سكان غزة «يتجمدون حتى الموت».. وعمليات دهس وطعن في تل أبيب
دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ 101، فيما وصلت الكارثة الإنسانية في القطاع إلى حد جعل سكانه «يتجمدون حتى الموت»، وذلك وسط عمليات دهس وطعن وحملات اعتقال في الضفة الغربية المحتلة.
فقد أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أن القصف المدفعي والغارات الإسرائيلية استهدفت مجددا خان يونس ورفح في جنوب غزة حيث تدور أعنف المعارك، بالإضافة إلى مناطق أخرى في القطاع الذي يفتقر سكانه وعددهم 2.4 مليون نسمة إلى كل شيء، لاسيما الغذاء والدواء والوقود.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 130 فلسطينيا في قصف وغارات إسرائيلية كثيفة.
وقالت الوزارة في بيان امس انه في اليوم الـ 101 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفعت حصيلة القتلي الفلسطينيين إلى 24 ألفا و100 شخص، و60 ألفا و834 مصابا.
وأوضحت أن العدوان الإسرائيلي «ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 132 شهيدا و252 إصابة خلال 24 ساعة.
وأشارت الوزارة إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وأشارت إلى مقتل أكثر من 60 فلسطينيا في غارات إسرائيلية استهدفت مدينتي خان يونس ورفح الجنوبيتين ومناطق محيطة بمدينة غزة.
ولفتت إلى أن الضربات استهدفت خصوصا مستشفيين ومدرسة للفتيات وعشرات المنازل. وتتعرض المستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب.
في هذا السياق، قال محمد كحيل النازح من شمال القطاع الى رفح جنوبا لوكالة «فرانس برس»: «ليس لدينا طعام ولا ماء أو تدفئة.. نحن نتجمد حتى الموت».
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم «مركز قيادة لحماس» وضبط أسلحة.
في هذه الأثناء، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن أمله في ألا يتم تسييس عمل محكمة العدل الدولية التي تنظر في الجرائم التي تجري في قطاع غزة، وأن يكون قرارها مهنيا قانونيا، مستندا إلى القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
واضاف اشتية «مع إدراكنا أنه سيتم استبدال القضاة مع نهاية الشهر الجاري فإننا نأمل أن يكون القرار الأولي حول وقف العدوان قبل ذلك».
وجدد، في كلمته الافتتاحية لجلسة الحكومة الفلسطينية الأسبوعية في مدينة رام الله، التأكيد على أن المطلوب الآن وقف العدوان على شعبنا، وإدخال كميات كافية من الطعام والمساعدات الإنسانية، وإعادة تشغيل محطة الكهرباء وتوصيل التيار الكهربائي وإعادة شبكة المياه.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أكدت مصادر متطابقة اعتقال الجيش والشرطة الإسرائيليين 25 طالبا من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس بتهمة انتمائهم إلى حركة «حماس».
وأكد مسؤول في الجامعة ونادي الأسير الفلسطيني اعتقال الطلاب، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل «تسعة مطلوبين مرتبطين بخلية طلاب حماس».
من جهته، قال مصدر أمني ـ فضل عدم الكشف عن هويته ـ لـ «فرانس برس» أن «اقتحام الجيش الإسرائيلي للجامعة جاء عقب نشر رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي وصلاة جماعية تضامنا مع المقاومة في غزة».
وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية رائد الدبعي «قام جنود الاحتلال بكسر أقفال بوابات الجامعة والاعتداء جسديا على موظفي أمن الجامعة، ومن ثم اعتقال 25 طالبا كانوا يعتصمون بداخلها لأهداف نقابية».
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، اعتقلت إسرائيل قرابة 5875 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب في غزة، وأحالت 1970 منهم على الاعتقال الإداري.
من جهتها، أعلنت خدمة الطوارئ والإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) أن حوادث منفصلة في مدينة رعنانا قرب تل ابيب أسفرت عن إصابة 19 شخصا على الأقل، يعتقد أنها هجمات دهس بالسيارات وطعن.
وأوضحت خدمة الطوارئ أن حوادث دهس وطعن وقعت في رعنانا، مما أدى إلى إصابة 19 شخصا، بينهم قتيل واحد، وثلاث إصابات خطيرة، والباقون إصاباتهم متوسطة إلى طفيفة.
وكشفت التحقيقات الأولية أن سيارة صدمت ثلاثة من المارة عند محطة للحافلات ولاذت بالفرار من مكان الحادث. وتلا ذلك تعرض مستوطنة للطعن، والتي اعلن عن وفاتها لاحقا متأثرة بإصابتها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه به من سكان مدينة الخليل.
إلى ذلك، أفادت وكالتان بريطانيتان للأمن البحري بأن صاروخا أصاب سفينة مملوكة للولايات المتحدة، إلى جنوب شرق ساحل عدن في اليمن، بعد ساعات من إعلان الأميركيين إسقاط صاروخ كروز أطلقه الحوثيون في جنوب البحر الأحمر.
وأشارت وكالة «يو كاي أم تي أو» التي تديرها القوات البحرية الملكية البريطانية إلى أنها تلقت تقريرا عن حادثة وقعت «على بعد 95 ميلا بحريا إلى جنوب شرق عدن»، لافتة إلى أن «صاروخا، أصاب من أعلى، الجهة اليسرى من السفينة».
من جهتها، أفادت وكالة «أمبري» البريطانية لأمن الملاحة البحرية بأن «تقارير أفادت بأن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال أصيبت بصاروخ أثناء عبورها في ممر النقل الدولي»، مشيرة إلى أنها كانت «في طريقها إلى قناة السويس». وأضافت أنه «تم تقييم السفينة على أنها ليست تابعة لإسرائيل». وقيمت الهجوم بأنه «استهداف للمصالح الأميركية ردا على الضربات العسكرية الأميركية على المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن».