن “الموقع الاجتماعي” – حيث الطبقة أو العرق أو الجنس أو مرحلة من الحياة أو الاضطرابات غير المتوقعة في حياة المرء في المجتمع الأوسع، يمكن أن يؤثر على ماذا ومتى وكيف وإذا كان الشخص يحلم بالمستقبل أم لا.
شاركت البروفيسورة كارين سيرولو، أستاذة علم الاجتماع بجامعة روتجرز، في تأليف كتاب “Dreams of a Lifetime: How Who We Are Shapes How We Imagine Our Future” مع البروفيسورة جانيت روان، الأستاذة الفخرية في علم الاجتماع بجامعة ولاية مونتكلير، بعد أن قامتا بجمع بيانات واستبيانات وإجراء مقابلات شخصية مع ما يقرب من 300 مشارك متطوع حول أحلامهم في المستقبل.
خلفيات اجتماعية متنوعة
قامت سيرولو وروان بانتقاء عينات من خلفيات اجتماعية مختلفة، سواء من حيث النوع أو العرق أو المستوى الاجتماعي أو التعليمي. كما تم تنويع عناصر العينة البحثية بحيث شملت مراحل مختلفة من الحياة، مثل المتزوجين حديثًا والآباء الجدد والأشخاص الذين بدأوا وظائف جديدة والمهاجرين الجدد وكذلك الأشخاص، الذين يواجهون صعوبات خطيرة مثل الفقر أو التشرد أو التشخيص الطبي الخطير أو البطالة.
شخصية جيمني كريكت الكارتونية
تقول البروفيسورة سيرولو إن ما ورد على لسان الشخصية الكارتونية الخيالية جيمني كريكت، والذي تأثرت به أجيال متعددة وأصبحت أقواله من الموروث الثقافي للكثير للمجتمعات، بأنه “عندما يتمنى المرء أن يصبح نجمًا، فإنه لا فرق بينه وبين نفسه، فإن أي شيء تشتهيه نفسه سيأتي إليه” ربما “يكون صحيحًا بالنسبة للبعض”، ولكن بالنسبة للبعض الآخر فإنها ليست إلا مجرد وعود كاذبة.
وأوضحت البروفيسورة سيرولو أنه يجب تفهم أن الطبقة والعرق والجنس والعمر والمأساة يمكن أن تخلق عدم المساواة في فرص الحياة، وأنه على الرغم من أن الثقافة الشعبية تقول إن كل شيء ممكن، فلابد من إدراك أن الأحلام مقيدة بطرق” معقدة للغاية.
الرجال والنساء
وفقًا للدراسة البحثية، من المرجح أن يحلم الرجال والنساء بإنجازات مهنية وإتاحة الفرصة لهم لمساعدة الآخرين أو التبرع بمبالغ كبيرة من المال في المستقبل.
أصبحت الفروق بين الجنسين أكثر وضوحا مع توزيع موضوعات الأحلام على أساس الخطوط التقليدية بين الجنسين. على سبيل المثال، كان احتمال تعريف الرجال للمغامرة كموضوع أحلام أكثر بمرتين، أو بنسبة 16٪ مقابل 9٪ وأكثر احتمالًا من النساء للتحدث عن الشهرة والثروة والسلطة بنسبة15٪ مقابل 11٪.
في المقابل، كان احتمال تحديد الأسرة كموضوع أحلام أكبر بمرتين من الرجال، خاصة وأن الأسرة تتعلق بالأمومة ووحدة الأسرة، بنسبة 18% مقابل 10% وأكثر تركيزًا على المظهر بما يتماشى مع التنشئة الاجتماعية بين الجنسين.
كانت النساء أكثر ميلًا للقول إنهن لم يستسلمن أبدًا لأحلامهن بنسبة 74% مقابل 63% ويعتقدن أن أحلامهن كانت واقعية بنسبة 86% مقابل 63% للرجال. شعر حوالي ثلثي النساء أن هناك فرصة بنسبة 70% أو أكثر أن تتحقق أحلامهن بينما شعر 48% فقط من الرجال بنفس الشيء. قالت المجموعتان إن الحلم مهم، لكن النساء كن أكثر إصرارًا، حيث دافعت 93% من النساء عن الحلم مقابل 77% من الرجال.
الحلم الأميركي
درست سيرولو وروان كيفية تمثيل الأحلام المستقبلية في الثقافة الشعبية الأميركية، وحددتا الدروس الإيجابية والسلبية عن الأحلام المستقبلية، واستخدمتا البيانات للتعريف بالأحلام المستقبلية في لحظات مختلفة من الزمن.
ووجدت بيانات استقصائية أن عدد الأميركيين الذين أظهروا تفاؤلًا بمستقبل الأمة مقابل التشاؤم يزيد أربعة أضعاف عن التفاؤل، في حين قال 82% من الأميركيين إن “حلمهم الأميركي” قد تحقق بالفعل أو أصبح في متناول اليد. قال 67 % من المشاركين في استطلاعات الرأي الوطنية إنهم متفائلون بشأن مستقبلهم الشخصي.
عدم المساواة
حتى بين الأقليات، الذين من المرجح أن يواجهوا مساوئ هيكلية أثناء سعيهم لتحقيق أحلامهم، كان التفاؤل عالياً – وأحياناً أعلى مما كان عليه بين البيض.
تقول بروفيسور سيرولو إن الثقافة الأميركية تشجع المواطن على أن يحلم بمستقبل مبهر. ولكن من المهم أن تؤسس هذه الأحلام بجرعة من الواقع. وتشرح بروفيسور سيرولو إنه “عندما يقول المعلمون لتلاميذهم إنهم يمكنهم تحقيق أي شيء يريدونه، بما في ذلك أن يصبح المرء رئيسًا للولايات المتحدة،” ولكن دون أن يتم شرح الطريقة التي تتشابك بها مصالح السياسة والمال والسلطة، فإنهم يضعون الأساس لمشاعر الفشل والاستياء الشخصي.
وتوضح بروفيسور سيرولو إن دراسة الأحلام المستقبلية هي وسيلة جديدة لفهم عدم المساواة التي تسبق الأفعال أو النتائج.
وقالت الباحثتان إن رفع أعباء عدم المساواة هو ما سيساعد حقًا في جعل تحقيق الأحلام المستقبلية لجميع الأشخاص حقيقة أن الأمر لا يقتصر على بعض الأشخاص فحسب.