حراك تضامني عالمي رافض للإبادة الجماعية في غزة.. تظاهرات في أكثر من 30 مدينة
ناشطون داعمون لغزة والسودان ينظمون تظاهرات في أكثر من 30 مدينة حول العالم ضد دعم “إسرائيل”، عسكرياً ومالياً، منددين بالاستيطان والحكم الاستعماري. وأبرز التظاهرات الحاشدة شهدتها مدن أميركية والعاصمة البريطانية لندن.
أطلقت مجموعة من الناشطين في أكثر من 30 مدينة حول العالم حراكاً جماعياً، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومن أجل لفت الأنظار إلى القضية السودانية أيضاً، والمطالبة بحظر تصدير الأسلحة إلى”إسرائيل”.
وشارك في حراك اليوم الاثنين ناشطون من عدة مدن، مثل لندن ونيويورك وسيؤول وجوهانسبرغ وسيدني ودبلن وأثينا وتورنتو وبروكسل، ليتزامن مع الذكرى السنوية لمسيرة المرأة الفلسطينية عام 1933، عندما قاوم الفلسطينيون الاستيطان والحكم الاستعماري للانتداب البريطاني.
وأشار الناشطون إلى أنّ هذا الأسبوع يوافق أيضاً ذكرى بداية الحرب في السودان.
وأوضح المتظاهرون، في بيان صحافي، أنّ نضالات جميع الشعوب المضطهَدة مترابطة، وأنهم يتضامنون مع جميع الشعوب التي تواجه الاستعمار والعنف، من فلسطين إلى السودان.
وشهدت مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية تظاهرة ضخمة، دعماً لنضال الشعب الفلسطيني ولغزة. ونظراً إلى العدد الكبير للمشاركين، الذين احتشدوا، تمّ إغلاق الجسر الرئيس في المدينة وضواحيها.
وقام المتظاهرون المؤيدون لفسلطين بإغلاق جسر “غولدن غيت”، الذي يُعَدّ أبرز المعالم في المدينة. وهتفوا مطالبين بوقف الدعم العسكري والمالي لـ”إسرائيل”.
وأقفلت كل الممرات عند طريق (US-101) المتجه شمالاً وجنوباً عند جسر “البوابة الذهبية” في منطقة ميدسبان، وبقيت مغلقة في الاتجاه الجنوبي، بينما فُتح الممران الأيمن والأوسط في الاتجاه الشمالي، وظل المسار الأيسر مسدوداً بسبب المحتجين.
وفي العاصمة البريطانية لندن، حاصر مئات الناشطين “لندن متريك”، وهي شركة متعاقدة مع شركات تصنيع الأسلحة في بريطانيا، وخصوصاً “إلبيت” و”بي أيه أو”، التي تُعَدّ من الشركات الأبرز التي ارتبطت مباشرة بعملية تصنيع أسلحة استُخدمت في العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقام المتظاهرون المؤيدون لفلسطين بالاحتجاج والتجمهر خارج منزل زعيم حزب العمال، جير ستارمر، في لندن، وأجبروا زوجته فيكتوريا على الخروج منه.
وندّد المتظاهرون بالعمل في المبنى، الذي وصفوا العاملين فيه بـ”مهندسي الإبادة الجماعية”، ورفعوا لافتات تطالب بحظر تصدير السلاح، وتشير إلى وجود أسلحة إسرائيلية في الحرب القائمة في السودان. كما قاموا بوضع ركام أمام بوابات الشركة، في إشارة إلى الدمار التي تسببه المسيّرات الجوية التي تصنعها تلك الشركة.
وشاركت في الحراك كل من “آباء من أجل فلسطين”، و”لندن من أجل فلسطين حرة”، و”عمال من أجل فلسطين حرة”، و”لندن من أجل السودان”.
وشهدت الفعالية الاحتجاجية تدخل الشرطة، التي فتحت بالقوة ممراً لعبور العاملين في الشركة، وهددت المتظاهرين باعتقالهم في حال المقاومة.
وهتف المتظاهرون أمام العاملين بالشركة قائلين: “عار عليكم”، و”أياديكم ملطخة بالدماء”، إلّا أنّ الشرطة أصرّت، مرة أخرى، على فضّ الاحتجاجات بالكامل ونزع اللافتات بالقوة، على رغم سلاسة الحركة المرورية وفتح أبواب الشركة بصورة طبيعية، بينما هتف المتظاهرون: “من تحمون”؟ في إشارة إلى حماية شرطة العاصمة منشأة خاصة على حساب حق التظاهر.
وفي مانشستر، شمالي المملكة المتحدة، حاصر ناشطون مقر شركة “بي أن واي ميلون”، وهي شركة الخدمات المالية التي تستثمر أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني في شركة “إلبيت”، وقاموا بتحطيم النوافذ وتغطيتها بالطلاء الأحمر، وكتبوا على جدرانها رسائل من بينها “لتسقط إلبيت” و”قتلة الأطفال” و”فلسطين حرة”.
وفي مدينة نيويورك الأميركية، احتشد المتظاهرون خارج بورصة نيويورك، حيث اندلعت اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين ومناهضين لـ”إسرائيل”، الأمر الذي دفع شرطة المدينة إلى التدخل.
واحتشد مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، واشتبكوا مع الشرطة، التي حاولت تفريقهم بالقوة. وألقى المتظاهرون كل ما وقعت عليه أيديهم على الشرطة.
وطالب المتظاهرون في نيويورك بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي شيكاغو، أغلق متظاهرون مناهضون لـ”إسرائيل” الطريق السريع خارج مطار أوهير الدولي. ولم تؤثر الاضطرابات في السائقين فقط، بحيث قام المتظاهرون بمنع حركة المرور القادمة إلى مطار أوهير.
وأعلن المطار أن هناك تأخيرات كبيرة، وشجع الركاب على استخدام وسائل النقل البديلة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أغلقوا الطرق في أنحاء الولايات المتحدة للضغط من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتوقفت حركة المرور صباح الاثنين في جميع مدن البلاد، كجزء من جهد عالمي لتعطيل الاقتصادات والضغط على زعماء العالم من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي كاليفورنيا، قيّد المتظاهرون أنفسهم بالبراميل وأغلقوا الممرات في الطرق.
وفي سيدني وملبورن وبريسبان، تظاهر المئات ضد الإجراءات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني ودعماً لغزة.
واحتشد المتظاهرون بعد إطلاق النار على عامل الإغاثة الأسترالي في غزة. ومن المقرر أن يخرج المتظاهرون إلى الشوارع دعماً لفلسطين بعد أسبوع مشحون في السياسة الأسترالية.
وفي فيلادلفيا، نظم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين دورة تعليمية منعت حركة المرور في ساعة الذروة. وقاد آخرون موكباً من السيارات عبر الطريق السريع 95، وتجمعت مجموعة ثالثة خارج قاعة المدينة، ودعوا القيادة المحلية إلى التوقف عن إرسال ملايين الدولارات إلى “إسرائيل”. كما شقوا طريقهم إلى مقر شركة Day & Zimmermann، وهي شركة تصنيع أسلحة، قال المنظمون إنها تزود “إسرائيل” بالسلاح.
وفي سان أنطونيو، قام متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية بإغلاق جانبي مقر شركة “فاليرو” للطاقة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة المرور في الجانب الشمالي الغربي من المدينة.
وفي ميدلتاون في ولاية كونيتيكت، على سبيل المثال، منع المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين الموظفين من الدخول والخروج من مصنع “برات آند ويتني” الذي يصدر المحركات العسكرية للطائرات.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنّ الاحتجاجات كانت جزءاً من A15 Action، وهي اتفاقية تضامن “لتحديد نقاط الاختناق الرئيسة وحصارها”، والتي من شأنها أن تسبب أكبر الأثر الاقتصادي، وفقاً لموقعها على الإنترنت .
وقال المتظاهرون والناشطون في جميع أنحاء البلاد إنهم يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة والولايات المتحدة بوقف تقديم المساعدات العسكرية إلى الحكومة الإسرائيلية.
وفي مدينة تورونتو في كندا تفاعل المتظاهرون مع الأخبار المتعلقة بالانتقام الإيراني من “إسرائيل”، واحتشدوا تعبيراً عن مساندتهم الشعب الفلسطيني.
وفي بروكسل، أزعج المتظاهرون حدث “Level Up” الذي أقيم في البرلمان الأوروبي في بروكسل. وخلال التجمع الشبابي السنوي، وقف المشاركون وهتفوا: “فلسطين حرة”، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة.
وتتواصل التظاهرات حول العالم منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023. بينما يواصل الاحتلال عدوانه ووحشيته لليوم الـ192 مرتكباً مزيداً من المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في اليوم الـ192 من العدوان، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 33797 شهيداً، و76465 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب خبراء دوليين، فإنّ حجم الدمار، الذي أدّى إلى استشهاد أكثر من 33,000 شخص وتهجير 1.7 مليون (75% من سكان غزة)، يوضح أنّ النهج التعويضي لإعادة بناء غزة أمر ضروري.