سمو رئيس الوزراء يؤكد أهمية ترجمة التوجيهات الأميرية لمحاربة الفساد وحماية المال العام
أكد سمو الشیخ صباح الخالد رئیس مجلس الوزراء ان “الجھاز الحكومي یقع علیه الدور الاكبر لترجمة توجیھات سمو امیر البلاد والتعاون في محاربة المفسدین وحمایة المال العام”.
و بين الخالد أنه لابد من إعادة ھیكلة للجھاز الحكومي الذي بلغ 400 ألف موظف حتى یكون رشیقا قدر الإمكان – الحكومة الرقمیة لا یمكن تطبیقھا في یوم ولیلة وإنما تحتاج إلى بنى تحتیة وسیاسات توحد العمل في أجھزة الدولة –يجب معالجة مواطن الخلل التي تسببت في تعطیل خطة التنمیة وتسریع عجلة التقدم –ملفات التعلیم والمقیمین بصورة غیر قانونیة والجھاز الحكومي من أولویات الحكومة في المرحلة المقبلة– القمة الخلیجیة بالریاض في 10 دیسمبر ستكون محطة خیر على وضعنا الخلیجي 02 ديسمبر 2019.
جاء ذلك خلال لقاء سمو الشیخ صباح الخالد برؤساء تحریر الصحف المحلیة بحضور وزیر الاعلام وزیر الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري ورئیس مجلس الادارة المدیر العام لـ الشیخ مبارك الدعیج ورئیس جمعیة الصحفیین فاطمة حسین.
في بدایة اللقاء دعا سمو رئیس مجلس الوزراء المولى عز وجل ان یعینه على تحمل المسؤولیة بما یعود بالنفع على البلاد متقدما بجزیل الشكر وعظیمالامتنان الى سمو الشیخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي عمل معه في حكومات متعددة.
واضاف انه شھد من سمو الشیخ جابر المبارك تفانیه وجھده المخلص خلال تولیه رئاسة الحكومات السابقة بالرغم من مواجھة ظروف صعبة مستدركا ان “الحكومة القادمة ستكون في ظروف اصعب، والله یعیننا على القادم”.
وأضاف “قبل تعییني من قبل سمو امیر البلاد ان سموه خاطب المواطنین بالتأكید أن الكویت دولة مؤسسات ودستور وقانون وان احدا لن یفلت من العقاب مھما كان منصبه او مكانته متى ما ثبتت ادانته”.
وذكر انه في یوم اداء القسم كانت ھناك توجیھات من سمو امیر البلاد لمحاربة الفساد وحمایة الاموال العامة وبعد یومین استقبل سموه رؤساء السلطاتالتشریعیة والتنفیذیة والقضائیة حیث اكد -حفظه الله ورعاه- التمسك بالدستور ووجه بالتعاون عملا بنص المادة رقم 50 منوالتي تحث على فصل السلطات مع تعاونھا سعیا لتحقیق مصلحة البلاد والعباد.
واستطرد رئیس مجلس الوزراء قائلا إنه انطلاقا من مسؤولیته كرئیس للسلطة التنفیذیة التقى رئیسي السلطتین التشریعیة والقضائیة بغیة ترجمة التوجیھات الامیریة السامیة لجھة التعاون بین السلطات الثلاث.
وزاد قائلا “نحن كجھاز حكومي یقع الدور الاكبر علینا في ترجمة توجیھات صاحب السمو والتعاون في محاربة المفسدین وحمایة المال العام لذا فإنني لست بمنأى عن العمل الحكومي”.
وبین ان دوره عندما كان نائبا لرئیس مجلس الوزراء وزیرا للخارجیة “طغى بشكل كبیر على دوري كنائب لرئیس مجلس الوزراء في الشأن الداخلي نعم كنت اتابع واحضر بقدر الامكان لكن الكل یعلم بما یمر بالمنطقة من مخاطر والدور المناط بالكویت ودور سیدي حضرة صاحب السمو في كل القضایا المحیطة بنا فكان الجھد الاكبر من وقتي مخصصا لھذا الدور لذا اعترف بأنني كنت مقصرا في الشأن الداخلي للمھام المناطة بدولة الكویت وھذا لا یعفیني بأن اتحمل مسؤولیة الشأن الداخلي”.
وفيما یتعلق بالعمل الحكومي قال سمو الشیخ صباح الخالد انه باشر مھامه بلقاء المسؤولین في الھیئة العامة لمكافحة الفساد «نزاھة» وجھاز متابعة الاداء الحكومي والھیئات المنوطة بالتنفیذ مؤكدا اھمیة تفعیل ادوار الجھات الرقابیة مثل دیوان المحاسبة والاجھزة الرقابیة التابعة للحكومة والعمل سویا في تسریع ومتابعة جمیع القضایا.
وفي شأن مكافحة الفساد اكد سمو رئیس مجلس الوزراء اھمیة الشراكة المجتمعیة فـ”نحن شركاء مع المواطنین والمجتمع المدني ومؤسسات النفع العام” لمحاربة ھذه الآفة داعیا اي مواطن لدیه معلومات فیھا مساس بالمال العام التقدم الى «نزاھة» والادلاء بھا مع توفیر كل الضمانات للمبلغ لافتا الى ان ھذه القضایا تحظى بمتابعة من سمو امیر البلاد.
وأھاب بالمواطنین بالتعاون والعمل كشركاء في تقدیم البلاغات المتعلقة بأي اعتداءات على المال العام وشبھات فساد مؤكدا اھمیة المرحلة التي تتطلبالتجاوب من قبل المواطنین في ھذا الشأن.
وحول التشكیل الحكومي قال سمو الشیخ صباح الخالد ان “عمر ھذه الحكومة في احسن الاحوال سنة” اذ ستجرى انتخابات برلمانیة جدیدة في مثل ھذاالتوقیت من العام المقبل ومن ثم تكلیف رئیس حكومة جدید بتشكیل مدته اربع سنوات موضحا ان “ذلك لیس تھربا من المسؤولیة لكن ھذه حقائق یجب أن توضع في نصابھا الصحیح”.
وأشار الى انه للمرة الاولى في تاریخ الكویت توجد 4 وزارات مھمة من دون وزیر إذ یجب ان یكون ھناك وزراء جدد للخارجیة والدفاع والداخلیة والمالیة مضیفا “نحن مقبلون على تشكیل حكومة جدیدة ستأخذ بعین الاعتبار ھذه الامور”.
واستدرك قائلا إن بعضا ممن وقع علیھم الاختیار الوزاري یرى أنھا مرحلة صعبة باعتبار ان الحكومة عمرھا سنة والوزیر یحتاج الى فترة من 6 الى 8 اشھر حتى یتعرف على طبیعة الحكومة والبرلمان مؤكدا احترامه لتلك الآراء “لكن لابد من التعامل مع الظروف والعمل بطموح وان كان یوما واحدا” ونأمل في عناصر ذات كفاءة في ادارة المسؤولیة على اكمل وجه في التشكیل القادم.
وبعد الانتھاء من التشكیل الحكومي لفت سمو الشیخ صباح الخالد الى ضرورة اعادة ھیكلة الجھاز الحكومي “اذ ان التشعب ادى الى ترھل واصبح عائقا لاي عمل واصبح بؤرة صالحة لحدوث خلل في العمل ولا بد من ان تكون ھناك اعادة ھیكلة للجھاز الحكومي الذي بلغ 400 ألف موظف حتى یكون رشیقا قدر الامكان”.
وتحدث سمو رئیس مجلس الوزراء عن التحول الى الحكومة الرقمیة لافتا الى ضرورة الاقتداء بالدول المتقدمة في ھذا الامر لاسیما ان الاعتماد علىالتكنولوجیا في العمل الحكومي یقلص مراحل انجاز المعاملة التي یجد فیھا من یرید التلاعب او الاخلال بمھامه بیئة ملائمة للفساد.
ولفت الى ان الحكومة الرقمیة لا یمكن تطبیقھا في یوم ولیلة وإنما یحتاج الامر الى بنى تحتیة وسیاسات توحد العمل في اجھزة الدولة “وھذا كان ضمنبرنامج الحكومة السابقة التي وضعت الھیكل الحكومي والحكومة الرقمیة وبالتالي یمكننا التضییق على من یرید الاخلال”.
ولفت سمو الشیخ صباح الخالد الى اھمیة معالجة مواطن الخلل التي تسببت في تعطیل خطة التنمیة وتسریع عجلة التقدم وذلك باعتماد خطوات كفیلة بتحقیق الانجاز مؤكدا ضرورة وضع التصورات المطلوبة خلال الفترة المقبلة بغیة تحقیق التقدم والتطور في الخدمات.
وبشأن تعامل الحكومة مع ملف الاستجوابات النیابیة قال سموه ان العلاقة بین السلطتین التشریعیة والتنفیذیة “عمل سیاسي” ولن یكون على حساب المال العام او على حساب المواطن وھضم حقوقه.
واشار الى اھمیة تولي الوزراء مناصبھم بصورة كافیة تمكنھم من تحقیق التطویر والانجاز الذي یحتاج الى “إرادة وإدارة” مؤكدا ان “بدایة العمل یكون بمحاربة الفساد من الجھاز الحكومي من خلال المراجعة واصلاح الاعوجاج لعلاج الترھل والوصول الى الرشاقة غیر ان ھذا الامر یحتاج الى وقت”.
وفيما یتعلق بتوقیت اعلان التشكیل الحكومي الجدید قال سمو الشیخ صباح الخالد انه “سیكون في وقته المناسب” مضیفا ان “الادارة والتعامل مع المجلس والترتیبات الفنیة ھي امور عشناھا خلال الفترة السابقة ونرجو الا تتكرر في المرحلة المقبلة”.
وأوضح ان “العمل السیاسي والبرلماني یحتاج الى اناس ذوي خبرة لتحمل المھام ولدیھم درایة بكیفیة ادارة الامور والتعامل معھا في ظل وجود قضایاوامور في السیاسة والعمل البرلماني لا تتماشى مع المنطق في بعض حالاتھا”.
واستطرد قائلا انه فور التشكیل الحكومي وبعد اداء القسم امام سمو امیر البلاد سیمد یده “للتعاون الى ابعد مدى ولیس التھاون” مؤكدا انه “مع كل ما یسمح بذلك التعاون” وانه لن یسمح لحكومة یرأسھا وحازت ثقة سمو الامیر بأن “یظھر منھا اي تھاون یذكر”.
وقال سمو الشیخ صباح الخالد انه خلال مسیرته السیاسیة استفاد كثیرا من العمل مع سمو امیر البلاد ورؤساء الحكومات الذین عمل معھم وعایشالصعوبات التي واجھوھا مشیرا الى ان الحكومة القادمة ستعمل في ظروف صعبة نظرا الى مدتھا الزمنیة القصیرة وللوضع الذي نعیشه.
واضاف “لدینا فریق اجد فیھم جاھزیة تامة واستعداد تام وتدرجا في المناصب الوزاریة ومعرفة بالشأن الحكومي والبرلماني والخارجي ولدیھم الامكانیة للتصدي للمشاكل” معربا عن امله في ان یتمكن المشاركون في الحكومة القادمة تحمل تلك المسؤولیة.
واشار الى اھمیة الاستقرار الحكومي لاسیما في ظل معایشة عدم الاستقرار في السنوات الماضیة مضیفا “نعترف بالصعوبات التي واجھتنا بسبب ذلكوسنتضامن على ان تكون الحكومة القادمة مستقرة”.
وحول اھمیة الاعلام اكد سمو رئیس مجلس الوزراء ایمانه التام بدور وزارة الاعلام وتأثیرھا منذ القدم والمشاركة الدائمة في المؤتمرات الخارجیة والداخلیة متعھدا بالقیام بالتواصل المستمر مع وسائل الاعلام.
وأضاف ان ملفات التعلیم والمقیمین بصورة غیر قانونیة في البلاد والجھاز الحكومي موضوعات مھمة وستكون من اولویات الحكومة في المرحلة المقبلة مشیرا الى ان “آمالنا كبیرة وطموحاتنا عالیة لكن الواقع صعب والبلد فیه الخیر الكثیر وسنركز على تلك الامور حتى نتغلب علیھا”.
وحول اعادة ھیكلة المؤسسات الحكومیة والحكومة الرقمیة ومعوقاتھا ذكر أن “تلك المشاكل كانت مطروحة في الحكومة السابقة لكن الآن سیتم التسریع في الاجراءات اذ إنه دون القیام بإعادة ھیكلة البرنامج الحكومي سنواجه صعوبة وبلا تسریع اجراءات الحكومة الرقمیة لن نستطیع ان نقلص البیئة السھلة الاختراق”.
وأشار الى “اننا في بلد من اكثر بلدان العالم تشكیلا للجان واعداد الدراسات والبحوث، لكن الى این ننتھي؟ فهناك دول استفادت من دراسات الكویتوبحوثھا فیما وضعت ھنا في الادراج” مؤكدا ان “الكویت ستظل ولادة للمبتكرین والخلاقین بالافكار واذا اتیحت لھم الفرص فسنكون بوضع افضل”.
وحول الاھتمام بالسیاحة داخلیا قال سمو رئیس مجلس الوزراء ان الحكومة السابقة قدمت مقترحا في ھیئة السیاحة والاقتصاد لافتا الى ان “تنشیط الاقتصاد امر مھم جدا ونحن جزء من المنظومة الخلیجیة”.
وذكر انه “قبل الازمة الخلیجیة لو لاحظتم الارقام الخاصة بالتبادل التجاري والسفر والاستثمار بین دول مجلس التعاون ستتفاجأون بأرقام كبیرة وبعد تلك الازمة توقفت ھذه الحالة ولكن نأمل طي ھذه الصفحة وتعویض ما فات”.
وفیما یتعلق بالازمة الخلیجیة قال سمو الشیخ صباح الخالد اننا “نتألم لما حصل في البیت الخلیجي” موضحا ان “ھذا الامر من جل اھتمامات سمو امیر البلاد ولیس ھناك حل سوى عودة الامور الى ما كانت علیه ولا بدیل آخر”.
وأضاف “دائما ما نعول على حكمة قادتنا في ھذا الجانب لا سیما سمو امیر البلاد ونحمد الله ان بعض الخطوات تحققت ونأمل ان تكتمل وصولا الى طي الصفحة” مشیرا الى وجود “خطوات ایجابیة في ھذا الجانب.
.
والمشاركة في كأس الخلیج احداھا”.
وذكر “نحن سعداء بالمشاركة في دورة الخلیج العربي لكرة القدم في قطر وھي طرف.
.
وھذه خطوات تحتاج الى استكمال بنفس الایجابیة.
.
وان شاء الله في وقت قریب سنكمل طي ھذه الصفحة”.
وأوضح ان “ھناك محطة مھمة جدا ھي القمة الخلیجیة في الریاض والتي ستعقد في الـ10 من دیسمبر وان شاء الله تكون محطة خیر على وضعنا الخلیجي ونحن نرى ونشھد ونعرف ان ھناك 3 احداث ایجابیة ستكون في منطقتنا وھي مؤشرات إیجابیة”.
وافاد بأن الاحداث المشار الیھا تتمثل في قمة مجموعة العشرین التي تسلمت السعودیة رئاستھا من الیابان والتي یصاحبھا 100 نشاط اقتصادي في مجالات حیویة ذات اھمیة مالیة تجاریة استثماریة كبیرة لافتا الى مشاركة شباب وشابات من الكویت.
وذكر ان الحدث الثاني ھو معرض «اكسبو 2020 » في دبي حیث سیتواجد العالم لمدة 6 اشھر لافتا الى ان الاحصائیات السابقة تشیر الى اقبال عدد كبیر على ھذا المعرض وللكویت دور واضح فیه حیث لدینا الكثیر من الامور التي من الممكن عرضھا امام العالم.
واستطرد قائلا إن الحدث الثالث ھو تنظیم كأس العالم عام 2022 في الدوحة اذ یجب استثمار ھذا الحدث بالشكل الصحیح وھذه یجب ان تكون رسائل الى المجتمع الخلیجي للاستفادة منھا فھي فرص لا تعوض لمجتمعات دول مجلس التعاون لذا یجب طي الصحفة للتفرغ للتطور.
وأضاف سمو رئیس مجلس الوزراء ان العقد الماضي كان مخاضه عسیرا ومازالت ارتداداته في المنطقة واضحة بما یقتضي الاستفادة من كل الفرص
ونحن شركاء النجاح فیما یحصل في منطقتنا ولدینا بنى تحتیة وامور یعتریھا النقص یجب ان نشخصھا بالشكل الصحیح ولابد ان نزیل عنھا التراكماتوالترسبات التي اوصلتھا الى مرحلة الانسداد.
وأعرب عن سعادته برؤیة الشباب الخلیجي المبتكر في فكره واعماله وھذا محل تفاؤل كبیر وما یحتاجون الیه ھو توفیر بیئة مناسبة لھم لیبتكروا وینجزوا.