سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد د.كريستيان تودور: إعفاء الكويتيين من «الشينغن» لن يدخل حيز التنفيذ قبل 2023
عقدت سفارات الاتحاد الأوروبي وفرنسا والتشيك مؤتمرا صحافيا مشتركا في مقر سفارة التشيك يوم الخميس الماضي بمناسبة نقل رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي من فرنسا إلى التشيك بحضور سفير الاتحاد الأوروبي لدى الكويت كريستيان تودور، والسفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر ممثلة دولة الرئاسة السابقة للاتحاد، وسفير التشيك لدى البلاد ياروسلاف سيرو عن الرئاسة المقبلة للاتحاد.
في البداية، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد د.كريستيان تودور إن رئاسة الاتحاد الأوروبي تنتقل بين الدول الأعضاء بشكل دوري كل 6 أشهر، موضحا أن الدولة العضوة التي ستتولى الرئاسة الدورية تقوم بشكل مسبق بإعداد برنامجها المفصل الذي يضم المواضيع والأولويات التي ستتم مناقشتها من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.
وأضاف أن بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت عملت بشكل وثيق مع سفارة فرنسا خلال الستة شهور الماضية، وذلك من أجل مساعدتهم في تحقيق أهدافهم المرتبطة بالرئاسة الدورية، وأتطلع لاستمرار هذا التعاون الممتاز مع السفارة التشيكية والتي ستتولى الرئاسة الدورية بدءا من أول يوليو الجاري.
وأعرب تودور عن أسفه أن إحدى القضايا خلال الأشهر الستة الماضية كانت عودة الحرب إلى أوروبا وذلك من خلال العدوان الروسي على أوكرانيا، مشددا على أن أوروبا ستستمر في العمل مع أوكرانيا والشركاء الذين يتبنون وجهات النظر نفسها من أجل التصدي للعدوان الروسي، وفي نهاية المطاف سوف تنتصر أوكرانيا.
وأشار في نهاية كلمته إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت تلعب دورا مهما كذلك في تنظيم واستضافة اجتماعات دورية على مستوى رؤساء البعثات للدول الـ 17 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الموجودة في الكويت مما يعطي الفرصة لسفراء الاتحاد الأوروبي لتبادل وجهات النظر وتنسيق عملنا في الكويت.
تطورات «الشينغن»
وردا على سؤال حول آخر تطورات إعفاء المواطنين الكويتيين والقطريين من «الشينغن»، قال تودور: إن مجلس الاتحاد الأوروبي اتخذ قرارا الخميس الماضي بالموافقة على بدء مفاوضات رسمية مع البرلمان الأوروبي، وكما تعلمون فإن بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت تشارك هذه المعلومات بوضوح، وما نود التأكيد عليه هو أن قرار الإعفاء قرار مشترك، حيث يجب على البرلمان الأوروبي أن يصدر قرارا بالموافقة مع مجلس الاتحاد الأوروبي، وبعد صدور القرار يرجع الموضوع إلى المفوضية الأوروبية للتفاوض مع الجانبين الكويتي والقطري للوصول إلى اتفاق جزء منه يقضي بالمعاملة بالمثل بحيث يستطيع مواطنو الاتحاد الأوروبي الـ 450 مليون نسمة السفر من دون تأشيرة إلى الكويت وقطر.
وأشار إلى وجود خلط ما بين برنامج نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي ETIAS والذي سيدخل حيز التنفيذ في عام 2023 والإعفاء من التأشيرة، موضحا أن الإعفاء من التأشيرة للمواطنين الكويتيين والقطريين لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد تنفيذ ETIAS وبعد مناقشة المفوضية الاتفاقيات وتوقيعها مع كل من الكويت وقطر.
وأضاف أن الإجراءات تأخذ بعض الوقت، ولا أستطيع أن نحدد متى ستنتهي، ولكن أتوقع أن هذا القرار لن يدخل حيز التنفيذ قبل العام 2023.
من جهتها، أوضحت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر أن الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا وغير المتوقع في 24 فبراير الماضي كان له تأثير سلبي على اجندة الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه على عكس الآمال والحسابات الروسية فلقد أظهر الاتحاد الأوروبي وحدة قوية وهدفا مشتركا، وأظهر الاتحاد قدرته على الاستجابة بشكل حاسم على جميع الجبهات، أولا: لقد تعامل بشكل عاجل مع الأزمة الإنسانية الرئيسية التي تسببت فيها الحرب بما في ذلك استقبال مئات الآلاف من الناس الذين لجأوا إلى دول الاتحاد الأوروبي وخاصة الدول المجاورة لأوكرانيا. ثانيا: بدأ الاتحاد وبشكل سريع في التعامل مع الموقف من الناحية الأمنية والدفاعية وذلك من خلال تنسيق إرسال المعدات العسكرية لأوكرانيا لتمكينها من الدفاع عن نفسها، حيث تم ولأول مرة تبني «البوصلة الاستراتيجية» والتي من خلالها يقوم الاتحاد الأوروبي وبشكل جماعي بالدفاع عن مصالحه الاستراتيجية. ثالثا: تم اتخاذ موقف قوي من أجل تقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على إمدادات الطاقة الروسية، ورابعا وأخيرا: تبنى الاتحاد عدة جولات من العقوبات الموجهة ضد روسيا. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي قام كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي بالتركيز على أجندة التعافي وذلك ضمن سياق تصاعد أسعار الطاقة والغذاء، وهو يركز الآن على كيفية مساعدة الدول محدودة الدخل على مواجهة أزمة الأمن الغذائي التي تسبب فيها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبالنسبة للتحديات الرئيسة على المدى الطويل، أوضحت السفيرة كلير لوفليشر أن التغير المناخي يبقى هو أحد التحديات الأكثر إثارة للقلق على مستوى العالم، مضيفة أنه رغم أزمة الطاقة الحالية فإن هناك الكثير على المحك بحيث يجب علينا استدامة نهجنا الحالي، حيث تم تحقيق تقدم جديد من قبل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بخطته للتحول الأخضر (تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55)، وفيما يتعلق بتلك القضية وغيرها من القضايا فنحن سعداء بتسليم الراية للرئاسة التشيكية والتي نسقت فرنسا معها بشكل قوي خلال الستة اشهر الماضية.
التأشيرة والقدرة البشرية
وردا على سؤال عن عدد التأشيرات اليومية التي تصدرها السفارة، قالت لو فليشر: إن السفارة تصدر يوميا نحو 300 تأشيرة، وهذا رقم كبير، ولا أعرف كم عدد الكويتيين الذين يتقدمون يوميا للحصول على الفيزا، ولكنني أعتقد أن العدد أكبر مرتين من ذلك، وللأسف، ليس بمقدورنا إصدار أكثر 300 تأشيرة في اليوم، لأنه كما تعلمون، أنها قدرة بشرية، ولدينا فقط 3 أشخاص يمكنهم القيام بذلك، وبإمكانكم أن تتخيلوا مدى صعوبة ذلك عليهم ولا يمكننا فعل المزيد.
واضافت: أريد أن أكون شديدة الشفافية في هذا الأمر وأن أعتذر عنه، فالموعد التالي للراغبين في الحصول على تأشيرة سيكون في شهر أغسطس نظرا للضغط الشديد علينا، فلذلك، أدعو الأصدقاء الكويتيين الذين يرغبون في زيارة فرنسا لمواصلة التحقق من المواعيد على موقع السفارة الإلكتروني، وفي العام المقبل، من المهم جدا تقديم طلب للحصول على تأشيرة قبل وقت كاف من موعد الرحلة، لأن تأشيرة اللحظة الأخيرة ليست شيئا يمكننا حله بسهولة، وأنا أعتذر حقا عن هذا الموقف الصعب. إذن من المهم جدا للراغب في زيارة فرنسا، أن يبدأ في فبراير ومارس تقديم طلب تأشيرة للتأكد من القدرة على السفر في الصيف.
مسؤولية مشتركة
بدوره، استعرض سفير التشيك ياروسلاف سيرو أولويات الرئاسة التشيكية، وهنأ أوكرانيا على منحها من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وضعية المرشح للانضمام للاتحاد الأوروبي.
وقال في كلمته: يسعدني إعلان أنه ابتداء من أول يوليو الجاري سوف تتولى تشيكيا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي للأشهر الستة القادمة حيث سكون شعارنا «أوروبا مسؤولية – إعادة التفكير، إعادة البناء، إعادة القوة» وهذا يعكس بشكل كامل نهج تشيكيا فيما يتعلق بتلك المسؤولية. أرغب في أن أغتنم هذه الفرصة لتقديم الشكر للرئاسة الفرنسية على عملها الممتاز خلال فترة توليها الرئاسة.
وأضاف السفير سيرو أن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 قد كشف عن ضرورة إجراء إعادة تقييم أساسية لأولويات الاتحاد الأوروبي وكان له تأثير كبير على إعداد الأولويات الخمس للرئاسة التشيكية وهي: دعم أوكرانيا، أمن الطاقة في أوروبا، تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، المرونة الاستراتيجية لاقتصاد الاتحاد الأوروبي، حماية الديموقراطية الأوروبية. وعن العلاقات مع الكويت ودول مجلس التعاون الخليج، أشار السفير ياروسلاف سيرو إلى أن الدعم الثابت لتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك الكويت هي على رأس أولويات الرئاسة التشيكية، ونحن ندعم اقتراح المفوضية الأوروبية بمنح إعفاء من تأشيرة «الشينغن» للمواطنين الكويتيين والقطريين، وهذا سيساعد في تعزيز العلاقات بين الشعوب. لقد اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي بالأمس تفويض الرئاسة من أجل عقد المفاوضات مع البرلمان الأوروبي فيما يتعلق بتحرير تأشيرات الشينغن قصيرة الإقامة لمواطني الكويت وقطر، وهذه خطوة مهمة ضمن الإجراءات التشريعية للاتحاد الأوروبي.