دراسة: “النوم ثنائي المراحل” نظرية جديدة للمرأة العاملة طوال النهار
أظهرت دراسة طبية جديدة أن النوم على مرحلتين، وهو ما تتمناه الكثير من النساء اللواتي يرهقهن البرنامج اليومي الكثيف، هو النموذج الصحي الأفضل.
الدراسة التي أجراها معهد الأعصاب النرويجي وأشرف عليها الطبيب النفسي توماس وير، خلصت إلى التأكيد بأن “النوم ثنائي المراحل” يوفر لنا جملة من النتائج البدنية والنفسية والعقلية التي نحتاجها في حياة أضحت مثقلة بالضغوط والانشغالات التي تستهلكنا، وفي العادة تكون أكثر وطأة على المرأة.
وبينت الدراسة أن “النوم ثنائي المراحل” هو نمط الحياة الفطري الذي نشأ عليه الإنسان، والذي استبدله الناس لاحقًا بالنوم لفترة واحدة موصولة، وحان الوقت للعودة فيه إلى الطبيعة والسليقة البشرية التي تحتاجها النساء أكثر من غيرهن، كما يقول الطبيب النفسي توماس وير.
وتلاحظ الدراسة التي نشرها موقع “بابا ميل” أن الذين يتقاعدون من الوظيفة يعرفون هذه الحقيقة ويستمتعون بالنوم ثنائي المراحل؛ لأنه يناسب البنية الجسدية والنفسية، بالاستجابة لداعي النوم عندما يطلبه الجسم.
ولأن برنامج النساء اليومي يستهلكهن بضغوط عمل لا تنتهي في البيت والمكتب، فإنهن الأقدر على اكتشاف مدى حاجتهن للنوم عندما تطلبه أجسامهن.
فالمرأة تعيش دورة جهد مستدامة على مدى اليوم، وقليلًا ما تحصل على الراحة المنشودة بالشكل الصحيح، ولذلك تلاحظ نفسها كيف أنها مشتتة طوال النهار، وغالبًا ما تنام مبكرًا في الليل قبل زوجها وأبنائها.
نمط حياة المتقاعدين
وتنقل الدراسة عن المتقاعدين كيف أنهم أدخلوا تغييرًا مهمًا على روتينهم بعد تركهم الوظيفة؛ فقد اكتشفوا أين كان الخطأ. كانوا يحاولون النوم لمدة ثماني ساعات متواصلة. أما بعد التقاعد، فقد أصبحوا نادرًا ما يهتمون بالوقت. يتوجهون لفراشهم كلما شعروا بالحاجة للنوم. يستيقظون بشكل طبيعي بعد زهاء أربع ساعات ليجدوا أن الوقت مثلا منتصف الليل. يبقون أيقاظًا لفترة من الزمن ثم يعودون للنوم في المرحلة الثانية. وبعد الجولة الثانية من النوم يلاحظون مدى نشاطهم وإقبالهم على العمل والمضي في يومهم بسعادة ورضا.
أدلة علمية للدعم
الطبيب النفسي توماس وير صاحب نظرية “النوم ثنائي المراحل” أجرى على النظرية تجربة مدهشة، فقد استعان بمجموعة متنوعة من الأشخاص وأخضعهم لتجربة مختبر تتضمن 14 ساعة من الظلام، كما كان يحصل مع الإنسان في حياته البدائية.
وبعد شهر واحد من تكرار هذا النمط تبناه المشاركون، وعندما حان موعد نومهم، ناموا بالفعل زهاء أربع ساعات واستيقظوا لساعة أو ثلاث ساعات ثم ناموا لأربع ساعات أخرى؛ ما يثبت أن بإمكان الإنسان أن يتطور بشكل طبيعي ليمارس النوم ثنائي المراحل.
مزايا النوم ثنائي المراحل
وسجلت التجربة العلمية أن من بدأ يتبع هذا النمط من النوم عندما يحتاجه الجسم، اضحى يتمتع بالعديد من المزايا مثل الحد من التعب وزيادة اليقظة، مع تحسن في الذاكرة والمزاج وتعزيز الطاقة، والأهم من كل هذا، كما يقول التقرير، هو أداء العقل الذي ينشط بشكل أكثر عند الاستيقاظ بعد المرحلة الأولى.
وتخلص الدراسة إلى نصيحة تناسب المرأة بشكل خاص، وهي أن تجرّب “النوم ثنائي المراحل”، مع التأكيد لها أنها “لن تندم” على ذلك.
المصدر: فوشيا