أخبار العالم

رندة تقي الدين: لبنان إلى أين بعد اتفاق بكين؟

سعر صرف الدولار في لبنان وصل في البلد إلى مئة ألف ليرة والمصارف فيه مقفلة، والبلد دون رئيس مع حكومة تصريف أعمال معطلة والآمال السائد الوحيد في الأوساط الشعبية اللبنانية أن ربما اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية قد يؤدي إلى انفراج على صعيد الوضع في لبنان .
علما بأن الاهتمام السعودي الأول هو انفراج في الوضع في اليمن مع إيقاف هجمات الحوثيين .
ولكن إيران سلمت حزب الله اللبناني تدريب الحوثي كما أن حزب الله شريك إيران في حماية نظام الأسد في سورية .
فلا يمكن اليوم تجاهل نشاطات حزب الله الإقليمية واللبنانية في المفاوضات السعودية الإيرانية حول شروط تحسين العلاقات .
لاشك أن هيمنة حزب الله في لبنان ونفوذه أوصل لبنان إلى ما هو الآن مع مأساة اقتصادية ومالية وانهيار سياسي الجميع يعاني منه . فأمل اللبنانيين بانفراج نتيجة عودة العلاقات السعودية الإيرانية في محله ولو أن المسار طويل وصعب وأن الاهتمام الأساسي هو تهدئة اليمن فكل شيء مرتبط في هذه المنطقة.
و من مصلحة دول الخليج إيقاف انهيار لبنان وعدم تركه لحزب الله دون ضوابط وضمانات .
صحيح ان القيادات اللبنانية التي أعطت تغطية لحزب الله لها مسوؤلية كبرى في إيصاله إلى هذه النفوذ، ولكن السؤال اليوم كيف يكون تأثير المحادثات السعودية الإيرانية على نشاط حزب الله .
هل يوقف حزب الله مثلا تلفزيون المسيرة الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت للتهجم على السعودية؟ هل تتوقف إيران عن دفع وكلائها على التهجم على السعودية؟
ثم نهاية المطاف اذا كان هناك حل في المنطقة بين إيران والسعودية هل يسلم حزب الله سلاحه للشرعية اللبنانية أي الجيش اللبناني . ثم كيف يكون تصرف إسرائيل وهي هاجس الحرس الثوري الإيراني؟ حاليا الجانب الإسرائيلي يراقب هذه العودة للعلاقات الدبلوماسية بين القوتين الاساسيتين في المنطقة بحذر .
فعلى الصعيد اللبناني من السابق لأوانه استنتاج أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية ستؤدي إلى ارتياح داخل لبنان . فالمفاوضات بين وزيري خارجية السعودية وإيران لم تبدأ بعد، وفي هذه الأثناء الوضع الداخلي في لبنان يزيد تدهورا مع الانهيار المالي ونتائجه من فقر وبؤس على الشعب .
مالية حزب الله ليست في المصارف اللبنانية إذ إن للحزب مبالغ نقدية باهظة في مخابئ في الضاحية في بيروت ، وقيادة الحزب لا تتأثر بما يحصل من انهيار مالي في المصارف اللبنانية ولكن أبناء الضاحية هم كباقي الشعب اللبناني يعانون من أوضاع معيشية غير محمولة .
صحيح أن بعض اللبنانيين تمكنوا من إيجاد بدائل مثلا للكهرباء في الاعتماد على الطاقة الشمسية ليس فقط الأثرياء بل أيضا في القرى البعيدة عن العاصمة .
ولكن عموما الأوضاع المعيشية بالغة الصعوبة ولا يمكن ان تستمر على هذا النهج مع حزب عزل البلد عن أصدقائه الخليجيين .
فالمقاطعة الخليجية للبنان بسبب مواقف حزب الله وخدمته ومساندته لاعداء الدول الصديقة في طليعتها السعودية لن تتوقف إلا بتغيير أساسي في البلد وهو أن يكف حزب الله من التدخل في صراعات إقليمية لحساب إيران . دون ذلك لن يكون هناك خلاص للوضع في لبنان .
في الإطلالة الأخيرة لأمين عام حزب الله معلقا على عودة العلاقات بين السعودية وايران قال حسن نصر الله في خطابه يوم الجمعة” لا نريد أن نفتح مشكلا لأنهم يتصالحون” أي إنه لن يتهجم على السعودية وكان نهجا اتبعه لمدة سنوات بطلب من إيران ليتهجم على السعودية ويصدر اليها الكابتاغون وكل ما تطلبه ايران منه للتهجم على المملكة الأساسية لمساعدة لبنان .
واليوم ماذا بعد اتفاق بكين بين السعودية وإيران؟ هل فعلا للبنانيين أمل بالخروج من نفقهم يوما ما على ألا يكون بعد وقت طويل وانهيار كامل قد يعتمد ذلك على ما ستقدمه إيران للسعودية في المستقبل؟!

زر الذهاب إلى الأعلى