رغم أزمات هزت الاتحاد الأوروبى.. إعادة انتخاب أورسولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية
أعيد انتخاب أورسولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية في تصويت حاسم جرى يوم الخميس، ومثل الاختبار الأعظم لإرثها السياسي، الذي تشكل عبر سلسلة من الأزمات التي هزت أسس الاتحاد.
وبعد خطابها في البرلمان الأوروبي، حصلت ميركل على 401 صوتًا لصالح تولي المنصب مقابل 284 صوتًا ضده، وهي أغلبية كبيرة لدعم ولايتها الثانية الممتدة لخمس سنوات.
وأشارت شبكة يورو نيوز، إلى أن النتيجة المريحة التي حصلت علهيا فون دير لاين ، هي دعم حاسم لقيادتها وتمثل تحولًا كبيرًا عن المرة الأخيرة التي واجهت فيها المنافسة، ففي عام 2019، نجحت في تحقيق ذلك بهامش قياسي ضئيل بلغ تسعة أصوات فقط.
ويتوج القرار أيامًا مكثفة من المفاوضات خلف الأبواب المغلقة، والتي شهدت لقاء فون دير لاين بشكل ودى مع المجموعات الرئيسية في البرلمان ، في بعض الحالات، عدة مرات – لضمان أكبر عدد ممكن من الموافقات.
وعلى الرغم من أن المجموعات الوسطية الثلاث المتمثلة في حزب الشعب الأوروبي، والاشتراكيين والديمقراطيين، والليبراليين في تجديد أوروبا كان لديها ما يكفي من المقاعد لإعادة تعيينها، إلا أن الخلافات الداخلية أشارت إلى حسابات غير مستقرة، مما أجبر فون دير لاين على التواصل مع الخضر والمحافظين والإصلاحيين الأوروبيين للحصول على دعم إضافي.
وقد ثبت أن انفتاحها على التحالف اليميني المتشدد، بقيادة إخوان إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني وحزب القانون والعدالة البولندي، مثير للجدل بالنسبة للقوى التقدمية، التي رأت في ذلك تهديدًا للائتلاف الوسطي، وسعت فون دير لاين إلى تهدئة هذه المخاوف من خلال الوعد بعدم التعاون المنظم مع مجموعة ميلوني وإعادة الالتزام بأهداف الصفقة الخضراء، التي تحدتها عائلتها من يمين الوسط بشكل متزايد.
كما إن الطبيعة السرية للتصويت تجعل من المستحيل تحديد من صوت لصالح أو ضد ترشيحها. لكن الخطاب الذي ألقته صباح يوم الخميس، والذي تضمن عدة إشارات واضحة إلى العمل المناخي، يشير إلى أن حزب الخضر هو الذي تصرف كصانع الملوك.
وعلى النقيض من ذلك، قالت مجموعة المحافظين الأوروبيين إن “أغلبية كبيرة من الوفود الوطنية” ستتحرك ضد المرشح، وأكد ممثل عن حزب شقيق إيطاليا الذي ينتمي إليه ميلوني أن مجموعة رئيس الوزراء صوتت ضد المرشح.
ولم يقتصر الأمر على حزب الخضر فحسب، بل إن كل المجموعات الوسطية حصلت على شيء ما من فون دير لاين.
وكان خطابها يتضمن أفكاراً مصممة بشكل واضح لتناسب الاشتراكيين، مثل مفوض جديد للإسكان وخريطة طريق لحقوق المرأة، والليبراليين، الذين يطالبون الدول الأعضاء باحترام سيادة القانون في مقابل تلقي أموال الاتحاد الأوروبي.
وقد شهد حزب الشعب الأوروبي إدراج عدد كبير من مشاريعه المفضلة في إرشادات فون دير لاين، مثل صندوق الدفاع الأوروبي، وزيادة عدد موظفي فرونتكس بمقدار ثلاثة أضعاف، و”التحقق من الشركات الصغيرة والمتوسطة والقدرة التنافسية” لتقليص البيروقراطية.
كما طرحت فون دير لاين أجندة جديدة لتطوير “شراكات شاملة” مع دول البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يعني الصفقات الممولة من الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير الشرعية.