دراسة تكشف أن كثرة التفكير.. تقصّر العمر!
كشفت دراسة حديثة أن النشاط العصبي المفرط في الدماغ يرتبط بعمر أقصر للإنسان، وأن قمع هذا النشاط الإضافي يمكن أن يطيل العمر.
وحسب الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر” في نسختها الإنجليزية، فإن هذه النتيجة أولية، وستتطلب إجراء مزيد من البحوث قبل أن تؤدي إلى أي توصيات صحية ملموسة، لكنها تفتح إمكانية استخدام إما الأدوية أو التدخلات السلوكية لتغيير نشاط الدماغ، وربما إبطاء آثار شيخوخة.
وأضاف الباحثون بكلية طب جامعة هارفارد أن العلاقة بين نشاط الجهاز العصبي وطول العمر ربما كانت محتملة، ولم تكن غير متوقعة على الإطلاق؛ حيث ترتبط الآلية التي تتحكم في إثارة الدماغ ارتباطًا وثيقًا بالآلية التي تتحكم في عملية الأيض، والتي كانت مرتبطة منذ فترة طويلة بعمر الحياة، لكن حقيقة أن نشاط المخ الأقل ارتبط بطول العمر في البداية بدا غير بديهي للبعض، من هؤلاء الذين افترضوا أن الدماغ النشط سيرتبط بصحة وحيوية أفضل.
لكن بعد أن فحص الباحثون خلال الدراسة أنسجة المخ لمئات من البشر المتوفين، مصنفة حسب عمرهم، وجدوا أن أنسجة أولئك الذين عاشوا حياة أطول، وماتوا في عمر 90 أو 100 عام، كانوا يتمتعون بنشاط عصبي أقل من أولئك الذين ماتوا في عمر 70 أو 80 عامًا، وأحد التفسيرات المحتملة هو ارتباط العمر بنشاط الدماغ، ومع تقدم الناس في العمر يبطئ هذا النشاط.
وهو ما يشبه ما وجده الباحثون بالصدفة أثناء دراسة النشاط العصبي للديدان، فعندما أعطى الباحثون للديدان دواء من شأنه أن يهدئ بعض هذا النشاط، عاشوا فترة أطول، وعندما حفز الباحثون الخلايا العصبية للديدان، ماتت بشكل أسرع، وهي نفس النتيجة التي أظهرتها اختبارات مماثلة أجريت على الفئران.
وأكدت الدراسة أن هذا العمل يوحي بأن العادات والسلوكيات التي تؤثر على النشاط العصبي للدماغ كاليوجا والتأمل على سبيل المثال يمكن أن تطيل عمر الإنسان، وهذه فكرة شائعة في تقاليد الشفاء الشرقية، لكنها اخترقت مؤخرًا المؤسسة الطبية الغربية، ورغم ذلك من السابق لأوانه وصف جلسة تأمل يومية أو فصل يوجا بناءً على هذه النتائج، لكن الدراسة الأخيرة تعد خطوة واعدة نحو فهم كيف تؤثر أفكار الشخص وشخصيته وسلوكه على صحته وطول عمره.