د.جنان الحربي: «نيباه» ينتقل إلى البشر من الحيوانات أو الأطعمة الملوثة بإفرازاتها

قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة في قسم العلوم بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.جنان الحربي إن سيناريوهات الفيروسات وظهورها بشكل متسارع أصبحت تسبب رعبا وذعرا لدى الناس وصارت الفيروسات هي الشغل الشاغل للبشرية.
وأوضحت د.الحربي أنه في ظل جائحة فيروس كورونا المنتشرة في أنحاء العالم، أعلنت الصين عن ظهور فيروس نيباه مجددا، وهو أشد خطورة من فيروس «كوفيد-19»، حيث صرحت المدير التنفيذي لمؤسسة الطب الأوروبية جاياسري آير بأن جائحة «نيباه» يمكن أن تندلع في أي لحظة، ويمكن أن يكون الوباء العالمي التالي بعد «كوفيدـ19».
لذلك انتشرت تحذيرات من منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية بخصوص فيروس «نيباه» الذي تعتبره واحدا من 10 أمراض معدية تشكل أكبر خطر على الصحة العامة، فما هو هذا الفيروس وما مدى خطورته؟
وللعلم، إن فيروس «نيباه» هو فيروس معد ظهر في ماليزيا وسنغافورة عام 1998، وانخفضت العدوى تدريجيا في عام 1999، ولكنها لم تختف كليا، وجاءت تسمية هذا الفيروس نسبة إلى قرية نيباه الماليزية التي تعد بؤرة انتشار العدوى.
وتعتبر خفافيش الفاكهة من عائلة «بتيروبوديدا» هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه، حيث ينشر العدوى من خلال برازه وبوله ولعابه وإفرازات ما قبل الولادة.
وأضافت د.الحربي إن أول حالة إصابة بفيروس نيباه حدثت عندما لامست الخنازير في المزارع المنزلية الماليزية الخفافيش والثعابين التي فقدت موائلها بسبب تدمير الغابات، وعلاوة على ذلك، انتقلت العدوى أيضا للعديد من الحيوانات الأليفة بما في ذلك الكلاب والقطط والماعز والخيول والأغنام. وبالنسبة لجنس فيروس نيباه هو «هينيبا» وهو من عائلة «باراميكسوفيريدي» الذي يحمل حمض «ريبونيوكليك» ويرتبط ارتباطا وثيقا بالفيروس المميت «هندرا» الذي يصيب الخيول خاصة، وقد حذرت منه منظمة الصحة العالمية مؤخرا.
بإمكان فيروس «نيباه» أن ينتقل إلى البشر من الحيوانات، أو الأطعمة الملوثة بإفرازاته، وللأسف يمكن أيضا أن ينتقل مباشرة من الإنسان إلى الإنسان مثل فيروس «كورونا».
وتبعا لمنظمة الصحة العالمية، يقدر معدل الوفيات البشرية من عدوى نيباه ما بين 40 و75%، وتتسبب العدوى بمجموعة من الأعراض مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.
عن فترة الحضانة قالت د.الحربي: عادة ما تكون بين 4 إلى 14 يوما بعد التعرض للفيروس، وتظهر أعراض عديدة مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع، والسعال والتهاب الحلق وصعوبة في التنفس وآلام البطن والغثيان وعدم وضوح الرؤية، قد تتبع ذلك مرحلة من تورم والتهاب الدماغ وأعراض الخمول والنعاس والصرع، والتي يمكن أن تتقدم بسرعة إلى غيبوبة في غضون 24 الى 48 ساعة بعد الحضانة.
وأضافت د.الحربي: لأنه لا توجد في الوقت الحالي علاجات ولقاحات متاحة للمصابين بهذا الفيروس ويكمن العلاج في الرعاية والمتابعة الصحية، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بالتعجيل بالأبحاث العلمية فيما يتعلق بفيروس «نيباه» حتى لا يعود انتشاره مرة ثانية ويصبح وباء عالميا جديدا.