ترند

حصاد الكتب.. دانة النوري تتناول “بين الألم والأمل” للكاتبة حصة البرجس

كتبت: دانة محمود النوري

بأسلوب السهل الممتنع تسرد الكاتبة، حصة البرجس، حكاية معاناة شخصية بأسماء مستعارة بعنوان (بين الألم والأمل). إذ تروي الكاتبة قصة صراعها مع مرض السرطان حتى منَّ عليها الله بنعمة الشفاء.

تعبر الكاتبة في أول أعمالها عن الأمل. ما لم يكن الأمل في الاستمرار رغبة حقيقية نابعة من الفرد، فلن يستطيع المضي قدما وإن حفزه على ذلك كل من حوله. إنما الأمل بادرة غضة بحاجة للرعاية والسقيا حتى تنمو لتكبر وتصبح نبتة فتية.

على الرغم من أن القصة تحمل بين ثناياها الكثير من الحزن والألم، إلا أن الكاتبة اختارت اسما لبطلة القصة يناقض إيقاعها الميليودرامي. ذلك أن بطلة القصة (أمل)، شخصية قوية تتصف بالجلد والصبر والحزم، جاءت لتشق طريقها في ظل الظرف القهري الذي باغتها. مزجت الكاتبة الصوت الحزين للقصة بضرب من التشويق يجعل القارئ يعدو بالصفحات الواحدة تلو الأخرى رغبة في معرفة ما سيحدث ل (أمل). فيما تقترب القصة من نهايتها تدهش القارئ تفاصيل حقيقية لما يعانيه مريض السرطان.

قد يبدو للبعض غفلة الكاتبة عن الاسترسال في أبعاد الشخصيات الأخرى نقطة ضعف، إلا أنه غير ذلك. ففي هذا السرد القصصي تأخذ الشخصية الرئيسة أكبر حيز من اهتمام الكاتبة، كونها تنقل مأساة حقيقة عاشتها وتفرد مساحة لتفاصيلها المؤلمة، مما يجعل الشخصيات الأخرى تبدو مساندة، رغم أهميتها، إذ أنها ترفع معنوياتها إن أفلت، وتشحذ هممها إن خانتها قوتها.

نجحت الكاتبة في نقل مأساتها وقدرتها في التغلب عليها، كما أبدعت في وصف تفاصيل مجرد مرورها على الذاكرة يجعل القلب يعتصر ألما.

قصة (بين الألم والأمل) أحد أحدث إصدارات دار قرطاس للنشر والتوزيع. يحمل غلاف القصة صورة لأحد شوارع لندن في يوم ماطر، وثمة يد غرست فيها إبرة ممسكة بطرف غطاء سرير. في أقل من مئة صفحة تمكنت الكاتبة، بكلمات بسيطة وبأسلوب غير معقد يلج القلوب، أن تخرج من رحم المعاناة لتقول “لا تستسلموا، وانظروا دائما إلى الأشياء الجميلة التي نجت من الخطر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى