منوعات

“ديور” في أسبوع باريس للموضة.. أزياء توفر الحماية في زمن الحرب!

بدت تشكيلة “ديور” النسائية المبتكرة، التي عُرضت  الثلاثاء الماضي في باريس، أشبه بنوع من “حماية” يتطلبها زمن الحرب، ومنها مشدات كورسيه بوسائد هوائية فوق السترات، وقفازات طويلة كتلك التي يستخدمها سائقو الدراجات النارية ترافق فساتين السهرة، وسترات مبطنة تقي من البرد.

وأوحت القذائف التي تستهدف المدن الأوكرانية قراءة من نوع آخر للتشكيلة المصممة خلال الأشهر الأخيرة، ويتمثل هدفها في توسيع حدود “الملابس الرياضية” الفاخرة، بحسب “يورونيوز”.

وتُستخدم الوسائد الهوائية، التي تعاونت عليها “ديور” مع شركة إيطالية ناشئة تصنع معدات لراكبي الدراجات النارية، كمشد أو صدرية، فيما يستحضر الفستان الرمادي الدروع التي يرتديها الدراجون، مع حماية تغطي الكتفين والكاحلين.

وقالت المديرة الفنية للمجموعات النسائية في “ديور” ماريا غراتسيا كيوري لوكالة فرانس برس “ثمة الكثير من التفكير في شأن كيفية الجمع، في هذا الزمن الصعب، بين الجمال والجماليات والحماية”.

وأضافت “الثياب في حد ذاتها تمثل فكرة الحماية، فهي بيتنا الأول، وهي تبعث فينا الطمأنينة. وهذا الجانب حاضر جداً في ما أفعله، من الحماية العاطفية إلى الحماية بالمعنى الحقيقي للمصطلح”.

بعد التشكيلة السابقة للملابس الجاهزة، التي تميزت بألوانها الزاهية تعبيراً عن التفاؤل، طغت الألوان الداكنة، من أسود ورمادي وبيج، على التشكيلة التي عرضت في اليوم الثاني من أسبوع الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2022-2023.

وحضر العرض عدد من المشاهير، من بينهم ريهانا الحامل، في زي أسود شفاف، والممثلتان الفرنسيتان إيزابيل أدجاني وكارين فيار والمغنية لوان ونجمة الإنترنت الإيطالية كيارا فيراني.

نساء أكثر وحروب أقل

ولاحظت مصممة “ديور”، أن الأزمة في أوكرانيا “باتت أقرب كثيراً. لكنّ العالم كان أصلاً في حالة حرب، فجائحة كوفيد كانت حرباً أخرى بطريقة ما”. وقالت “لقد عشنا شهوراً صعبة جداً”.

واعتبرت أن السياق يدفع “الموضة إلى جعل التكنولوجيا عمليّة أكثر للمرأة وللجسم”.

وأمكن للحضور في طريقهم إلى العرض الذي أطلق عليه عنوان L’era successiva (“الحقبة التالية”) وأقيم في حديقة تويلري الباريسية، الاطلاع على أعمال بالاسم نفسه للفنانة الإيطالية مارييلا بيتينشي، تعيد فيه رسم صور نساء من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، عبر قص عيون النساء وجعلها مزدوجة.

كذلك ترمز لوحة “سيدة مع قاقم” لليوناردو دافنشي ولكن بأربع عيون إلى قراءة جديدة نسوية لتاريخ الفن والنظرة الجديدة التي يغير تصور الأشياء، إذ إن ماريا غراتسيا كيوري معروفة بمواقفها النسوية وترى فيها رسالة مناهضة للحرب.

وأكدت كيوري، أن “المشكلة ثقافية وأبوية”، مضيفة “يجب إسناد المزيد من المناصب المهمة إلى النساء وسيؤدي ذلك إلى عدد أقل من الحروب، فالنساء لا يرغبن في الحروب”.

عصرنة سترة “ديور” الرمزية

من حيث التصميم، أجرت كيوري تغييراً جذرياً على “سترة البار”، وهي القطعة الأساسية الأنثوية جداً التي عبّرت عن مظهر “نيولوك” الجديد بعد الحرب.

فالسترة المبطنة عند الوركين وذات الأشكال الواسعة أصبحت قطعة عملية ذات شكل عصري مستقبلي.

وأوضحت المصممة أنها شاءت “تفكيكها وإعادة تكوينها وفق قاموس آخر”.

ونفّذت هذه التشكيلة بالتعاون مع شركة D-Air lab الإيطالية الناشئة.

وزودت إحدى السترات مثلاً نظام تدفئة متطوراً في الخلف بحيث تتيح العمل في الظروف الجوية القاسية.

أما الأحذية النسائية المطرزة ذات الأصابع المربعة المصنوعة بالتعاون مع روجيه فيفييه، فزودت بقماش تقني حول الكاحل، وكأنه شريط حماية.

وحضرت أيضاً كقطعة أساسية في ملابس المرحلة المقبلة لامرأة “ديور” الأحذية السوداء السميكة ذات الطراز العسكري.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى