رصد زوجين من النسر الأسود بوعباية ببر الشقايا في حدث غير متوقع
كونا — أعلن فريق عدسة البيئة الكويتية اليوم الثلاثاء أنه رصد زوجين من طيور النسر الأسود الأوروبي الآسيوي (الأوراسي) ويسمى بالعامية نسر (بوعباية) نظرا إلى سواد ريشه في حدث يعتبر نادرا وغير متوقع في مواسم الهجرة.
وقال عضو الفريق عارف العوضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إنه تم توثيق وصول نسر (بوعباية) إلى غربي الكويت هذا الشهر في طريق هجرته من شمال أوروبا الى جنوب أفريقيا وذلك قرب مشروع الشقايا للطاقة الشمسية المركزة التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية.
وأضاف العوضي أنه بفضل الكاميرات الاحترافية وشغف المتطوعين في فريق عدسة البيئة تم توثيق هذا النسر خلال عبوره للحظات رائعة في البلاد موضحا أن من أهم سلوكيات هذه الأنواع من النسور أنها تأكل الحيوانات النافقة ويجب أن نحميها من الانقراض.
وذكر أن طول هذا النسر يتراوح ما بين 98 و120 سنتيمترا وباع جناحيه ما بين 5ر2 و1ر3 متر أما وزنه فيتراوح ما بين 7 و14 كيلوغراما فهو واحد من أثقل الطيور القادرة على الطيران.
وبين أن لون ريش النسر الأسود الأوراسي يختلف تماما عن النسر الأسود وعنقه مغطى بالريش البني الغامق على الرغم من أن بعضها يمتلك أعناقا خالية من الريش ومنطقة وجهه خالية من الريش وهناك بقعة داكنة تحيط بعينيه كأنه يرتدي قناعا.
ولفت إلى أن النسر الأسود الأوراسي (بوعباية) يعتبر من نسور العالم القديم وهو مهدد بالانقراض وهو يعبر الكويت في فترة الخريف والربيع ويعد من أكبر أحجام النسور عبورا بالكويت وعادة هو نادر العبور ووجود أكثر من طائرين في آن واحد هو أمر غير متوقع.
وأشار العوضي إلى أن هذا النسر يصل إلى الكويت قرابة الغروب ويعود للتحليق والهجرة في صباح اليوم التالي حيث يحط في البلاد بضع ساعات فقط وهو يتبع رتبة الجوارح وفصيلة البازية وواحد من أكبر نسرين من نسور العالم القديم والنسر الأسود الأوراسي يختلف عن النسر الأسود.
وقال العوضي إن معظمها يعيش في إسبانيا وهناك أعداد من هذه النسور أعيدت إلى جنوب فرنسا كما توجد هذه النسور بشكل متقطع في اليونان وتركيا وفي أواسط الشرق الأوسط لكن حاليا 96 في المئة من هذه النسور تتكاثر في إسبانيا و تقريبا 4 في المئة باليونان.
وبين أنه يعشش في الأشجار وأحيانا على المنحدرات مثل معظم النسور الأخرى هذه النسور أحادية الزوجة ويتولى الأزواج بناء أعشاش ضخمة يعاد استخدامها كل عام ويفقس البيض بين 50 و 55 يوما من بعد وضعها.
وتابع أن هذه النسور حساسة ولديها نوع متخصص من الهيموجلوبين في دمائها مما يسمح لها بامتصاص الأكسجين بشكل فعال حتى على ارتفاعات كبيرة وهذه النسور تستخدم الرياح الحرارية لتطفو إلى هذه المرتفعات الكبيرة بحثا عن الجثث لتلتهم ما تبقى منها.
وأفاد بأنه في ال200 عام الماضية تناقصت أعداد هذا النسر بشكل كبير في معظم المناطق التي كانت تؤويه خاصة عن طريق التسمم وتدمير الموائل وتقليل الإمدادات الغذائية وفي العديد من البلدان الأوروبية (البرتغال وفرنسا وإيطاليا والنمسا وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا) انقرض هذا النوع من النسور لكن بفضل الجهود القوية في العديد من المشاريع المختلفة (مثل حماية مواقع التكاثر واتخاذ إجراءات ضد التسمم وبرامج الاستعادة) تتزايد الأعداد الآن ببطء، خصوصا في إسبانيا حيث يبلغ عدد السكان الآن أكثر من 2000 زوج.
وأشار إلى أنه علاوة على ذلك أدى مشروع إعادة التوطين الناجح في فرنسا إلى إعادة إنشاء الاعداد (أكثر من 25 زوجا) واليونان (حوالي 28 زوجا للتربية في المستعمرة الوحيدة المتبقية في البلقان). يبلغ إجمالي أعداد التكاثر الأوروبية (بما في ذلك تركيا وروسيا) حوالي 2800 زوج فقط.