د.طارق الشيخ: “Covid19” أثر بشكل خطير على توريد السلع الغذائية حول العالم
أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت د.طارق الشيخ على أهمية وعي العالم بمدى اهمية وضرورة مواجهة العدو الخفي المتمثل في جائحة فيروس COVID19، الذي أثر على أكثر من 4 ملايين شخص، وأفقد حياة أكثر من 311 ألفًا شخص حول العالم حتى الآن.
و اشار د.الشيخ، خلال مداخلة له في اطار ندوة مرئية عبر شبكة الانترنت حول “ادارة سلسلة التوريد خلال أزمة جائحة فيروس COVID19″، والتي عقدت بالشراكة مع الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، ووزارة التجارة والصناعة الكويتية، والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، ان هذه الجائحة فرضت على اغلب الدول الإغلاق الكامل للحدود والمدن، والموانئ والمطارات، واغلاق المدارس مما أدى لزيادة البطالة واضطراب الاقتصاد العالمي، وان هذا يؤثر بشكل خطير على سلاسل التوريد للسلع الغذائية والأساسيات ويفرض وضعًا طبيعيًا جديدً.
وبين د.الشيخ قائلاً: نحن نضع الصحة والسلامة أولاً، بينما نحاول الاستجابة لتأثير التدابير الاحترازية على الاقتصاد والتجارة وإنتاج الغذاء والاحتياجات الأساسية والخدمات اللوجستية والنقل، بالإضافة إلى إدارة شبكة الأمان الاجتماعي الطارئة، اذ يجب أن نتأكد من أن الأساسيات تتدفق بشكل سلس ومنظم خلال تطبيق الإجراءات الصارمة للتعامل مع الوباء ولا تترك أحدًا خلف الركب وأن نتأكد من توافر الأمن الغذائي للمجموعات ذات الظروف المعيشية الضعيفة والذين فقدوا دخلهم، وتوافر الأدوية والخدمات الطبية وتزويدهم بالمساعدات الأساسية (سواء كانت رعاية صحية أو اجتماعية أواستمرار التعليم المستمر).
و اعتبر انه في الدول التي تعتمد في الغالب على استيراد المواد الغذائية، تتمثل هذه القيود في جميع أنحاء العالم بشكل رئيسي في الخدمات اللوجستية والنقل وكذلك انخفاض في إنتاج الأغذية المصنعة، بسبب إجراءات الإغلاق والسلامة على العمال، ويكون لها تأثير خطير على تأمين تدفق الإمدادات على المدى الطويل، وهذا يتطلب تخطيط الاستجابة الاستراتيجية ونظم المعلومات ومراقبة السوق للعرض والطلب والنقص إلى جانب المراجعة الجادة لاستراتيجيات وسياسات الزراعة وإنتاج المحاصيل الوطنية، يتطلب أيضًا خططًا لإصلاح الصناعات الزراعية (بما في ذلك الثروة الحيوانية والسمكية) والتأكد من وضع الحوافز المالية والتدابير الاقتصادية بالإضافة إلى حلول الخدمة لوضع المزارع غير المنتجة في دورة الإنتاج وإنشاء مزارع منتجة جديدة.
واكمل: وهذا ينطبق كذلك على السلع الاساسية وإنتاج السلع عالية القيمة والثروة الحيوانية والسمكية، مما يتطلب يد عاملة كثيفة، كما أن مصانع تجهيز الأغذية ومركز توزيع الأغذية التي تتطلب عمالة مكثفة تتطلب إجراءات صارمة للغاية للصحة والسلامة للعاملين الذين هم في الغالب أجانب، وذلك لمواصلة الإنتاج والتوزيع الآمن والصحي، وعلى سبيل المثال، لقد شهدنا زيادة الإصابة بين العمال في الجمعيات التعاونية في الكويت في الأسبوع الماضي.
واوضح الشيخ ان استخدام التقنيات الرقمية لتنظيم وإدارة الوصول إلى الغذاء والدواء يعد أداة مهمة لإدارة العرض والطلب وتنظيم الاستهلاك المفرط، ولكن يمكن أن يحرم كبار السن وأولئك الذين هم ضمن الفئات ذات الدخل المنخفض للوصول المحدود إلى هذه الخدمات وللحصول على احتياجاتهم الأساسية، وعليه، فإن استراتيجية إدارة سلسلة التوريد وخطة الاستجابة سوف تؤخذان في الاعتبار بشكل أساسي للنظر في الحلول والخيارات والبدائل المختلفة لمراقبة الأسواق العالمية والمحلية، وإدارة النقل والخدمات اللوجستية، وضمان الدعم المالي والحوافز للمزارعين المحليين ومنتجي الأغذية المصنعة وإدارة شبكات الأمن الاجتماعي بالنسبة للاشخاص ذو الظروف المعيشية الضعيفة.
واضاف: كما يجب اللجوء الى شراكات مختلفة مع المنظمات غير الحكومية والتعاونياتوالقطاع الخاص من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي يجب أن تتم إدارتها بشكل فعال من قبل مركز إدارة سلسلة الإمداد المتصل بالشبكة عالميًا وإقليميًا ومحليًا مع بيانات محدثة من الموانئ إلى المخازن وتجارة التجزئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والمعلومات الرقمية ذو قاعدة بنية التحتية جيدة.
واوضح: قد وضعت منظمة الأمم المتحدة مبادئ توجيهية وأدوات تعالج التحديات المطروحة وتستجيب للحلول وضمن هذا الوضع العالمي الجديد حيث تتطلع معظم الدول الأعضاء إلى حلول داخلية للتعامل مع التحديات المحلية الناشئة عن الوباء، وضعت الأمم المتحدة كل جهودها والقدرات المتعددة الأطراف في التضامن العالمي للحصول على استجابة موحدة ومنسقة تضمن عدم تخلف أحد عن الركب.