د.جنان الحربي: أمطار الكويت الأخيرة ساعدت على انتشار فراشة “السيدة الملونة” والتي تعيش ٣ اسابيع فقط
أكدت الأستاذ المساعد في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب المتخصصة في علم الحشرات الدكتورة جنان الحربي ان أمطار الكويت الأخيرة ساعدت على انتشار فراشة “السيدة الملونة” وهي الفراشة المنتشرة حاليا والتي تزين معظم أرجاء دولة الكويت واسمها المتعارف عليه هو فراشة السيدة الملونة (فانيسا أو سينثياكاردوي) تسمى أيضا بالسيدة الحسناء التى تنتمي لعائلة الحورائيات وهي فراشة جميلة مميزة بجاذبية ألوانها، مشيرة إلى أنها تابعت بعض التصريحات بخصوص هذه الحشرة ولكن لم يتطرق أحد الى الأسباب العلمية التي ساعدت هذه الحشرة على الانتشار مقارنة ببقية الفراشات .
حيث بينت د.الحربي ان هذه الفراشة هي من الحشرات المهاجرة وهذا النوع من أكثر أنواع الفراشات نجاحا في رحلاتها الهجرية وبالتالي تعد من أكثر الأنواع انتشارا في العالم ماعدا المناطق الثلجية مثل القطب المتجمد الشمالي والجنوبي بالإضافة إلى قارة أستراليا، وطيران هذا النوع من الفراشات سريع جدا ويصعب القبض عليها حتى عند اقترابها من الأرض وذلك لكفاءة أداء جهازيها العصبي والهرموني. بالإضافة إلى ان جهازها العضلي الذي يعمل على امدادها الطاقة الحرارية أثناء الطيران، فتقضي معظم حياتها مهاجرة، فأفضل أن أطلق عليها أسم الفراشة المهاجرة تناسبا مع طبيعة حياتها.
و كشفت د.جنان الحربي انها قد تلقت العديد من التساؤلات عن سبب تواجد هذا النوع من الفراشات بالذات في معظم أرجاء الكويت؟ فقالت د.الحربي: أعتقد ومن خبرتي العلمية والعملية كوني متخصصة في علم الحشرات وتكيفاتها أن أحد أهم الأسباب الذي أدى الى انتشار هذه الحشرة هو يرقاتها التي تتميزباستراتيجية دفاعية غير معتادة تجعلها تنجو من الإفتراس مقارنة بالأنواع الأخرى من اليرقات. فلون جسم اليرقة رمادي داكن مغطى بالأشواك فيصعب على الطيور او الحشرات الأخرى أن تبتلعها. كما أنها تقوم بلف أوراق النباتات التي تقتات عليها وتثبتها بخيوط من حرير لتصنع منه غطاء صغيراً حول جسدها لتختفى فيه وانطلاقاً من الأمان الذي يوفره هذا الغطاء تزحف اليرقة حول الشجيرات التي تتغذى عليها خاصة في أوقات الفجر وهذه الأستراتيجة تمكنها من البقاء والأستمرارية المستقبلية بأعداد كبيرة مقارنة في يرقات الفراشات والحشرات الأخرى.
وإستطردت: والسبب الآخر هو قدرتها على التزاوج في جميع فصول السنة بما في ذلك فصل الشتاء ولكن بنسبة أقل ويعود السبب إلى الهجرة المستمرة التي تساعدها دوما في الحصول على البيئة الخصبة للتكاثر. ناهيك عن كمية البيض الذي تضعه ما يقارب 400-500 بيضة خضراء اللون بحجم رأس الدبوس مطابق للون ورقة النباتات كنوع من التمويه الـCamouflage ضد الافتراس. وتستغرق فترة نضوج أطوراها الحياتية أقل من 33 يوم لكي تصبح حشرة يافعة، وتعيش هذه الفراشة لمدة لا تزيد عن ثلاثة أسابيع وتتسارع بالتزاوج لتضع أكبر قدر ممكن من البيض وتنتج في السنه 8 أجيال، وهذه من اهم الأسباب التي أدت إلى أنتشارها وزيادة عددها بشكل ملحوظ وخاصة مع توفر الظروف البيئية المناسبة .
وأضافت: وبسبب ارتفاع معدلات الأمطار عن المعدل السنوي الطبيعي مما ساعد على تماسك التربة وازدهار الغطاء النباتي وعملية الإزهار بشكل أسرع فأصبح لدى هذه الحشرة بيئة خصبة للتغذية وللتكاثر مقارنة في السنوات السابقة، بالإضافة إلى ما تتميز به يرقة هذه الفراشة من حيث التنوع الواسع في التغذية الذي قد يتجاوز المئة نوع من النباتات المختلفة مثل فول الصويا ولسان الثور و البنجر والنباتات الشوكية وغيرها مقارنة ببقية اليرقات التي تعتمد على غذاء محدد يتكون من نوع أو نوعين من النباتات.
وأكدت د.الحربي قائلة: للعلم تهاجر هذه الحشرة في شهر مارس وابريل من فلسطين والإردن والسعودية وتصل إلى دولة الكويت، فهناك احتمالية أن يكون سبب أخر لارتفاع تعداد هذه الفراشة هي هجرتها إلى الكويت من الدول المجاورة مع حلول فصل الربيع، مبينة أنه لا يوجد مخاوف من الفراشة اليافعة ولكن هناك مخاوف على بعض المحاصيل الزراعية مع وجود الأعداد الهائلة من اليرقات التي ممكن أن تكون آفة تهدد الكفاءة الإنتاجية لمختلف المحاصيل الزراعية مثل العبدلي والوفرة.