أخبار العالم

حزب تركي يخوض انتخابات البرلمان الأوروبي في ألمانيا

“النواب الأتراك في بروكسل؟” أو هذا ما يأمله في كلّ الأحوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب ما نقلته العديد من وسائل الإعلام الأوروبية، بما في ذلك صحيفة بيلد الألمانية اليومية، وشبكة راديو فرنسا الدولي، والتي لم تستبعد وجود حزب مؤيد لأردوغان قريباً في قلب السلطة التشريعية الأوروبية من أصل 35 حزباً ومنظمة في ألمانيا تخوض الانتخابات الأوروبية القادمة.

وعبّر سياسيون ألمان عن مخاوف حقيقية من أن يتم تمثيل حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يتزعمه الرئيس التركي، في الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران) 2024 بما يُعزز نفوذ تركيا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو احتمال قائم بالفعل من خلال حزب يتبع أنقرة ويتمتع بفرص جيدة للفوز بمقعد في برلمان ستراسبورغ.

وبحسب المنصّة الإعلامية “يوراكتيف” المتخصصة فى الشؤون الأوروبية، فإنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سوف يُقدّم نفسه في الانتخابات الأوروبية عبر نهر الراين من خلال ترشيح “التحالف الديمقراطي من أجل التنوّع والتجديد”، وهو حركة سياسية تابعة لحزب العدالة في تركيا، وتضم مواطنين ألمان من أصول تركية تتخوّف برلين من علاقتهم القوية بأنقرة. ورغم أنّ الحركة السياسية لا تُعد بعد حزباً رسمياً، إلا أنّه ما زال بإمكانها خوض الانتخابات باعتبارها جمعية أو منظمة أوروبية.

“حزب متطرف آخر”
وفي مواجهة هذا الاحتمال، كان ردّ فعل الشخصيات السياسية الألمانية سريعاً “إنّ ترشيح ممثل السيد أردوغان لمنصب الرئاسة هو آخر شيء نحتاجه”، وفقاً لما صرّح به وزير الزراعة الألماني من أصل تركي، جيم أوزديمير “عضو البرلمان عن حزب الخضر” على منصّة إكس للتواصل الاجتماعي.

وقال أوزديمير الذي هنّأ المُعارضة التركية بفوزها في الانتخابات المحلية الأخيرة وخاصة في إسطنبول وأنقرة “أكثر ما يُدهشني هو أنّ بعض الأحزاب الديمقراطية الألمانية، على وجه الخصوص، تتودد مراراً وتكراراً إلى إدارة الشؤون الدينية التركية وشركائها (في ألمانيا)”، مُعرباً عن أسفه، وعن أمله في أن تنتهي هذه السذاجة أخيراً.

ومن جانبه لم يصمت حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الأكبر في ألمانيا، عن انتقاد هذا الترشيح الذي قد يزيد من نفوذ تركيا داخل الاتحاد الأوروبي. وقال ينس سبان، نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا، في مؤتمر صحفي “إنّ وجود ممثل للسيد أردوغان وحزب العدالة والتنمية في ألمانيا سيعني وجود حزب متطرف آخر في البلاد”.

فرص التحالف التركي قائمة بالفعل
ومن مُرشّحي “التحالف الديمقراطي من أجل التنوّع والتجديد” التركي، للانتخابات الأوروبية 2024 الذين يرغبون بالحصول على بعض المقاعد الـ 96 المخصصة لألمانيا “من أصل 720 مقعداً في البرلمان الأوروبي” فاتح زينغال أحد أعضائه المؤسسين الذي يقول إنّه يرغب في ملء “فراغ سياسي” للألمان من أصول أجنبية. وهناك أيضاً علي إحسان أونلو الذي تولى لأعوام رئاسة الفرع الإقليمي بولاية ساكسونيا السفلى للاتحاد التركي الإسلامي “ديتيب”، وهو أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، ويتبع مديرية الشؤون الدينية التركية في أنقرة.

وتُقيم في ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، ما بين 3-4 مليون شخص، يحمل نصفهم الجنسية الألمانية، والنصف الآخر ما زال يحمل جوازات سفر تركية فقط. ويتمتع الرئيس التركي أردوغان بشعبية كبيرة في صفوف أبناء الجاليات التركية في أوروبا خصوصاً في ألمانيا، ولديه نفوذ قوي هناك.

يُذكر أنّ العتبة الانتخابية البالغة 5%، والتي تمنع بشكل عام الأحزاب الصغيرة من الفوز بمقاعد في الانتخابات الفيدرالية الألمانية، لن تنطبق على الانتخابات الأوروبية. وبالتالي، سيكون لدى اللاعبين السياسيين الجدد فرص أكبر في الحصول على ممثلين منتخبين في برلمان بروكسل.

يُشار إلى أنّه خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة في عام 2019، دخلت ستة أحزاب ألمانية صغيرة، لم يكن لها ممثلين على المستوى الوطني أو الإقليمي، إلى البرلمان الأوروبي رغم أنّ بعضها حصل على 0.7٪ فقط من أصوات الناخبين الأوروبيين، وهو ما يعني أنّ فرص “التحالف الديمقراطي من أجل التنوّع والتجديد” التابع لتركيا قائمة بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى