رقية إبراهيم الشيخ: الشرف ليس في الجسد فقط!

لا يوجد هناك أسمى وأشرف من الشرف الحقيقي.

أحد الحكماء يحاكي ابنه قائلاً: يا بني لا تسمع لبعض المتخلفين من المجتمع الشرقي بأنه شرفهم تحكمه أجسادهم فقط!! إنما الشرف هو أنبل الصفات الإنسانية، الشرف هو في الكلمات، والعمل، والوعد، والحب، لا تكن يا بني شريفاً في أمر ما وأقل شرفاً في أمور أخرى بل كن شريفاً في جميع أمور حياتك.

هذه القصة تصور لنا معنى الشرف الحقيقي، الذي لا يباع ولا يشتري، بل هو قيمة إنسانية تسمو بصاحبها. ولكن مع الأسف الشديد الآن اختلط مفهوم الشرف بعقول البعض وأصبحنا نرى كيف يفسق الفاسق وفي اعتقاده بأنه نهض بأمته، ونرى كيف يسرق السارق وباعتقاده أنه يصب في مصلحة مجتمعه وأنه هناك حق هو أولى به، ونرى كيف يخون الخائن وأصبحنا لا نرى من الصواب إلا أصوات متخافتة، كادت أن تنتهي وتختفي بين ضجيج الفاسدين الذين اختلطت مبادئهم وأصبحوا يبيحون ما هو فاسد ليصب في مصالحهم الشخصية المتدنية التي تهدم المجتمع وتفسد عقول الأفراد. وأولئك الأشخاص وإن ارتفعت مراتبهم لا يزيدهم ذلك شرفاً، لأن الشرف الحقيقي هو شرف الأخلاق والعزة والكرامة، ولا تأتي إلا بالصفات الأخلاقية التي يتصف بها الإنسان الشرف أن تنهض بعقل البشرية، وتدافع عن الحق، ولا تتخلى عن مبادئك، مهما كلفك الأمر وأن تأخذ بأيدي الضعفاء والمساكين، وأن تكن صادقا مع نفسك، إن الشرف سمة إنسانية قائمة على الكرامة والمبادئ الراسخة، فهناك مقولة تقول من عاش بلا مبدأ مات بلا شرف!