رئيس جمعية المعلمين الكويتية: مناهجنا الدراسية لا تواكب المتطلبات العالمية ولابد من إعادة النظر بالمنظومة
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين حمد الهولي أن علاقة الجمعية بوزارة التربية تشاركية تكاملية وكلنا نعمل على مصلحة المنظومة التربوية ولكن ليس كل مرة تكون هذه العلاقة «سمنا على عسل»، مضيفاً: لمسنا تعاونا من قبل وزارة التربية معنا خاصة في الفترة الأخيرة من خلال الكثير من المقترحات والحلول للقضايا التربوية والتعليمية التي قدمتها الجمعية. وقال الهولي في لقاء موسع أجرته معه «الأنباء» إن المناهج الدراسية لا تواكب المناهج والمتطلبات العالمية، مطالبا وزارة التربية بإعادة النظر في العملية التعليمية بكل عناصرها للارتقاء بمخرجات النظام التعليمي ومواكب الثورة المعلوماتية.
وفيما يتعلق بموضوع التوجيه الفني، ذكر الهولي أن للتوجيه الفني هيكلا وظيفيا فنيا، بينما الهيكل المدرسي غير معتمد في ديوان الخدمة المدنية وبالتالي ظهرت مشكلة في الرئيس المباشر والرئيس الذي يليه في عملية التقييم، مؤكدا ضرورة إشراك التوجيه الفني في عملية التقييم من خلال البنود الفنية.
وكشف الهولي عن العديد من المطالبات والمقترحات التي تقدمت بها الجمعية منذ تسلم مجلس الإدارة الذي يترأسه في أكتوبر من العام الماضي زمام أمور الجمعية لخدمة أهل الميدان التربوي والعملية التعليمية، معددا الملفات التي طالبت الجمعية بسرعة معالجتها لتحقيق الاستقرار في الميدان التربوي ومنها مشكلة الهيكل الوظيفي ومكافآت الممتازة والأنصبة المرتفعة للمعلمين وبدلات الشاشة والمناطق النائية وغيرها من القضايا المهمة التي تحتاج إلى علاج.
وتطرق اللقاء إلى اختبارات الثانوية العامة، حيث ذكر رئيس جمعية المعلمين أنها تسير بسلاسة، إلا أنه جدد التأكيد على ضرورة التشدد في تطبيق لائحة الغش وعدم التهاون، حفاظا على مستقبل أبنائنا الطلبة، فإلى تفاصيل اللقاء:
ما تقييمكم لأداء عمل مجلس الإدارة منذ تسلمكم زمام أمور الجمعية؟
٭ لله الحمد منذ أن تسلمنا مجلس الإدارة في شهر أكتوبر من العام الماضي حققنا العديد من الإنجازات جميعها تصب في صالح أهل الميدان والعملية التعليمية وعملنا على رعاية المعلمين والدفاع عن قضاياهم وتقديم المقترحات التي تسهم في تطوير العملية التعليمية والتي من ضمنها التوجيه الفني، ومن أهم القضايا التي طالبت بها الجمعية المطالبة بسرعة صرف مكافأة الأعمال الممتازة، وضرورة حل مشكلة الأنصبة المرتفعة للمعلمين، والمطالبة ببدل الشاشة، وسرعة صرف مكافأة الفرق العاملة في جائحة كورونا، وبدل المناطق النائية للمعلمين العاملين في منطقة الوفرة، والتأكيد على التعليم الحضوري مدعوماً بالتعليم المدمج، والمقترحات لحل قضية الوظائف الإشرافية، وضرورة وجود حل جذري لمشكلة الهيكل الوظيفي للتوجيه الفني، والحلول لمشكلة نقص العمالة، ومقترح تعديل مواعيد إجازة منتصف العام الدراسي، ومقترح تمديد عطلة منتصف العام الدراسي وطرح أهمية إصلاح التعليم بالإضافة إلى بالتعديل على القرار رقم 1 للعام الدراسي 2021/ 2022، وذلك بما يتناسب مع خصوصية كل مرحلة تعليمية (رياض الأطفال – المرحلة الابتدائية – المرحلة المتوسطة – المرحلة الثانوية)، كذلك صرف بدل التربية الخاصة للموجهين الفنيين أثناء الإجازات ومقترح رفع نسبة التخصص النادر لجميع المواد الدراسية وأيضا المطالبة بالاستعانة بخبرات المتقاعدين من أهل الميدان التربوي، واستمرار منح بدل المناطق النائية للعاملين بتلك المناطق أثناء تمتعهم بالإجازات أسوة بالمعمول به في وزارات الدولة الأخرى، وصرف مكافأة لجميع العاملين في تجهيز المنصات الإلكترونية وتصوير حلقات الدروس خلال فترة الجائحة، وطالبنا كذلك بصرف مكافأة لمعلمي المرحلة الثانوية المشرفين على اختبارات الصف الثاني عشر خلال شهر أغسطس من العام الدراسي 2020/ 2021، ومقترح بيع الإجازات للمعلمين عن الرصيد المجمد لعامي 2020 /2021، وكذلك مقترح بخصوص رواتب العطلة الصيفية للمعلمين والهيئة الإدارية للمدارس فيما يخص صرف مرتب العطلة عند حلول الموعد المحدد لبدئها وإذا زادت على شهر كما هو معمول في السابق، فيفضل أن تصرف رواتب شهري (يوليو – أغسطس) دفعة واحدة.
مقترحات مهمة
ماذا عن اللقاءات الجماهيرية التي تعقدها الجمعية مع أهل الميدان؟
٭ نهدف من خلال هذه اللقاءات إلى الاستماع لآراء ووجهات نظر أهل الميدان التربوي لدراسة واقعهم وقضاياهم المهمة لتطالب بها الجمعية وتوصيل صوت أهل الميدان من خلال لقاءاتها ومقابلتها مع المسؤولين والقياديين التربويين وتوصيل نتائج اللقاءات التي عقدتها الجمعية مع جميع فئات الميدان التربوي من مديري المدارس والمعلمين ورؤساء الأقسام والموجهين الفنيين.
كما أن الجمعية فتحت أبوابها للمعلمين لتقديم مقترحاتهم وشكواهم من خلال مكتب القضايا والاستشارات طوال أيام الأسبوع بالمقر الرئيسي والفروع بالجهراء والأحمدي ووفرت خدمة المستشار التربوي وكذلك المستشار القانوني لتقديم الاستشارات المختلفة للمعلمين والتي تم حل أكثر من 90% من القضايا التي تلقتها الجمعية خلال الفترة الماضية، وإضافة إلى ذلك بادرت الجمعية بتقديم مقترح لتخصيص أرض لإقامة نادي للمعلمين إلى المجلس البلدي وسيوفر هذا النادي البرامج الترفيهية للمعلمين وأسرهم.
كما أن الجمعية استمرت في طرح القضايا التربوية بشكل علمي مدروس ومنها إقامة مؤتمرها التربوي الرابع والأربعين خلال الفترة من 7 – 9 مارس 2022 لتطرح من خلاله موضوع «أولويات إصلاح التعليم ومتطلباته» بعد جائحة فيروس كورونا التي أضرت بقطاع التعليم بشكل مباشر، وكذلك الملتقى التربوي مع كلية التربية بجامعة الكويت بعنوان (التعليم تجارب وأفكار) خلال الفترة 16 – 17 مايو، والملتقى التربوي مع كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي لمعلمات المستقبل تحت عنوان (انطلاقة واعدة) وكذلك ملتقى (أهلاً معلمي) للمعلمين الجدد بحضور مميز لـ 800 معلم ومعلمة، وكذلك اللقاء مع المعلمات الجدد حول آليات تقويم الكفاءة.
اتفاقيات تعاون
الجمعية قامت بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع بعض الجهات، ما الغرض منها؟
٭ استطاعت الجمعية توقيع العديد من اتفاقيات التعاون المشترك نتج عنها تقديم أنشطة وخدمات مختلفة لأعضائها، ومنها الاتفاق مع كلية التربية الأساسية، وكذلك مع شركة قطاف التعليمية من دولة قطر، وكذلك مع مشروع خذ بيدي، والتعاون مع عيادة التسويق لخدمات الإعلامية والتسويق، وأكاديمية نمو التابعة للجمعية الكويتية للأسر المتعففة، وكذلك التعاون مع عهد Rethinkers لرعاية الموهبة والإبداع وأيضاً مبادرة الأمن الاجتماعي، والتعاون مع فريق الأيادي الخضراء البيئي كما ساهمت الجمعية خلال 8 شهور الماضية في تقديم أكثر من 200 يوم تدريبي في 60 ورشة وبرنامجا مختلفا لمواكبة التطورات العالمية وتنمية الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة والثورة الصناعية في التعليم لتحقيق رؤية الكويت 2035، وذلك من خلال أكاديمية إعداد القادة، وأكاديمية التنمية والابتكار، وأكاديمية الحرف بالإضافة للرحلة التدريبية السياحية في تركيا لتقديم دورة الكوتشينج، والندوة التربوية في الإشراف التربوي بين الإبقاء والإلغاء بالتعاون مع المجلة التربوية بجامعة الكويت، بالإضافة إلى دورات الوظائف الإشرافية المجانية، ودورات ICDL، والتوفل وقمنا بتقديم المسابقات المتنوعة للمعلمين والإدارات المدرسية والمتعلمين لإبراز المواهب وجوانب الإبداع المختلفة، ومنها مسابقات القرآن الكريم – والمسابقات الثقافية – ومسابقات كرة القدم على مستوى مدارس الكويت، وكذلك مسابقة معلم من ذهب، ومسابقة القصة القصيرة، والمسابقة الثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ومسابقة الملصق المهني، ومسابقة اللغة العربية ترجمان سعادتي، ومسابقة صنع حقيقة صديقة للبيئة لطالبات المرحلة الثانوية.
وبالنسبة لمشروع التأمين الصحي هل حقق أهدافه؟
٭ نعم هو مشروع ناجح وهو أحد مطالبات أهل الميدان التربوي، والجمعية بادرت بتخصيص تأمين صحي للمعلمين بأسعار خاصة ووصل العدد حتى الآن إلى 500 معلم ومعلمة شاركوا في التأمين الصحي.
وكيف ترى علاقة الجمعية مع وزارة التربية؟
٭ لا شك أنها علاقة تشاركية تكاملية وكلنا نعمل على مصلحة المنظومة التربوية، ولكن ليس كل مرة تكون «سمنا على عسل»، ونحن في مجلس الإدارة لمسنا تواصلاً مستمراً وتعاوناً جيداً من قبل وزارة التربية معنا خاصة في الفترة الأخيرة، فالجمعية تقدم مقترحات وحلولا للقضايا التربوية والتعليمية ولكن ليس بالضرورة أن تنال كل المقترحات الموافقة عليها، وذلك ظروف وإمكانات الوزارة.
امتحانات مريحة
كيف ترى سير عملية الاختبارات حاليا؟
٭ بصراحة كنا متخوفين من نقص العمالة والصيانة، لكن ولله الحمد لم تصلنا أي شكوى في هذا الجانب، وأرى أن الامتحانات مريحة وسلسة وكل الأسئلة من داخل المنهج والجميع يعمل للحفاظ عليها سواء من قبل القيادات التربوية أو من المناطق التعليمية والإدارات المدرسية.
البعض يطالب بإعادة النظر في لائحة الغش؟
٭ نحن نحارب هذه الظاهرة، واليوم الثقافة تغيرت ويجب تغليظ العقوبة والتشدد فيها حفاظا على مستقبل أبنائنا الطلبة الذين سيكونون قادة المستقبل في البلد ولابد أن تنتهي ثقافة الغش ومع تطبيق لائحة الغش على أي طالب يثبت عليه بالدليل انه غش في الامتحان.
وما تقييمك للعملية التعليمية؟
٭ من أهم الركائز التي نقيم بها العملية التعليمية، متابعة مخرجات التعليم عن بعد للمرحلة الثانوية، وأصبح مفهومها أشمل مع إضفاء المهارات كمناهج أساسية والابتعاد عن التلقين والمعرفة كما كان في السابق وتوظيف هذه المهارات لحل المشكلات، وهذا الشيء للأسف غير موجود مع أن الوزارة تعمل على حل هذه المشكلة لكن بشكل بطيء جدا.
وقد يكون الاستقرار السياسي عاملا مهما لرسم سياسة الوزارة، أضف إلى ذلك آلية التقييم وكيفية وضع النسبة للعملية التعليمية، كما أن وضع المنهج المساند يعتبر إقرارا بأن المناهج الدراسية لا تواكب المناهج والمتطلبات العالمية، لذلك التربية مطالبة بإعادة النظر في العملية التعليمية.
التوجيه الفني والتقييم
ماذا عن موضوع التوجيه الفني وإشراك الموجه في تقييم رئيس القسم؟
٭ مشكلة التوجيه الفني من المواضيع العالقة منذ سنوات والتي سبق لمجلس إدارة الجمعية السابقة تبنيها نظرا لأهمية هذا الجهاز في الارتقاء بالعملية التعلمية وفق الأعمال المنوطة به من خلال بطاقات الوصف الوظيفي لهم، وعليه استمر مجلس الإدارة الحالي في السعي لحل مشكلة التوجيه الفني كجزء من مشروع الهيكل الوظيفي لوزارة التربية ككل، وخلال الاجتماع مع الموجهين الفنيين طالبوا بعقد لقاء مع رئيس اللجنة التعليمية بمجلس الأمة د.حمد المطر للتباحث حول الموضوع الخاص بالتواجيه الفني، وتم توجيه الدعوة لرئيس اللجنة التعليمية لحضور اجتماع مع التواجيه الفنية، وقد حضر د.المطر مشكورا للاستماع إلى أهم الملاحظات، ثم قام بعقد اجتماع جمع بين وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية وجمعية المعلمين وممثلين من التواجيه الفنية لمناقشة ملف التوجيه الفني.
وأثناء مناقشة ملف التوجيه الفني في اللجنة التعليمية اتضح أن التوجيه الفني لديه هيكل وظيفي فني بينما الهيكل المدرسي غير معتمد في ديوان الخدمة المدنية، فاتضحت مشكلة في الرئيس المباشر والرئيس الذي يليه في عملية التقييم فاتفقت جميع الأطراف المعنية في الاجتماع على ضرورة إشراك التوجيه الفني في عملية التقييم من خلال البنود الفنية، فقامت وزارة التربية بإرسال مخاطبات لديوان الخدمة المدنية برغبتها في إشراك التوجيه الفني في عملية التقييم، ورد ديوان الخدمة المدنية بطلب آلية التقييم المعمول بها سابقا في وزارة التربية، وانتهت المخاطبات بين ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية بالموافقة على إشراك التوجيه الفني في عملية التقييم من خلال البنود الفنية وقد انتشر في الميدان التربوي تفسير خاطئ لتلك المخاطبات بعدم جواز مشاركة التوجيه الفني في عملية التقييم، فقامت جمعية المعلمين بتوضيح موافقة ديوان الخدمة المدنية على إشراك التوجيه الفني، وطالبت بضرورة تشكيل لجنة لبحث موضوع الهيكل الوظيفي وإعادة النظر وتصحيح التفسير المقدم من إدارة الموارد البشرية بوزارة التربية بخصوص مشاركة التوجيه الفني في عملية التقييم، فتم تشكيل لجنة في وزارة التربية لدراسة الهيكل الوظيفي وآلية مشاركة التواجيه الفنية في عملية التقييم وفق المراسلات التي تمت بين وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية، واللجنة كانت برئاسة وكيل وزارة التربية د.علي اليعقوب، وعليه تم إصدار قرار من وزارة التربية بآلية مشاركة التوجيه الفني في عملية التقييم من خلال البنود الفنية، وذلك نتاج مراسلات ومخاطبات بين الجهات المعنية وهي وزارة التربية واللجنة التعليمية بمجلس الأمة وديوان الخدمة المدنية.
تنسيق مستمر
أين وصلتم في قانون حماية المعلم؟
٭ القانون جاهز، وتم تقديم مسودة لأعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة وأيضا تم تشكيل لجنة من القانونيين المختصين لتلافي أي مشكلة في القانون ويوجد تنسيق مع اللجنة في هذا الجانب.
كيف ترى استعدادات وزارة التربية للعام الدراسي المقبل وهل يوجد تنسيق بينكم؟
٭ التنسيق مستمر، وطالبنا الوزارة بالاستعداد الجيد وتوفير العمالة والصيانة للمدارس قبل بداية العام الدراسي والمسؤولين في الوزارة وعدونا بأن كل الأمور ستكون جاهزة قبل بداية انطلاقة العام الدراسي.
وهل لديك أي تخوف من عملية الاستعداد؟
٭ المشكلة ليست متعلقة فقط بوزارة التربية بل في جهات أخرى حكومية وأهلية وهذا يوجد هاجس التخوف، ولكن نضع يدنا بيد وزارة التربية ونقدم لها أي شيء تحتاجه في هذا الشان لضمان العودة الشاملة.
هل من كلمة أخيرة؟
٭ كل الشكر والتقدير لجريدة «الأنباء» التي تولي اهتماما كبيرا للجانب التعليمي وجهودها واضحة من خلال تواجدها وتغطيتها لكل الأخبار والفعاليات والأنشطة التربوية والتعليمية.