منوعات

خبراء يحذرون من مخاطر العلاج بـ الزيوت العطرية

يعتبر استخدام الزيوت العطرية علاجيًّا بشكل عامّ تجربة آمنة، ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وحديثها الدائم والمتجدد حول الزيوت العطرية الأساسية، ومدى قدرتها العلاجية، اتّجه عدد أكبر من الناس لاتخاذها بديلًا ونهجًا في حياتهم، بعيدًا عن التفكير في التعرض المفرط، والسمية، وردود الفعل التحسسية، ولذلك تابعنا مؤخرًا تقارير تتناول إصابات بهذا الشكل جراء الاستخدام الخاطئ لمثل هذه الزيوت، ربما لأن المزيد من الناس اتجهوا دون وعى إليها ودون دراسة متعمقة لكيفية التعامل معها، أو حتى التأثيرات الجانبية لبعضها.

وحسب الخبراء، فإن هناك اتفاقًا تامًّا على معارضة أي شرب أو تناول أو ابتلاع لأي من الزيوت العطرية الأساسية بدون استشارة الطبيب المختص وتحت إشرافه المباشر، وذلك لأن الزيوت والمياه لا يختلطان، ومن ثم فإن إضافة الزيوت العطرية الأساسية إلى الماء لا يخففه في الواقع، ومن ثم تتعامل أنسجتنا الداخلية الحساسة بطبيعتها مع هذا الزيت غير المخفف وهو بكامل قوته وتأثيره ربما الحاد عليها، كما يمكن أن تكون إضافة الزيوت الأساسية إلى مياه الشرب خطرة، حتى وإن كان لا يختلط بها من الأساس كما ذكرنا، حيث يتكون المريء من نسيج دقيق للغاية، ويمكن لهذه الزيوت أن تتسبب في تلفه.

كما تؤدي الزيوت العطرية إلى استجابات مختلفة لدى الأشخاص المختلفين، فقد تؤدي الرائحة التي تريح شخصًا ما، إلى إحداث نوبة من الصداع النصفي في حالة أخرى، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل اتباع وصفة متداولة تأتي بنتائج عكسية، كما يمكن أن تحدث مشكلة مماثلة عند الأطفال، حيث يعتقد الخبراء أن الأطفال الصغار لديهم تفاعلات حسية متداخلة مع الروائح، فقد يشعر الشخص البالغ الذي يتعرض إلى الخزامى مثلًا بالشعور بالهدوء، وهذا كل ما في الأمر، ولكن قد يعاني الطفل من نشاز من الأحاسيس الساحقة استجابة للرائحة نفسها، وقد يفكر شخص ما أن الخزامى سيساعد حقًّا في تهدئة طفله البالغ من العمر 10 سنوات خلال الليل، بينما العكس هو الصحيح، حيث تحدث معظم إصابات التعرض المفرط مع الأطفال الذين يحتاجون دائمًا إلى جرعة أقل.

وكذلك يمكن أن يؤدى التعرض المفرط إلى مشكلة بين الكبار، فنحن مثلًا نتوقف عن شم، حتى العبير الأكثر وضوحًا من حولنا، بعد 30 دقيقة من التعرض، وبعدها ترفض أجهزتنا تقبل مزيد منه، فهذا النوع من التعرض المفرط ليس ضروريًّا ولا تتحمله أجسادنا، ومن ثم فقد تنتج عنه حالة من التحسس، كما قد لا تستطيع الكليتان والكبد التعامل معه فيتحول إلى مشكلة صحية لمختلف أجهزة الجسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى