جيش الاحتلال يستعد لاقتحام رفح «على مراحل» في 6 أسابيع
تزايدت المؤشرات على أن إسرائيل بدأت العد التنازلي لشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي تشمل إخلاء واسعا للسكان بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة عن مصدرين إسرائيليين لم تسمهما قولهما إن خطة الجيش لاقتحام رفح تتضمن الطلب من أكثر من مليون فلسطيني في المدينة الانتقال إلى مناطق إيواء أقيمت خلال الأشهر الأخيرة في جنوب القطاع ووسطه، مرجحة أن تستمر عملية الإخلاء ما بين 4 و 5 أسابيع.
وأشارت إلى أن «خطة التقدم العسكري في رفح عرضت على الأميركيين، وسيتم تنفيذها على مراحل، مع تقسيم المنطقة إلى أقضية وبلوكات واضحة. وسيتم إبلاغ السكان مسبقا قبل كل تحرك للقوات ليتمكنوا من مغادرة ساحة القتال».
وفي صور عبر الأقمار الاصطناعية لمرصد «ماكسار تكنولوجيز»، يمكن رؤية أعداد كبيرة من خيم منصوبة حديثا في جنوب قطاع غزة.
وقالت «وول ستريت جورنال» الأميركية إن إسرائيل سترسل بعد إجلاء المدنيين قوات إلى رفح لاستهداف مناطق يتواجد فيها قادة من حركة «حماس»، مشيرة إلى أن العملية قد تستغرق 6 أسابيع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس «سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعدادا للعمليات في رفح خصوصا فيما يتعلق بإجلاء المدنيين».
وفي المقابل، قال مدير مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ «حماس» في غزة إسماعيل الثوابتة لوكالة فرانس برس إن «ما هو متداول حول إنشاء خيم جديدة في رفح غير صحيح»، مضيفا ان «الاحتلال يروج لهذه الأكاذيب حتى يقوم بارتكاب جريمة اقتحام محافظة رفح. ونحن نحذر من هذه الجريمة لأنه سيكون هناك عشرات آلاف الضحايا والشهداء».
وأشار إلى أن محافظتي الوسطى وخان يونس المجاورتين لرفح «لا يمكن أن تستوعبا أعداد النازحين المتواجدين في محافظة رفح مطلقا». وحمل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل «كامل المسؤولية»، مطالبا بالضغط الدولي لـ «وقف اقتحام محافظة رفح قبل فوات الأوان». وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه جند لواءي احتياط لمتابعة «مهمة الدفاع والهجوم في غزة تحت قيادة الفرقة 99».
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر منصة (إكس) أمس: «كجزء من الاستعدادات للنشاط في غزة، رفع اللواء 2 التابع للفرقة 146 واللواء 679 التابع للفرقة 210 مستوى جاهزيتهما من خلال القيام بسلسلة تدريبات على الجبهتين الشمالية والجنوبية».
وأضاف أدرعي أن «المقاتلين تدربوا على أساليب القتال وراجعوا خلاصة الاستنتاجات والعبر الناجمة عن القتال والمناورة في القطاع حتى الآن».
وفي غضون ذلك، أكد برنامج الأغذية العالمي أن الاقتراب من المجاعة في مجمل غزة يتزايد يوما بعد يوم، مؤكدا أن نصف سكان القطاع يعانون من الجوع.
وأضاف البرنامج أن معايير المجاعة ستتحقق خلال 6 أسابيع في القطاع.
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة دمرتهما القوات الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أمس: «إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظرا إلى أنه يخلف انطباعا بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتكبت لحقوق الإنسان».
وأكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجوب مشاركة محققين دوليين في التحقيق بشأن اكتشاف الجثث.
وقال إن الدمار الذي لحق بأكبر مستشفيين في القطاع، وهما: مجمع الشفاء في مدينة غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، «مروع».
ميدانيا، تواصلت المعارك وعمليات القصف الإسرائيلي على غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف موقعين لإطلاق النار تابعين لحماس في جنوب القطاع. وأضاف أنه تم ضرب «أكثر من 50 هدفا» خلال الساعات الأخيرة.
كما أفاد شهود عن قصف من الطيران على منطقة مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة. وأشار الشهود إلى اشتباكات عنيفة شمال النصيرات.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» أمس ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 34262 غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر. وأفاد بيان للوزارة بأنه «خلال 24 ساعة وصل 79 شهيدا و86 إصابة إلى المستشفيات»، مشيرا إلى أن «عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 77229 جريحا جراء الحرب الضارية المستمرة منذ أكثر من 200 يوم».