دراسة: الإفراط في مشاهدة التلفزيون يضرب المخ
وجد مجموعة من الباحثين الأمريكيين أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة تسبب آثاراً سلبية على وظائف المخ.
وأظهرت مجموعة من الدراسات الجديدة أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون كل يوم في فترة متوسط العمر يمكن أن يجعل الدماغ يشيخ بشكل أسرع، كما أنه يزيد من خطر تراجع مستوى الإدراك في وقت لاحق من الحياة، وذلك وفقاً لموقع “Study Finds” الأمريكي.
وأشار الموقع، في تقرير نشره السبت، إلى أن مؤلفي هذه الدراسات وجدوا أيضاً أن مشاهدة التلفزيون بمعدل متوسط ومرتفع، خلال منتصف العمر، يؤدي أيضاً لتقليص حجم المادة الرمادية في المخ (أحد العناصر الأساسية في الجهاز العصبي، والتي تساعد على تنسيق التحكم في العضلات، والرؤية، والسمع، واتخاذ القرار، ووظائف الدماغ المهمة الأخرى)، ومن المعروف أنه كلما زاد حجم هذه المادة في دماغ الشخص، كانت المهارات الإدراكية لديه عادةً أفضل.
وقال الموقع إن الباحثين قد أعلنوا عن النتائج التي توصلوا إليها، بعد إجراء مجموعة من الدراسات، في مؤتمر علم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والأوعية الدموية لعام 2021، التابع لجمعية القلب الأمريكية.
ونظرت إحدى الدراسات، التي أجرتها كلية جونز هوبكنز للصحة العامة في تأثير التلفزيون على تأثير المشاهدة على حجم المادة الرمادية في الدماغ، وقام الدكتور رايان دوجيرتي، وفريقه، بفحص 599 شخصاً، بمتوسط عمر 30 عاماً، وسؤالهم عن متوسط عدد الساعات التي يقضونها يومياً في مشاهدة التلفزيون خلال العام السابق.
وخضعت المجموعة بعد ذلك لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي كشفت أن أولئك الذين أبلغوا عن قضاء أطول وقت في مشاهدة التلفزيون كان لديهم أقل أحجام للمادة الرمادية، حيث وجدت الدراسة أن حجم هذه المادة ينخفض بنسبة 0.5٪ لكل ساعة إضافية من المشاهدة التلفزيون.
فيما نظر علماء من نيويورك في بيانات مختلفة، حيث ركزوا على تراجع مستوى الإدراك، وخطر الإصابة بالخرف.
ونقل الموقع عن طبيبة الأعصاب في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، بريا بالتا، قولها إن “دراسة حديثة قمنا بإجرائها أظهرت أن ما يقرب من 40٪ من تشخيصات الخرف في جميع أنحاء العالم يمكن منعها أو تأخيرها عن طريق تعديل 12 عامل خطر”.
وفي هذه الدراسة، سأل فريق بالتا المشاركين عن الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون خلال أوقات فراغهم، وتضمنت البيانات نتائج 10،700 بالغ بمتوسط عمر 59 عاماً، حيث قام الباحثون بمتابعة هؤلاء الأفراد 5 مرات على مدار 24 عاماً لإجراء اختبارات متابعة لمستواهم الإدراكي.
وعلى مدار 15 عاماً، كان لدى أولئك الذين أبلغوا عن مشاهدة التليفزيون لأوقات طويلة انخفاضاً أكبر في مستوى الإدراك وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 6.9% من أولئك الذين قليلاً ما يشاهدونه.
وأضافت بريا: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن مقدار مشاهدة التلفزيون قد يكون مرتبطاً بتدهور مستوى الإدراك، ولذلك فإن الحد من مثل هذه السلوكيات يعد هدفاً مهماً لتعديل نمط الحياة لدعم صحة الدماغ المثلى”.
المصد: العين الاخبارية