جهود دولية للإفراج عن رئيس النيجر
تقود الولايات المتحدة جهوداً مشتركة بالتعاون مع فرنسا والأمم المتحدة، ودول أخرى، لاستعادة النظام الديمقراطي في النيجر، بعد انقلاب المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني على رئيس البلاد محمد بازوم.
واليوم السبت، أكد وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن لرئيس النيجر المخلوع محمد بازوم “دعم” الولايات المتحدة الثابت له”، مشدداً على أنّ الانقلاب العسكري يُعرّض للخطر “مساعدات بمئات ملايين الدولارات” لنيامي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان، إن بلينكن شدد خلال اتصال هاتفي مع بازوم هو الثاني خلال أيام، على أن “الولايات المتحدة ستُواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديموقراطي في النيجر”.
كما أشاد بلينكن بـ”دور بازوم في تعزيز الأمن ليس في النيجر فحسب لكن في منطقة غرب إفريقيا الأوسع”.
وفي اتصال منفصل مع زعيم النيجر السابق محمد إيسوفو، أبدى بلينكن قلقه إزاء استمرار اعتقال بازوم. وقال لإيسفو إنه “يأسف لأن من يعتقلون بازوم يُعرّضون للخطر سنوات من التعاون الناجح ومساعدات بمئات ملايين الدولارات” لنيامي، حسب ميلر.
ولا يزال مكان وجود الرئيس بازوم مجهولًا، رغم تحدث العديد من قادة العالم معه، على مدار الساعات الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، قوله إن بازوم “على ما يرام”، مضيفاً أن وسطاء نيجيريين موجودون في النيجر لإجراء محادثات مع المتمردين.
كذلك، تحدث بلينكن مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا بشأن الوضع في النيجر، مشدداً على ضرورة بذل “الجهود لاستعادة النظام الدستوري” في هذا البلد.
ومن المقرر، أن يرأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت اجتماعاً دفاعياً بشأن الانقلاب في النيجر، حسبما أعلن الإليزيه أمس الجمعة.
وكان ماكرون دان بـ”أشد العبارات” الانقلاب العسكري على رئيس النيجر محمد بازوم الأربعاء. ولدى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، نحو 1500 جندي في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
مساندة أممية
وتلقى الجهود الأمريكية لإعادة بازوم إلى الحكم في النيجر مساندة من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وأمس الجمعة دعا أعضاء المجلس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس بازوم، وأكدوا ضرورة حمايته هو وعائلته وأفراد حكومته، وفقاً لبيان صحفي.
وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكومات في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور.
كما أعربوا عن أسفهم للتطورات في النيجر والتي تقوض جهود تعزيز مؤسسات الحكم والسلام في البلاد.
وأكد أعضاء المجلس دعمهم لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وشددوا على أهمية استعادة النظام الدستوري في النيجر.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن تضامنهم مع شعب النيجر وأكدوا أهمية حماية الشعب وتقديم مساعدات إنسانية مستمرة.
كما طالب مجلس السلم والأمن الأفريقي بإفراج فوري وغير مشروط عن رئيس النيجر.
ويرى خبراء، أن السبب في حث واشنطن على عودة بازوم للحكم، يتمثل في مخاوفها المتزايدة من أن الأزمة السياسية قد تعيق القتال ضد الإرهابيين وتعزز نفوذ روسيا في غرب إفريقيا.
ويُنظر إلى النيجر على أنها آخر شريك موثوق للغرب في جهود محاربة الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة وداعش في منطقة الساحل الإفريقية.