دراسة تبرئ الخفافيش من نقل كورونا للبشر!
يظل منشأ كورونا المستجد لغزاً غامضاً للعلماء، إلا أن دراسة جديدة كشفت عن تفاصيل تتعلق بتركيب هذا الفيروس قد تساعد في حل هذا اللغز.
وقالت الدراسة إنه بينما يعتقد الكثيرون أن “كوفيد-19” قد انتشر لأول مرة من الحيوانات إلى البشر، فإن الأدلة الجديدة تظهر أنه “مهيأ لإصابة البشر” منذ البداية، وفقاً لموقع “يو بي آي”، الأمريكي.
وذكر الموقع في تقرير نشره، الجمعة، أن فريقا من العلماء الأستراليين فحصوا نموذجاً حاسوبياً لفيروس “SARS-CoV-2” المسبب لـ”كوفيد-19″، وقارنوا بين الكيفية التي يصيب بها البشر ومجموعة من 12 حيواناً تشمل القطط والكلاب والأبقار والخنازير والخفافيش وآكل النمل الحرشفي “البنجولين”.
وتوصلت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “ساينتفك ريبورتس”، إلى أن فيروس كورونا يبدو أكثر استعداداً للالتصاق بالخلايا البشرية وإصابتها وليس خلايا الخفافيش.
وأوضحت أنه يستخدم بروتين “سبايك” للصق نفسه بالجين المستقبل “ACE2” على سطح الخلايا من أجل التكاثر، مؤكدة أن الفيروس يشكل أقوى روابطه مع الخلايا البشرية، وليس الخلايا الحيوانية.
وأشار العلماء إلى أنه إذا كان الفيروس قد أتى من أحد هذه الحيوانات، كان سيشكل روابط أقوى مع خلاياهم، وليس البشر، وهي النتائج التي تثير المزيد من الأسئلة والشكوك حول فرضية أن “كوفيد-19” قد نشأ في الحيوانات قبل أن ينتقل إلى البشر، وفقاً للموقع.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن نتائجهم الجديدة تستبعد انتقال الفيروس مباشرة من الخفافيش إلى البشر، قائلين إنه لا يستطيع الالتصاق بخلايا الخفافيش جيداً على الإطلاق.
من جانبه، قال الباحث المشارك في الدراسة، الأستاذ في جامعة فليندرز، نيكولاي بتروفسكي: “وجدنا أن قدرة الفيروس على الالتصاق ببروتين الخفافيش ACE2 كانت ضعيفة مقارنة بقدرته على الالتصاق بالخلايا البشرية، وهو ما يستبعد فرضية انتقاله مباشرة من الخفافيش إلى البشر، ولذا فإنه إذا كان للفيروس مصدراً طبيعياً، فإنه لا يمكن أن يكون قد وصل إلى البشر إلا عبر وسيط آخر لم يتم العثور عليه بعد”.
وقد كان آكل النمل الحرشفي أو البنجولين، هو أحد الحيوانات التي اهتم بها العلماء الذين يتتبعون منشأ كورونا، حيث يعيش هذا الحيوان النادر في جنوب شرق آسيا ويتم استخدامه أحياناً كغذاء أو كدواء.
وتُظهر الدراسة أن الفيروس يستطيع بالفعل الالتصاق بقوة بخلايا البنجولين أكثر من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الخفافيش والقرود والثعابين.
وقال بتروفسكي: “اقترح بعض العلماء في وقت مبكر من الوباء أنهم وجدوا فيروسات كورونا في آكل النمل الحرشفي، وهو الادعاء الذي تم التراجع عنه بسرعة لأن الفيروس الذي وُجد في هذا الحيوان كان التطابق الجيني بينه وبين كورونا المستجد أقل من 90%”.
وأضاف: “ومع ذلك، فقد كشفت النتائج الجديدة أن هذا الشكل المختلف من فيروس كورونا لا يزال يحتوي على بروتين سبايك متطابق تقريباً ويستطيع الالتصاق بـ ACE2 في البنجولين”
وتابع: “في حال كان الأخير هو منشأ كورونا، فإن الباحثين يقولون إنهم لا يزالون غير قادرين على استبعاد ما إذا كانت هذه التغييرات في الفيروس قد حدثت بشكل طبيعي، أو إذا قام شخص ما بإجراء هذه التغييرات في المختبر”.
وأوضح بتروفسكي: “هذا التطابق الموجود في بروتين سبايك يفسر بشكل شبه مؤكد سبب ارتباط فيروس كورونا المستجد بآكل النمل الحرشفي، فقد يكون حدث تطوراً في شكل البروتين مع الوقت، أو من خلال الهندسة الوراثية، ولكن لا يوجد طريقة حالية للتمييز بين هذه الاحتمالات”.
وتابع: “وبغض النظر عن هذه الفرضيات المثيرة للاهتمام، فقد وجدنا أن فيروس كورونا مهيأ جيداً لإصابة البشر وليس الحيوانات، كما استنتجنا أيضاً أن بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والأبقار من المحتمل أن تكون عرضة للإصابة بالمرض أيضاً”.