دراسة تكشف عن دور مكملات (فيتامين د) في تقليل مخاطر النوبات القلبية

قد يعرف فيتامين د باسم “فيتامين أشعة الشمس”، وعلى الرغم من أنه عنصر غذائي أساسي للعديد من وظائف الجسم، فقد أظهر بحث جديد أن تناول مكملات فيتامين (د) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى كبار السن.

نظرت دراسة نُشرت في موقع The BMJ في ما إذا كان تناول جرعات شهرية من فيتامين (د) لكبار السن يغير من حدوث الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية. وقد جرت “تجربة D-Health” من 2014 إلى 2020 وشارك فيها 21315 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 60 و 84 عامًا.

تلقى ما يقرب من نصف المشاركين كبسولة واحدة من 60.000 وحدة من فيتامين (د) والنصف الآخر تلقى علاجًا وهميًا. وقد تم توجيه كلا المجموعتين بتناول هذه المكملات عن طريق الفم في بداية كل شهر لمدة تصل إلى خمس سنوات.

خلال التجربة، عانى 1336 مشاركًا من حدث قلبي وعائي كبير (6 ٪ في مجموعة فيتامين د و 6.6 ٪ في مجموعة الدواء الوهمي). حينها، قرر الباحثون أن معدل الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية كان أقل بنسبة 9٪ في مجموعة فيتامين (د) مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي. إلى جانب ذلك، كان معدل النوبات القلبية أقل بنسبة 19٪، أما معدل إعادة تكوين الأوعية التاجية (إجراء أو جراحة لتحسين تدفق الدم إلى القلب) كان أقل بنسبة 11٪ في مجموعة فيتامين (د)، ولكن لم يكن هناك فرق في معدل السكتة الدماغية بين مجموعتين.

خلص الباحثون إلى أن مكملات فيتامين (د) قد تقلل من حدوث الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، إلا أن هذا الاختلاف كان ضئيلًا وليس مهمًا جدًا. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى مزيد من التقييم لدور مكملات فيتامين (د)، لا سيما في الأشخاص الذين يتناولون الأدوية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أو علاجها.

كيف يؤثر فيتامين د على صحة القلب؟
يلعب فيتامين (د) دورًا رئيسيًا في صحة القلب، مثل تنظيم ضغط الدم واستقلاب الكالسيوم، فضلاً عن الحد من الالتهاب والإجهاد التأكسدي وتصلب الشرايين، كما يقول جاكي نيوجنت، اختصاصي تغذية نباتية ومؤلف كتاب الطبخ النباتي لمرض السكري.

ويضيف: “أشارت العديد من الدراسات إلى وجود صلة بين انخفاض مستويات فيتامين (د) وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية. ويشير البعض إلى وجود تأثير وقائي طفيف محتمل لمكملات فيتامين (د) ضد النوبات القلبية”.

أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (د) لديهم معدل أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يصرح إرنست فون شوارتز، طبيب القلب ومؤلف كتاب أسرار الخلود.

ولكن في حين كان هناك الكثير من الحماس لمكملات الفيتامينات للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها، إلا أن هناك القليل من الأدلة عالية الجودة التي تشير إلى أن أيًا من الفيتامينات التي تمت دراستها حتى الآن لها تأثير كبير، كما يقول نيك ويست، دكتوراه في الطب وكبير المسؤولين الطبيين و نائب رئيس قسم الشؤون الطبية العالمية في شركة أبوت للرعاية الصحية.

كيف يمكنك الحصول على ما يكفي من فيتامين د؟
يقول نيوجنت إن إحدى أفضل الطرق لضمان حصول جسمك على ما يكفي من فيتامين (د) هو من خلال التعرض الكافي لأشعة الشمس، والتي تصنع شكلاً من أشكال الفيتامين.

أما فيما يتعلق بالأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د)، تعتبر الأسماك الدهنية والمأكولات البحرية مصادر جيدة، وخاصة السلمون والتونة والماكريل والمحار والروبيان. يقول الدكتور ويست: “تحتوي هذه الأطعمة أيضًا على مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية المعروفة بصحة القلب”. ويضيف أن حليب البقر (المدعم أو غير المدعم) والزبادي ومنتجات الألبان الأخرى والتوفو كلها مصادر جيدة لفيتامين (د).

بدلاً من تناول مكمل فيتامين (د) المخصص، لأولئك الذين يريدون التأكد من أنهم يلبيون احتياجاتهم الغذائية، من المحتمل أن يكون المكمل متعدد الفيتامينات كافياً، كما يقول الدكتور ويست.

إضافة إلى ذلك، يلاحظ الدكتور ويست أن “مكملات فيتامين (د)، خاصة عند المستويات المرتفعة، يجب أن تؤخذ فقط عندما يصفها الطبيب”.

هناك أيضًا مخاطر محتملة في الإفراط في تناول مكملات فيتامين (د)، بما في ذلك تكوين حصوات الكلى واحتمال تكلس الأوعية الدموية (تراكم الترسبات في الأوعية الدموية حول قلبك)، بالإضافة إلى تأثيرات أكثر حدة مثل الغثيان والقيء وضعف العضلات، لذلك تأكد دائمًا من التحدث مع طبيبك قبل دمج المكملات في نظامك الغذائي.

يقول الدكتور ويست إن فيتامين (د) ضروري للعديد من العمليات الجسدية، بما في ذلك بناء بنية عظام قوية وصحية والحفاظ عليها. حيث يصرح: “تضيف هذه البيانات إلى مجموعة الأدلة حول مجموعة متنوعة من الفيتامينات (بشكل أساسي الفيتامينات C و D و E) التي تمت دراستها في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها، ولم تظهر أي دراسة بشكل قاطع فائدة من المكملات الإضافية”.

على الرغم من أن الفيتامينات المتعددة هي طريقة جيدة لضمان الحصول على كمية كافية من الفيتامينات والعناصر الغذائية المطلوبة يوميًا، إلا أن التدابير البسيطة مثل الحفاظ على نظام غذائي صحي و (في حالة فيتامين د) الحصول على بعض التعرض لأشعة الشمس يجب أن تكون كافية لمعظم الناس، كما يقول الدكتور ويست.

يضيف نيوجنت: “أن التركيز على تغييرات نمط الحياة بالنسبة لمعظم الناس هو الطريقة الأكثر فعالية للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. بعبارة أخرى، مارس نشاطًا بدنيًا منتظمًا، وتمتع بخطة غذائية غنية بالمغذيات، ولا تدخن”.