ديوان المحاسبة: «شركة النقل العام» .. هدر أموال على استشارات لا تنفذ توصياتها!
كشف تقرير ديوان المحاسبة عن تعاقد شركة النقل العام الكويتية مع عدة شركات بغرض اعداد استراتيجية للشركة من دون تنفيذها، مكبدة المال العام مبالغ اجمالية تقدر قيمتها بمليون دينار، مشيراً الى ان الشركة تعاقدت مع شركة محلية للاستشارات بتاريخ 2012/11/12 لتنفيذ مشروع تقييم واعداد الدراسات التنظيمية المرتبطة بتطوير وتدعيم أعمالها وأوضاعها العامة، حيث تبين عدم تسلم بعض الاعمال المحددة بالعقد وتأخر ما تم تسلمه عن المدة المحددة وتم تسوية الامر وفقا لقرار مجلس الادارة المتخذ في اجتماعه المنعقد بتاريخ 2017/7/16. وبلغ اجمالي المبالغ المدفوعة 117 الف دينار وتطبيق غرامة تأخير بمبلغ 13 الف دينار، وفقا لجريدة القبس.
كما تعاقدت الشركة مع شركة محلية ثانية للاستشارات بتاريخ 2014/6/16 لإعداد استراتيجية وخطة عمل عن الاعوام 2016 – 2020، حيث بلغ اجمالي الاموال المنصرفة على هذه الدراسة 82 الف دينار، وتبين من قرار مجلس الادارة المتخذ باجتماعه رفض الاستراتيجية التي سبق اعدادها عن السنوات المذكورة اعلاه.
وتعاقدت الشركة مع شركة محلية ثالثة للاستشارات بتاريخ 2017/2/17 بتكلفة اجمالية بلغت 194.5 الف دينار لتشخيص الوضع الراهن للشركة، كما قامت بإبرام ملحق للعقد بتاريخ 2017/6/21، حيث تضمن تقديم ورش عمل خاصة بتدريب الموظفين وبلغت القيمة الاجمالية له 19.3 الف دينار، علماً بان العقد الاساسي نص صراحة بان مسؤوليات الشركة المحلية الثالثة تغطية الجوانب المتعاقد عليها دون تحمل تكاليف اضافية غير مبررة لتصبح القيمة الاجمالية لهذا العقد 213.8 الف دينار. وتشكلت لجنة تأهيل الشركات والاشراف على عمليات اعداد مستندات ووثائق مناقصة الاستراتيجية وخطة العمل التحويلية للشركة بتاريخ 2017/6/7 طبقا لقرار مجلس الادارة والموافقة على تخصيص 650 الف دينار للمناقصة.
وتعاقدت الشركة مع شركة محلية رابعة للاستشارات بتاريخ 2018/8/9 لإعداد الاستراتيجية وخطة العمل التحويلية للشركة وبقيمة اجمالية قدرها 634.6 الف دينار وطلب الديوان بيان اسباب تكرار تعاقد الشركة مع عدة شركات بغرض اعداد استراتيجية لها دون تنفيذها. واشار الديوان الى ان هناك نقصا في ايرادات الشركة في عام 2018 عنها في عام 2017. ويرجع سبب النقص الى زيادة نسبة حجز الحافلات بما يتعدى الحجز اليومي المقرر والبالغ %30، وزيادة عدد الحافلات المعطلة مما ادى الى فقدان الشركة لعدد 9506 رحلات عن الشهورالتسعة الاولى لعام 2018، بالاضافة الى الغاء عدد كبير من «الحروف» مما تسبب في فقد ايراد بقيمة 352.970 الف دينار، وانهاء عمل ما نسبته %65 من السائقين خلال عام 2018 من دون القيام بأي تعيينات جديدة، وكذلك نقص متوسط إيراد الحرف الواحد بما يعادل 39/6 دنانير وبنسبة %17، على الرغم من زيادة عدد الحروف حتى نهاية شهر أكتوبر 2018 بعدد 3545 حرفاً عن الحروف في عام 2017. وقالت الشركة ان زيادة نسبة حجز الحافلات وعدد الحافلات المعطلة في الأشهر التسعة الأولى لعام 2018 يرجع إلى قدم وتهالك أسطول حافلات النقل العام.
وأرجعت إلغاء عدد كبير من الحروف عن الأشهر التسعة الأولى لعام 2018 إلى العجز بسائقي خطوط النقل العام وبالحافلات نتيجة نسبة الحجز. وبادرت الشركة بإجراءات استقدام السائقين لسد هذا العجز، أما بشأن أسباب نقص متوسط إيراد الحرف الواحد، على الرغم من زيادة عدد الحروف للسنة الحالية فيرجع ذلك لأنه تمت الاستعانة بعدد من سائقي إدارة النقل الخاص ليس لديهم الخبرة الكافية للتشغيل، وكذلك قيام الشركات المنافسة بتشغيل خطوط جديدة وتكثيف التشغيل على الخطوط ذات الكثافة، فضلاً عن انخفاض سعر اشتراكاتهم، لذا فإن الشركة اتمت استعداداتها بطرح مناقصة توريد حافلات العام الجديد نهوضاً بقدراتها التشغيلية بأسرع وقت. وذكر «الديوان» أن شركة النقل تأخرت في تحصيل مستحقاتها عن القيمة الاستثمارية «الإيجارية» لبعض المواقع المستثمرة والبالغة 76 ألف دينار.
كما ذكر في بعض ملاحظاته ضياع إيرادات على الشركة نتيجة عدم التزامها بتقييمات الشركة العقارية ومخالفة بعض مستثمري الشركة بنود العقود المبرمة معهم. كما أكد «الديوان» عدم قيام الشركة بالمتابعة الحثيثة لآخر مستجدات تخصيص مواقع بديلة عن المواقع المسحوبة من قبل الجهات الرسمية في الدولة حتى تاريخه، والمتمثلة بمحطة الفروانية وموقع الصليبخات.
