جمهور «مركز جابر الثقافي» استرجع «ذكريات الألحان» وعبق الزمن الجميل
على وقع «الحب كله»، و«سر حبي» و«يا طيب القلب»، وغيرها من الروائع الغنائية الخالدة، استحضر المايسترو الدكتور محمد البعيجان «ذكريات الألحان» مع فرقته الموسيقية، وجوقة الكورال الذين صدحت أصواتهم بأغاني الزمن الجميل، لينثروا عبق الماضي في مسرح الدراما بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وتميز الحفل الذي أقيم أمس، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الموسيقى الدولي، بالاختيارات الغنائية المنوعة، محلياً وخليجياً وعربياً، حيث قدمتها الفرقة بأسلوب جديد ومتفرّد، قاطفة من كل بستان وردة، من أم كلثوم وأبوبكر سالم وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعبدالله الرويشد، لتهديها إلى الجمهور الكويتي كإكليل حب ووفاء.
في البداية، كرّم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور مساعد الزامل المايسترو البعيجان، ليلقي كلمة ترحيبية بالفرقة والجمهور، قائلاً: «أرحب بالحضور جميعاً، يا سعد قلوبنا بكم اليوم، كنا أنا والدكتور محمد اثنين نحب المسرح… نمثل على خشبته بالمدرسة».
وأضاف: «كنا كاريزما جميلة بالكوميديا والتمثيل، ولكنه كان يحب العزف على البيانو، وهذا لأنه ابن الفنان الراحل عبدالرحمن البعيجان، واليوم وبعد عمر طويل ما في أجمل من الصداقة، صداقة الأوفياء، وصداقة الطفولة الآتية من قلب صاف ونية صادقة».
بعدها، انطلق الحفل وكانت البداية مع «كوكب الشرق» أم كلثوم، حيث أبدعت الفرقة بالعزف والغناء لأعمال متعددة، قدمتها على شكل «ميدلي غنائي»، تضمن باقة من أشهر أغانيها، على غرار «يا مسهرني»، و«أنت عمري»، و«الحب كله» و«يا أغلى من أيامي».
ثم انتقلت الفرقة من مصر إلى اليمن، إذ قدمت «ميدلي» آخر لأبوبكر سالم، تضمن مجموعة من أعماله، بينها «ماعلينا يا حبيبي»، و«سر حبي»، و«يا سمار» و«قولي متى أشوفك».
ومن اليمن إلى السعودية، كانت الرحلة قصيرة، ولكنها أمتعت الحاضرين في أجوائها، خصوصاً بعدما عزفت الفرقة أغاني عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد، مثل «يا طيب القلب»، و«يا خوي وينك»، و«أنت العزيز»، و«غير الناس»، لتدخل في أجواء الطرب الثقيل، وتقدم لطلال مداح ومحمد عبده مختارات من أغانيهما المميزة، لعلّ أبرزها «كل ما نسنس»، و«صعب السؤال»، و«تصدق وإلا أحلف لك»، و«لو كلفتني المحبة».
ولأن الغناء الأصيل لا يكتمل من دون صوتها الملائكي، تألق البعيجان وفرقته بالعزف والغناء لفيروز، حيث نجحوا في انتقاء العديد من الأعمال التي يحبها الجمهور ويحفظها عن ظهر قلب، وهي: «سألوني الناس»، و«بكتب اسمك يا حبيبي»، و«بنت الشلبية»، و«ع هدير البوسطة»، و«نسّم علينا الهوى»، و«حبيتك تنسيت النوم».
ثم عادت الفرقة ثانية إلى أرض الكنانة، وبحثت في أعمال عبدالحليم حافظ عن «سواح»، و«توبة»، و«أسمر يا أسمراني» و«صدفة».
وبعد جولة محفوفة بالطرب، حطّت الفرقة رحالها في وطنها لتختار من أعمال نوال الكويتية «لقيت روحي»، و«ضاقت عليك»، و«غرّوك عذالي»، و«معقولة تنساني»، و«تعب قلبي»، لتميل إلى مكتبة الفنان عبدالله الرويشد وتنتقي منها «تصوّر»، و«تذكرني»، و«رمادي»، و«تعال ما بقى لي يوم»، كما قدمت الفرقة «ميدلي» لأغاني الطنبورة، ليختتم الحفل بالأغنية الوطنية المعروفة «سلام يا ديرتي يا ديرة أجدادي».
البعيجان… صانع المواهب
بالإضافة إلى كونه مؤسس الفرقة الماسية الكويتية، فقد صنع البعيجان العديد من المواهب، وتعامل مع الكثير من نجوم الأغنية في الكويت والخليج، كما حصل على الجائزة الأولى للأغنية العربية، وحاز جائزتي أفضل لحن في قطر وأفضل أغنية في تونس.