زعيم صرب البوسنة يهدد بإعلان الاستقلال
قال زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك، الجمعة، لحليفته صربيا، إنه يفكر بجدية في إعلان استقلال جمهورية الصرب المتمتعة بالحكم الذاتي دولة مستقلة عن بقية البوسنة، ما لم يتم حل الخلاف حول قانون الملكية.
وأثارت النزعة القومية الصربية المتشددة لدوديك وموقفه المؤيد لروسيا مخاوف من أن البوسنة قد تقسم مرة أخرى على أسس عرقية، بعد مرور أكثر من ربع قرن على انتهاء حربها الطاحنة.
وقال دوديك إنه يفكر بجدية في “اتخاذ قرار بإعلان استقلال، وانفصال جمهورية صرب البوسنة (صربسكا)، ما لم يتم حل قضية الملكية”.
ووفقاً للدستور، يجب على البرلمان الوطني اعتماد قانون ملكية يسري على جميع أنحاء البوسنة، لكن دوديك، رئيس جمهورية الصرب، يقول إن هذا يحرم منطقة الصرب في البوسنة من حقها في أراضيها وأنهارها وغاباتها.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في مؤتمر صحفي مشترك مع دوديك إن صربيا التي كانت حليفاً لصرب البوسنة خلال الحرب تعتبر اتفاق السلام الذي أنهى حرب البوسنة أمراً حاسماً لعمل البلاد.
وقال فوتشيتش: “سندعم دائما أي شيء تتفق عليه الشعوب الثلاثة المكونة له”، في إشارة إلى صرب البوسنة الأرثوذكس والكروات الكاثوليك والبوشناق المسلمين.
وأنهت اتفاقات دايتون للسلام لعام 1995 التي رعتها الولايات المتحدة ما يقرب من أربع سنوات من الحرب في البوسنة وقُتل فيها نحو 100 ألف شخص، عن طريق تقسيم البلاد إلى منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي، جمهورية صربيا التي يسيطر عليها الصرب والاتحاد الذي يتقاسمه البوسنيون والكروات وترتبطهما حكومة مركزية ضعيفة.
وقال دوديك: “أعتقد أن الرئيس (فوتشيتش) قد فهم رسالتنا بوضوح شديد وأن صربيا، بصفتها الضامن لاتفاقية دايتون للسلام، يجب أن تأخذ في الحسبان جميع التفاصيل المهمة للحفاظ على تلك الاتفاقية”.
وخلال السنوات الخمس والعشرين التي قضاها في السلطة إما كرئيس للمنطقة أو كرئيس للوزراء، عمل دوديك على تعزيز الحكم الذاتي لمنطقة الصرب.
واعتمد برلمان منطقته الإقليمية في ديسمبر (كانون الأول) للمرة الثانية قانونا بشأن الممتلكات غير المتحركة أعلن أن جمهورية الصرب هي المالك الوحيد للأنهار والغابات والأراضي الزراعية على أراضيها.
وألغت المحكمة العليا في البوسنة القانون مرتين.
ويقول خبراء قانونيون إن المشكلة ليست في القانون، لكن المنطقة لا تملك سلطة إصدار قانون يتعين أن يتبناه البرلمان الوطني.
والشهر الماضي، أمر دوديك المسؤولين الصرب بوقف جميع الاتصالات والتواصل مع سفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البوسنة، بعد أن انتقدوا خطابه التحريضي.