“رهاب المهرج”.. لماذا يصاب البعض بخوف شديد من المهرج؟
على الرغم من أن المهرج مرتبط بأجواء الفرح والبهجة، فإن كثيرين يشعرون بالخوف منه، ويفضل آخرون عدم رؤيته أو الاقتراب منه.
هذا ما يطلق عليه الخبراء النفسيون “رهاب المهرج” أو “كولروفوبيا”، وهو اضطراب رهابي يسبب قلقا وسرعة في دقات القلب وغثيانا وتعرقا غزيرا عند رؤية مهرج أو صورة له.
لماذا يحدث رهاب المهرج؟
وفقا لخبير اضطرابات الرهاب الدكتور آدم كوكس فإن لا أحد يولد بخوف متأصل من المهرجين، قائلا: “في طفولتك ربما تكون قد قابلت شخصا لم تتمكن من رؤية وجهه كـ”بابا نويل” أو متنكر بزي حيوانات، أو حتى مهرج، ونظرا لأن وجوه الشخصيات السابقة محجوبة بالأقنعة أو المكياج، فإن قراءة تعبيراتهم أو نواياهم تكون أكثر صعوبة”.
وأضاف: “عندما يغطي الأشخاص وجوههم لا يتسنى لنا التعرف على هويتهم، لذلك من المتوقع أن يتأخر دماغنا في الوثوق بالشخصية. وفي بعض الأحيان قد يستمر الخوف إلى ما بعد سنوات الطفولة الأولى، خاصة إذا كان اللقاء الأول للطفل مع المهرج غير سار تماما”.
من جانبها، قالت الدكتورة فرانسيس ماراتوس، وهي قارئة في علوم المشاعر: “الوجوه هي أحد أهم عناصر الاتصال غير اللفظي. والمهرجون بالذات يتمتعون بابتسامة “باردة”، لذلك لا يمكن لمن يراهم أن يعرف تماما نواياهم”.
وأكدت الدكتورة ماراتوس أن للمهرجين تاريخا طويلا في عالم الترفيه، إذ ظهر أول مهرج سيرك، وهو جوزيف جريمالدي، بإنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من ذلك، فإن نسبة كبيرة من الأشخاص يشعرون بعدم الراحة أو الاستقرار عند رؤيتهم على عكس الشخصيات التنكرية الأخرى.
وأوضحت الدكتورة ماراتوس أن الملامح الجسدية المبالغ فيها التي تظهر على المهرجين قد تخيف طفلًا سريع التأثر، خاصة عندما يرى عيونا كبيرة تحدق به.
ما الذي يحفز رهاب المهرج؟
بحسب مقال نشره موقع مستشفى كليفلاند كليينك، فإن الأسباب التي تحفز الإصابة برهاب المهرج بين الصغار هي:
1- حفلات أعياد الميلاد الصاخبة والحفلات التنكرية
2- السيرك والمهرجانات
3- مطاعم الوجبات السريعة التي تستخدم المهرجين للترويج لها
4- الأفلام والبرامج والإعلانات
من المعرض لخطر الإصابة برهاب المهرج؟
بحسب تقرير كليفلاند كلينيك، يؤثر رهاب المهرج على جميع الأعمار والأجناس، إلا أن دراسات عديدة أكدت أن الإناث أكثر عرضة للخوف من المهرجين.
ولاحظ الباحثون علامات رهاب الكولوفوبيا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
ويقول الأطباء إن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو أنواع أخرى من الرهاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالكولوفوبيا.