جمعية حماية البيئة تتحفّظ على اقتراح التخييم في جال الزور
أبدت رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية البيئة الدكتورة وجدان العقاب، تحفّظها على موافقة المجلس البلدي على اقتراح إنشاء منطقة تخييم شمالي البلاد في منطقة جال الزور المميزة، لاحتوائها على تضاريس ومرتفعات وتعتبر وجهة سياحية جاذبة للتخييم والتنزه البري.
وجاء التحفّظ بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة للعام الحالي، تحت شعار «أرضنا مستقبلنا»، الذي يصادف الأربعاء 5 يونيو، حيث يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة مع التركيز على قضايا تدهور الأراضي والتصحّر والجفاف،
وأكّدت العقاب أن «جمعية البيئة سبق أن دعت إلى تعيين منطقة جال الزور كمنطقة (جيوبارك)، وأن اعتماد هذا المعلم جيوبارك، يُحقّق العديد من الأهداف، منها الفائدة التعليمية والبحثية المُتخصّصة والمعنية بالجيولوجيا والموائل الطبيعية والكائنات الفطرية بتلك المنطقة النشطة بيئياً، والتي تتوافق مع أهداف اليوم الدولي»، معتبرة أن «اقتراح التخييم بهذه المنطقة يُعدّ تجاوزاً تجاهها، ويؤثر بالسلب على مكوناتها البيئية ويُعرّضها لمخاطر التجاوزات من روادها حال الشروع في تنفيذ المقترح».
وبيّنت أن «الحدّ من تدهور الأراضي في الكويت يحتاج إلى نظرة واسعة، وإستراتيجية قابلة للتطبيق في ظل التوسّع العمراني، وسوء استغلال الأراضي في موسم التخييم، وآثار الرعي الجائر وعمليات التعرية»، وذكرت أن «من مُؤشّرات التدهور في التربة، هو تفكك التربة وخلوها من الغطاء النباتي، والتنوع البيولوجي».
وأوضحت أن «الجمعية رصدت على مدى سنوات آثار الكشتات والتخييم السلبية على البيئة الصحراوية عموماً، إلا أن رصد نفايات ومُخلّفات تلك الممارسات واضح للعيان يرصده رواد البر قبل المختصين، حيث رصدت الجمعية مُخالفات عديدة، منها مخالفة بناء السواتر الترابية في تلك المواقع والتي يقدر خسارة التربة العلوية فيها ما بين 40 إلى 50 متراً مكعباً من التربة لكل 100 متر من السواتر الترابية، وهي خسارة لها أثر مباشر على الغطاء النباتي. وهذه المعضلة تعتبر واحدة من أهم مُسبّبات التصحّر الذي يدعو اليوم الدولي به».
وحذّرت من أن «طبيعة مرتفعات جال الزور تتعارض بيئياً مع استغلال الأرض للتخييم، حيث إن الدمار البيئي لن يكون منحصراً في البيئة البرية وتكدس المخلفات والنفايات فيها بكامل تأثيره على التنوع الأحيائي في المنطقة، ولإيضاح هذه النقطة بالذات لابدّ من دراسة تضاريسها»، مُؤكّدة أن «تضاريس ارتفاع جال الزور يتسبّب بانتشار النفايات من المرتفعات إلى المنحدرات بفعل الرياح، كما أن الانحدارات تعتبر مجرى سيول لمياه الأمطار مما يتسبب بنقل تلك النفايات إلى البحر بطبيعة الحال مما يجعل مشكلة نفايات الكشتات ومخلفات التخييم لا تنحصر في التلوث البري إنما التلوث البحري الذي للأسف سيكون مكثفاً في جون الكويت الذي يعتبر بيئة ذات طبيعة خاصة بحاجة للحماية».
وختمت العقاب بالتأكيد على أهمية إشراك أهل الاختصاص من مؤسسات المجتمع المدني في اتخاذ مثل تلك القرارات فهي خير عون وسند وتعمل جهدها في سبيل المصلحة العامة لما يعود بالخير على البلاد والعباد.