خمارا يعزف «هذا هو الكويتي» بالأسبوع الثقافي الأوكراني
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين، استضاف مسرح المعهد العالي للفنون الموسيقية أمس الأول، حفلاً موسيقياً أوكرانياً؛ احتفالاً بـ”أسبوع أوكرانيا في الكويت” بمناسبة اليوم الوطني الأوكراني.
استضاف مسرح المعهد العالي للفنون الموسيقية، أمس الأول، حفلاً موسيقياً أوكرانياً، احتفالاً بـ”أسبوع أوكرانيا في الكويت”، بمناسبة اليوم الوطني الأوكراني، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين.
واتسمت أجواء الحفل بالحماس والتفاعل الشديد مع الأمسية الموسيقية التي أحياها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الأوكراني يفهين خمارا، كما أقيم على هامش الحفل معرض للصور الفوتوغرافية مخصص ليوم الوحدة الأوكرانية تحت عنوان “وحدة الشعب الأوكراني عبر الزمان”، ومعرض فني للأطفال تحت عنوان “الطفل السعيد- أوكرانيا المزدهرة”.
وحضر الحفل عميد المعهد د. رشيد البغيلي، ومجموعة من أساتذة وطلبة المعهد، إلى جانب وفد دبلوماسي بقيادة السفير الأوكراني لدى الكويت د. أوليكساندر بالانوتسا، وممثلي سفارة اليابان وقيرغيزستان، وعدد كبير من أعضاء الجالية الأوكرانية لدى الكويت، إضافة إلى الجمهور من محبي الموسيقى والفنون.
وقدم العازف الأوكراني خمارا باقة متنوعة من مؤلفاته الموسيقية بشكل ارتجالي، وعزفاً منفرداً أمتع به الجمهور، كما كان له حضور كبير على المسرح ألهب به حماس الجمهور الذي تفاعل معه، وطلب منه عزف ألحان شهيرة ومتنوعة.
شهرة واسعة
ويعتبر خمارا أحد أشهر العازفين في أوكرانيا، وهو حاصل على لقب Ukraine’s Got Talent لعام 2012، مما حقق له شهرة واسعة وانتشاراً في أوكرانيا وحول العالم، فشارك بالعديد من الحفلات الكبرى في أوروبا وأميركا وكندا، كما شارك في إحدى حفلات دبي، لتكون الكويت محطته العربية الثانية.
وحول أجواء الحفل الأول له بالكويت، قال خمارا، لـ “الجريدة”، إن “سعادتي لا توصف بالاستقبال الرائع من الجمهور الكويتي، حقاً هو جمهور مميز جداً، وأتمنى تكرار زيارتي للكويت، وإحياء المزيد من الحفلات في حضور هذا الجمهور الملهم والمبدع”.
وحول ما قدم من مقطوعات، أضاف خمارا: “لم أخطط لبرنامج معين للحفل، وتركت العزف لمشاعري وتفاعلي مع الجمهور، الذي ألهمني لتقديم أفضل ما ألفت من مقطوعات موسيقية، ومنها Moments Of Love،
وLife Line، وغيرها من الأغنيات”.
مفاجأة للجمهور
وتفاعل الجمهور بقوة مع مفاجأة خمارا خلال الحفل، حيث قدم عزفاً رائعاً للحن أغنية “هذا هو الكويتي”، التي انطلقت عام 2015 بمناسبة العيدين الوطني والتحرير، ولاقت الأغنية رواجاً كبيراً، وأصبحت من أبرز الأغاني الوطنية الجميلة، وهي من كلمات وألحان بشار الشطي وغناء الفنانين نبيل شعيل وسليمان القصار والشطي.
وفي نهاية الحفل، تحدى خمارا نفسه والجمهور، طالباً تحديد أي أغنية عربية أو غربية عبر الهواتف المحمولة للجمهور، على أن يقوم بعزفها من دون ترتيب أو استعداد مسبق، وهو ما زاد من تفاعل الجمهور مع الحفل، إذ طلب عدد من الحضور بعضاً من أغنياتهم المفضلة عبر تشغيل مقاطع منها، بواسطة الهاتف المحمول، ليسمعها العازف وباقي الحضور، ثم يعزفها خمارا ليصدر الجمهور الحكم حول قدرات العازف الأوكراني.
واتسمت هذه الفقرة بالتصفيق المستمر نتيجة إبداع العازف الأوكراني وقدرته على أداء جميع الألحان بمجرد سماع الأغنية للوهلة الأولى.
من جانبه، قال البغيلي لـ “الجريدة”: “تم التنسيق مع السفارة الأوكرانية لاستضافة الحفل الموسيقي باعتبار المعهد حاضناً للفنون الموسيقية على أرض الكويت، ويرحب بكل ما هو ممتع وراقٍ، وبالفعل فاق الحفل التوقعات، وكان العازف أكثر من رائع”.
وأضاف البغيلي: “خمارا فنان عالمي له طابع وحضور خاص، معتمداً أسلوب الموسيقى المعاصرة، والكويت هي قبلة للفنون العربية والعالمية، ولذلك نسعى دائماً للتعاون والتواصل مع كل السفارات والفنانين لإثراء الساحة الفنية الكويتية، لا على مستوى الموسيقي فقط، ولكن على مستوى جميع الفنون، ولذلك استضاف المعهد أيضاً معرضاً للصور الفوتوغرافية الحية ومعرضاً فنياً للأطفال، في إحياء اليوم الوطني الأوكراني، واللوحات حقاً تحمل جانباً كبيراً من الإبداع وتستحق العرض والإشادة”.
استمرار الفعاليات
من جانبها، قالت أولها سيهيدا، السكرتيرة الثالثة بالسفارة الأوكرانية لدى الكويت، حول المعرض الفني المصاحب للحفل: “لدينا معرضان، أحدهما للصور الفوتوغرافية الذي يأتي تكريساً ليوم الوحدة الأوكرانية في 22 يناير 1919 أي قبل 101 عام، ومنذ ذلك الحين يتم الاحتفال بيوم الوحدة بأن يجتمع الأوكرانيون ويمسكون أيديهم ويشكلون سلسلة على مسافة كيلومتر واحد، كدليل على الوحدة، حيث يتم التقاط صور لهذه المشاهد، ومن ثم عرضها في المحافل الفنية، على أن يضم المعرض 20 صورة”.
وأضافت سيهيدا أن المعرض الفني للأطفال، الذي يحمل عنوان “الطفل السعيد- أوكرانيا المزدهرة”، يأتي تكريساً لفنون الأطفال في سن 12 إلى 15 عاماً، الذين يرسمون تلك اللوحات التي تعكس الفنون التقليدية الأوكرانية، كالملابس والعادات والطبيعة وهوايات الشعب الأوكراني.
وأشارت إلى أن الفعاليات الفنية المصاحبة لـ”أسبوع أوكرانيا في الكويت” مستمرة، ولكن في أماكن متنوعة، حيث يقدم العازف يفهين خمارا عرضاً موسيقياً في مجمع الأفنيوز التجاري، ويتم عرض اللوحات على هامش الحفل، يليها حفلة موسيقية لفرقة “كييف كلاسيك” بصحبة العازف الأوكراني وقيادة المايسترو هيرمان ماكارينكو على مسرح عبدالحسين عبدالرضا.
وتنتهي الفعاليات الفنية غداً الخميس بعرض اللوحات في كلية الآداب بجامعة الكويت على هامش ندوة ثقافية بعنوان “الهوية الوطنية لطلبة أوكرانيين وكويتيين”، لضمان مزيد من التبادل الثقافي على مستوى الشباب من البلدين.