د.خالد الصالح: «كورونا» غيَّرت خطط مكافحة المخدرات عربياً
أكد أمين عام الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان د.خالد الصالح أن أزمة كورونا تسببت في تغيير خطط مكافحة المخدرات في العالم العربي، لافتا إلى أن الاجتماع الأخير لأعضاء الاتحاد من كل الدول العربية والذي عقد في القاهرة قبل أربعة أشهر تم التأكيد خلاله على أن الوبائيات التي اكتسحت العالم لها مردود سيئ على متعاطي المخدرات، حيث يتوفى الكثير منهم بسبب زيادة الجرعة، والتي يعتقد بعض المتعافين أن الجرعة تجنبهم الإحباطات والاضطرابات، لاسيما للذين أقلعوا عن المخدرات منذ فترات قصيرة، وكان هذا الإحباط النفسي سببا لعودتهم للتعاطي دون الاعتبار إلى نظافة جسدهم من هذه السموم وبالتالي تكون الجرعة المعتادة لديهم قاتلة.
وأشار الى أن الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان لاحظ أن تجار المخدرات لم تردعهم هذه الجائحة عن محاولة نشر السموم بين الشباب، كما لم تشهد التقارير إلى انخفاض نسب التعاطي في كثير من الدول العربية، مضيفا أن المتعاطين عن طريق الحقن قد زادت لديهم في السنوات العشر الماضية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالمناعة ويخشى على هؤلاء المرضى المتعاطين مضاعفات إصابتهم بمرض الكورونا. مؤكدا أن هذا الأمر جعل الاتحاد يبدأ بحملة توعوية من أجل التحذير من زيادة نسبة الوفيات للمتعاطين عن الفيروسات والوبائيات الفيروسية.
وأشار الى أن الاجتماع الذي عقد في القاهرة وترأسه رئيس الاتحاد د.أحمد جمال ماضي أبوالعزائم قد حضره وفود من دول عربية أكدت جميعها على أهمية التوعية وأنها عملية غير منقطعة والهدف منها ليس فقط توعية المجتمع لاسيما الشباب بأضرار المخدرات، وكذلك توعية المتعاطين بخطورة التغيرات الوبائية والاجتماعية وكذلك توعية المقلعين المتعافين من التعاطي بالمخاطر الكبيرة حين عودتهم إلى التعاطي مما قد يفقدهم حياتهم.
وقد بينت إحصائيات الاتحاد أن النظافة الكيميائية من المخدر تحقق نجاحات كبيرة، لاسيما مع تقدم طرق التخلص من السموم، هذا ويواجه المدمن تحديا كبيرا في الإدمان النفسي والذي قد يمتد لسنوات طويلة، ويخشى أن يكون الإدمان النفسي أحد أسباب الانتكاسات الملاحظة في فترة كاسحات كورونا وغيرها مما يتوجب توعية المتعافين بضرورة زيادة التواصل مع مجموعات الدعم والتي قل تأثيرها بسبب الكاسحة.
ودعا الاتحاد إلى استخدام وسائل التواصل الحديثة بالمخاطبة عن بعد من أجل إحياء المجاميع الداعمة والتي سعى الاتحاد لتشكيلها في أغلب الدول العربية من أجل المحافظة على صمود المتعافين تجاه الضغوط النفسية من أجل العودة للتعاطي.