دياز كانيل يفوز بولاية رئاسية ثانية في «كوبا» بلا مفاجأت
أ ف ب – فاز الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أمس الأربعاء بلا مفاجآت بولاية رئاسية ثانية مدّتها خمس سنوات وذلك في تصويت برلماني كان فيه المرشّح الأوحد في بلاد تُعتبر فيها المعارضة غير شرعية.
وتأكد فوز دياز كانيل بعدما نال تأييد 97,66 بالمئة من الأصوات في الجمعية الوطنية حيث الهيمنة شبه كاملة للحزب الشيوعي، وفق ما أعلن إيستيبان لاسو رئيس الغرفة التي تضم 470 عضوا.
بحضور راوول كاستور البالغ 92 عاما، قال لاسو “بناء على النتائج المعلنة، أعلن ميغيل ماريو دياز كانيل بيرموديس رئيسا للجمهورية”.
ودياز كانيل يتولى منصب السكرتير الأول في الحزب الشيوعي الكوبي منذ العام 2021، وهو أول مدني تولى السلطة في البلاد في العام 2018 خلفا لراوول كاسترو الذي كان قد خلف شقيقه فيديل.
وبحسب الدستور الكوبي يمكن للرئيس تولي ولايتين.
وطغت على الولاية الأولى لدياز كانيل أزمة هي الأسوأ في كوبا منذ ثلاثة عقود، إذ تواجه البلاد شحا في المواد الغذائية والأدوية والوقود بسبب تشديد الحظر الأميركي المفروض منذ العام 1962، ومن جراء جائحة كوفيد-19 التي تصدّت لها الحكومة بلقاحات صنّعت وطوّرت محليا.
واعتبارا من العام 2021 تشهد البلاد إصلاحات نقدية كبرى وضعت حدا لسياسة طبّقت مدى عقود تحدد سعر صرف البيزو الكوبي بما يعادل الدولار الأميركي، لكن التعديلات تسببت بتداعيات كبرى على الاقتصاد الوطني.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوبا منذ عام 1962، أي بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة الشيوعية وتولي فيدل كاسترو السلطة بعد إطاحة الديكتاتور فولغينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة.
شجع دياز كانيل الأعمال الحرة وعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة لكن اتضح أن هذه التدابير غير كافية لتحسين الوضع الاقتصادي.
وقال خبير العلاقات الدولية الكوبي أرتورو لوبيز ليفي المقيم في الولايات المتحدة إن دياز كانيل “لم يجرِ تحوّلا كاملا وشاملا إلى اقتصاد مختلط”.
وأضاف “بعض التغييرات الاقتصادية (المخطط لها) لم تحدث، وبعضها الآخر ترك شكوكا كثيرة لناحية تنفيذه”.
تسبب الإصلاح النقدي بدوامة تضخمية وبانخفاض حاد في قيمة البيزو، ما أثار استياء شديدا بين السكان.
انخفض سعر الصرف الرسمي للعملة الكوبية خلال عامين من 24 إلى 120 بيزو للدولار الواحد. أما في السوق السوداء فيصل سعر الصرف إلى 185 بيزو للدولار الواحد.
خلال مقابلة أجراها في الآونة الأخيرة في هافانا مع قناة الميادين اللبنانية التي تعتبر قريبة من سوريا وإيران، قال دياز كانيل إنه “غير راض” لأنه لم يستطع “تعزيز مجموعة إجراءات أكثر كفاءة من أجل حل هذه المشاكل” الاقتصادية.
قال جورج دواني من جامعة فلوريدا الدولية إن أحد “الإنجازات النادرة” لدياز كانيل تمثّل في “الانتقال إلى نظام يقوده جيل جديد وُلِد بعد عام 1959 ولا يحمل اسم كاسترو”.
لكنه شدد على أن “أكبر إخفاقاته” كان سوء التعامل مع تظاهرات يوليو 2021، وهي الأكبر في الجزيرة منذ 1959.
خلّفت تلك التظاهرات قتيلا وعشرات الجرحى. كما اعتُقِل أكثر من 1300 شخص وحُكِم على نحو 500 بالسجن لمددٍ يصل أقصاها إلى 25 عاما، وفق منظمة “كوباليكس” لحقوق الإنسان ومقرها ميامي.
وأدت هذه الأزمة إلى نزوح جماعي غير مسبوق لأكثر من 300 ألف كوبي في عام 2022 وحده.