ترندهاشتاقات بلس

د.عيسى الأنصاري: إلغاء الدورة الـ 45 من معرض الكتاب أو تأجيلها لا يزالان قيد النقاش

أسوة بمعارض البحرين والرياض وأبوظبي... مع انشغال مشرف بالمحاجر الصحية

هل سيؤجل فيروس كورونا معرض الكويت للكتاب الـ 45 أسوة بمعارض دول مجلس التعاون الخليجي، سؤال بدأ يتردد بكثرة خلال هذه الفترة لاسيما أن مقر معرض الكتاب بمنطقة مشرف تستخدمه وزارة الصحة محاجر صحية. «الجريدة» سألت المعنيين بمعرض الكتاب، حيث قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

د. عيسى الأنصاري، إن «ما يتردد راهناً ليس أمرا حتميا، فمسألة إلغاء الدورة الـ 45 من مهرجان الكتاب أو تأجيلها لم تزل قيد النقاش»، مستدركاً «ولكن بالفعل هناك توصية بهذا الأمر من مجلس أمناء المجلس تم عرضها على وزير الإعلام محمد الجبري».

من جانبه، قال مدير معرض الكتاب سعد العنزي، انه في ظل الظروف الحالية ستتعذر إقامة المعرض؛ لأن أرض المعارض مقر معرض الكتاب مستخدمة من وزارة الصحة كمحاجر صحية حتى الآن.

وبدوره، حذّر رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد من قتامة الوضع بصناعة النشر، مبينا انه إذا لم تتدخل الحكومات العربية بتخصيص مبالغ مالية من التي تم تخصيصها من الحكومات لمجابهة التداعيات الاقتصادية من تأثير «كورونا»، بتخصيص جزء منها لقطاع النشر فسينهار هذا القطاع، وستتوقف صناعة النشر في عالمنا العربي، وطبعا توقّف الصناعة في عالمنا العربي شيء سيئ جدا، سيؤثر على نمو وازدهار وطننا العربي في الفترة القادمة.

في ظل استمرار فيروس كورونا والحاجة الملحة إلى بقاء المحاجر الصحية بمنطقة مشرف- مقر معرض الكتاب السنوي، بدأ شبح تأجيل معرض الكويت للكتاب الـ 45 أو إلغائه يفرض نفسه.

“الجريدة” تابعت هذا الموضوع، واستطلعت آراء بعض المسؤولين عن تنظيم المعرض. فقال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري، إن “ما يتردد راهناً ليس أمرا حتميا، فمسألة إلغاء الدورة الـ 45 من معرض الكتاب أو تأجيلها لم تزل قيد النقاش”، مستدركاً “ولكن بالفعل هناك توصية بهذا الأمر من مجلس أمناء المجلس تم عرضها على وزير الإعلام محمد الجبري”.

وأوضح الأنصاري أن “هذه التوصية تأتي اتساقاً مع قرارات وزارات الثقافة والهيئات المعنية بمعرض الكتاب في دول مجلس التعاون الخليجي التي ألغت معارض الكتاب فيها، لاسيما التي كانت المقررة في الأشهر الماضية”.

من جانبه، قال مدير معرض الكتاب سعد العنزي، انه في ظل الظروف الحالية ستتعذر إقامة المعرض؛ لأن أرض المعارض مقر معرض الكتاب مستخدمة من وزارة الصحة كمحاجر صحية حتى الآن، مضيفا “ولا نعرف متى نستطيع تسلم القاعات لتجهيزها، لاسيما أن الإعداد للمعرض يحتاج إلى فترة تحضير طويلة، وإن لم يحدث أمر جديد أعتقد أنه سيتم تأجيل هذه الدورة من المعرض المقرر تنظيمها في نوفمبر المقبل”.

وأضاف العنزي أن الأمور ستكون واضحة بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، لكن كلما مضى الوقت فلن يكون ذلك في مصلحة إقامة المعرض، لاسيما أن شحن الإصدارات أيضاً يحتاج إلى وقت، وكذلك عملية فرزها، مما يصعب سير الأمور بسلاسة في ظل استمرار جائحة كورونا وتوابعها من التباعد الاجتماعي والحظر وتقييد حركة الإنسان.

يذكر أن معرض الكويت الدولي للكتاب شرع في تسجيل دور النشر الراغبة في المشاركة بالدورة الـ 45 من المعرض عبر الموقع الإلكتروني منذ شهر مايو الماضي.

 الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري ومدير معرض الكتاب سعد العنزي وجمال الملا

تأجيل أو تعليق

وكانت مملكة البحرين أولى الدول التي أعلنت تأجيل معرض الكتاب أو تعليقه، ففي الثلث الأول من مارس الماضي، أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار تأجيل فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب 2020 في نسخته التاسعة عشرة، والتي كان من المقرر انطلاق فعالياته في 25 مارس الماضي، ولم تحدد الهيئة الموعد الجديد لإقامة المعرض.

وقالت هيئة البحرين للثقافة والآثار، في بيان، إن معرض البحرين الدولي للكتاب، الذي تم اختيار دولة الكويت لتكون ضيف شرف نسخته التاسعة عشرة، وتنظمه الهيئة كل عامين، يشكل ركيزة أساسية من ركائز النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة، إذ تنطوي هذه التظاهرة الثقافية على العديد من الدلالات الإيجابية التي تعكس في مجملها اهتمام المملكة ممثلة في قيادتها الحكيمة بالثقافة بتنويعاتها المختلفة انطلاقا من أنها المرآة الحقيقية للشعوب.

واستدرك البيان: “لكن يتعذر تنظيم هذه الدورة من المعرض في ظل الظروف الراهنة، لذلك سيتم تأجيلها إلى موعد آخر سيحدد لاحقا”.

في الشهر ذاته، كانت وزارة الثقافة السعودية أعلنت تأجيل موعد انعقاد معرض الرياض الدولي للكتاب لأسباب وقائية تتعلق بفيروس كورونا، وجاء قرار التأجيل استجابة للتوصية الصادرة عن اللجنة المشكّلة للنظر في الأوضاع الصحية بالمملكة، وكإجراء احترازي حرصاً على سلامة زوار المعرض والعاملين فيه.

أسباب وقائية

وكان من المقرر أن يقام المعرض في الرياض خلال الفترة من 2 حتى 11 أبريل الماضي، وقالت الوزارة، في بيان، إنه تقرر تأجيل موعد انعقاد الدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب لأسباب وقائية تتعلق بفيروس كورونا، واستجابة للتوصيات الصحية الرامية إلى تأجيل الفعالية لما يترتب عليها من مخاطر صحية.

أما دائرة الثقافة والسياحة– أبوظبي، فكانت قد أعلنت تأجيل الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي كان من المقرر عقده في أبريل الماضي، كما تأجل أيضاً معرض دبي للكتاب.‬

محمد رشاد: صناعة النشر ستتوقف في عالمنا العربي

بدوره، قال رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، إن صناعة الكتاب والنشر في العالم العربي، صناعة ضعيفة وليست قوية، لأنه يوجد فارق منذ نشأتها في أوروبا سنة 1440م على يد يوحنا غوتنبرغ، أي أكثر من 4 قرون بيننا وبينهم، مشيرا إلى أن بفضل هذا الفارق الزمني أُسست لديهم القواعد والأسس، وأصبحت صناعة قوية جدا، بينما في عالمنا العربي دخلت الصناعة من نحو 200 سنة، ومازالت القواعد لم تؤسس.

من أجواء افتتاح أحد معارض الكويت للكتاب السابقة

وأضاف: “الحقيقة أيضا في الغرب انتبهوا لنقطة مهمة، وهي أن أساس أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية هي التنمية الثقافية، ولذلك فإن الدول المتقدمة هذه تنفق على قطاع الثقافة، وخاصة قطاع النشر، حيث إن الكتاب هو الأداة الأولى للثقافة والتعليم، وطبعا لا توجد جهات حكومية تمثّل قطاع النشر هناك، إذ يمثّله القطاع الخاص، إضافة إلى المراكز البحثية والجامعات، ولذلك فالصناعة عندهم قوية جدا، وتعتمد على نقطة مهمة جدا، هي أن الناشر هناك يقوم بعمله فقط كناشر، ويسمى في علم المكتبات “ناشر نقي”، أي أن دوره فقط عملية النشر”.

وفي حديث عن حقيقة عمل الناشر في البلدان العربية، قال: “إن حلقات النشر 3، هي المؤلف والطابع والموزع، والذي يدير العملية هو الناشر، بينما نحن في عالمنا العربي الناشر يقوم بكل شيء؛ بالطباعة والتوزيع وكل مشتملات صناعة النشر، وبالتالي يطلق عليه “ناشر غير نقي”، لأنه يكون محملا بأعباء كثيرة، وذلك من أهم أسباب ضعف الصناعة، أنه غير متفرغ لعملية النشر فقط”.

وحول اختلاف تعامل الدول المتقدمة والدول العربية مع دور النشر والمكتبات، ذكر أن الدول المتقدمة تساعد الناشرين بشكل كبير ومباشر من حيث وجود ميزانيات مخصصة من الحكومات لتدعيم المكتبات المدرسية والجامعية والمراكز البحثية والمراكز الثقافية، ومع الأسف أن الثقافة في عالمنا العربي تعتبر نوعا من الكماليات أو الترف، وهي أقل في الإنفاق بالنسبة للحكومات العربية، وعندما يتم تخفيض ميزانيات في العالم العربي يتم تخفيض ميزانيات وزارات الثقافة، وعليه يتم تخفيض المبالغ المرصودة في اقتناء الكتب، ولذلك الناشر في العالم العربي يعتمد على القارئ بنسبة لا تقل عن 75 – %80، والجهات الرسمية والحكومية من المفروض أن تدعم بنسبة بسيطة ما بين 15 و%20، بينما في الدول المتقدمة الناشر يعتمد على 75 – %80 على الجهات الحكومية”.

ويحذّر رشاد من قتامة الوضع بصناعة النشر، مبينا انه إذا لم تتدخل الحكومات العربية بتخصيص مبالغ مالية من التي تم تخصيصها من الحكومات لمجابهة التداعيات الاقتصادية من تأثير “كورونا”، بتخصيص جزء منها لقطاع النشر سينهار هذا القطاع، وستتوقف صناعة النشر في عالمنا العربي، وطبعا توقّف الصناعة في عالمنا العربي شيء سيئ جدا، سيؤثر على نمو وازدهار وطننا العربي في الفترة القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى