ذكاء اصطناعي يكتب منشورا علميا عن نفسه
أطلقت باحثة سويدية تحديا غير عادي لذكاء اصطناعي، وهو أن يحرّر منشورًا علميًا عن نفسه، وكان عليه أن يُثبت قدرته على كتابة هذا النوع من المنشورات.
ووفق موقع ”trustmyscience“ العلمي، قالت العالمة السويدية ألميرا عثمانوفيتش ثونستروم إنها تكتب ”أطروحة جامعية مكوّنة من 500 كلمة حول الذكاء الاصطناعي (GPT-3) تتضمن إضافة مراجع واقتباسات علمية داخل النص“.
وبحسب التقرير، الذي نشره الموقع، السبت الماضي، هذا الذكاء الاصطناعي عبارة عن خوارزمية لتوليد النص طوّرتها شركة OpenAI.
ويرتبط مصطلح ”الذكاء الاصطناعي“، وفقًا لتعريف مجلس أوروبا بـ“تخصص شاب عمره حوالي ستين عامًا، يجمع بين العلوم والنظريات والتقنيات، والهدف منه هو الحصول على آلة تقلد القدرات المعرفية للإنسان“.
وتتمثل مهمة ألميرا عثمانوفيتش في دراسة علم الأعصاب وتكنولوجيات الصحة.
وألقت هذه العالمة هذا التحدي للذكاء الاصطناعي كتجربة بسيطة، إلا أنها أمام جودة النص الذي أنتجه الذكاء الاصطناعي GPT-3 أصيبت ”بالذهول“ كما قالت في بيان صحفي.
وأضافت ثونستروم، أنه عندما بدأ الذكاء الاصطناعي في الكتابة ”شعرتُ أن الكتابة مشابهة لأي مقدمة أخرى لمنشور علمي جيد. لقد بدأت الخوارزمية في كتابة أطروحة حقيقية مليئة بالاقتباسات الفعالة، ووضعِها في سياقات مناسبة. لقد انتابني الشعور بعدم التصديق كالذي ينتابنا عندما ننظر إلى ظاهرة طبيعية: هل أرى حقًا القوس قزح الثلاثي هذا الذي يحدث أمامي“.
أمام نتيجة هذه المقدمة، عقدت ثونستروم العزم إذن على المضي قدمًا وجعل الذكاء الاصطناعي يكتب مقالة علمية كاملة.
وبمساعدة مستشارها ”Steinn Steingrimsson“ قامت بتزويد الذكاء الاصطناعي ”GPT-3“ ببعض التعليمات لكل فقرة، مع إعطائه أقل قدر ممكن من المعلومات. لذلك نُسب المقال إلى ثلاثة مؤلفين: GPT-3 في المقدمة، ترافقه ثونستروم وستينجريمسون.
واستغرقت كتابة المنشور العلمي، ساعتين، لأن هناك عددا قليلا من الدراسات فيما يخصه، وبالتالي فليس في متناول هذا الذكاء الاصطناعي سوى كمية محدودة من البيانات التي يمكن أن يحللها فيما يتعلق بموضوع المقال المطلوب منه: وهو الحديث عن نفسه.
وقالت ثونستروم ”بالمقارنة لو طُلِب منه أن يكتب مقالًا عن مرض الزهايمر لكان لديه الكثير من الدراسات حول الموضوع، والمزيد من الفرص للتعلم من الأعمال المتوفرة وزيادة دقة كتابتها“.
ونظرًا للنتائج الجيدة التي تم الحصول عليها من GPT-3، قرر الباحثون في النهابة إرسال المقال الذي كتبه هذا الذكاء الاصطناعي لغرض النشر.
وبعد أن تبناه موقع متخصص بالنشر العلمي يسمى ”HAL“ يتم الآن مراجعته من قبل المجتمع العلمي للتحقق من صحته والتصديق عليه.
وفي الواقع كافح العلماء أكثر من أجل نشر المقال المذكور، بسبب كل الشكليات غير المناسبة جدًا لمؤلف غير بشري.
وبصورة مسلية، اضطر العلماء إلى طرح أسئلة على الذكاء الاصطناعي، لتجنب أي عمل غير قانوني: هل لديك أي صراعات مصالح؟“ أجاب الذكاء الاصطناعي ”لا“. ”هل توافق على النشر؟“ فوافق على ذلك بقوله ”نعم“، مما أراح العلماء كثيرًا. إنهم ينتظرون الآن لمعرفة ما إذا كان المنشور سيحظى بالتصديق عليه أم لا.
وقالت ثونستروم: ”إننا نتطلع بنفاد صبر إلى ما يمكن أن يعنيه نشر هذا البحث، إن نُشِر، بالنسبة للأوساط الأكاديمية. ربما يتعيّن علينا أن نكف عن تركيز الاعتمادات والأمن المالي على عدد المقالات التي يمكننا إنتاجها. على أي حال فبمساعدة مؤلفنا الأول GPT-3 يمكننا إنتاج مقال واحد في اليوم“.
وأضافت ثونستروم أنه بالإضافة إلى مسألة السرعة هذه فإن التجربة تطرح أيضًا السؤال حول مفاهيم الملكية الفكرية وتعريف مَن هو المؤلف.
وأخيرًا قالت ثونستروم ”كل ما نعرفه أننا فتحنا الباب. نأمل فقط ألّا نطل منه على متاعب ومصاعب“.