توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وأجريت الدراسة، التي نقلتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، على 460 ألف بريطاني في الخمسينيات والستينيات من العمر، تم تتبع وتحليل بياناتهم الصحية المدونة في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات تضم نصف مليون مريض.
ونظر الباحثون في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للمخ، ونتائج اختبارات التفكير والذاكرة الخاصة بجميع المشاركين، كما فحصوا بدقة إجاباتهم على أسئلة خاصة بتفاعلاتهم الاجتماعية، وما إذا كانوا يعيشون بمفردهم أو مع آخرين وعدد الزيارات التي يقومون بها لأصدقائهم وأقاربهم شهرياً، ومدى مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية، مثل النوادي أو الاجتماعات أو التطوع.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة «علم الأعصاب»، أن نحو عُشر المشاركين (42 ألف شخصاً) أفادوا بأنهم معزولون اجتماعياً.
وخلال فترة الدراسة، التي استمرت 12 عاماً، أصيب 4998 شخصاً بالخرف.
وقال الباحثون إن البالغين المعزولين اجتماعياً كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بالخرف.
كما أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للمخ أن حجم المادة الرمادية في المناطق المعنية بالتعلم والتفكير بأدمغة الأفراد المعزولين اجتماعياً كان أقل بكثير من حجمها في باقي المشاركين.
ويعتبر الانخفاض في حجم المادة الرمادية بهذه المناطق علامة على تدهور الوظيفة الإدراكية للمخ.
ووصف فريق الدراسة، التابع لجامعات كامبريدج ووارويك ببريطانيا وجامعة فودان في الصين، العزلة الاجتماعية بأنها «مشكلة صحية عامة خطيرة لكنها لا تحظى بالتقدير الكافي». وأضاف أن فيروس كورونا فاقم من خطورة هذه المشكلة، خاصة بين كبار السن.
ويعاني أكثر من 25 مليون شخص في العالم من الخرف، ويتوقع خبراء الصحة أن يصل هذا الرقم إلى 153 مليون إصابة بحلول عام 2050.