إقتصاد وأعمالهاشتاقات بلس

شركة نفط الكويت تبدأ تشغيل النفط الثقيل الأضخم بين مشاريعها

دخل مشروع النفط الثقيل رسميا الخدمة أمس لتدخل الكويت رسميا نادي الدول المنتجة للنفط الثقيل وبحجم انتاج يبلغ 60 ألف برميل يوميا وهو أضخم مشروع نفطي على الإطلاق في شركة نفط الكويت.

وأعلنت شركة نفط الكويت أمس في بيان صحافي عن بدء تشغيل مشروع النفط الثقيل في شمال الكويت وقالت إن هذا المشروع الضخم جاء نتيجة الجهود الجبارة التي بذلها جميع العاملين في الشركة، والذين عملوا ليل نهار للوصول إلى هذا اليوم التاريخي الذي يصادف الاحتفالات بالعيد الوطني الـ 59 للكويت الحبيبة والذكرى الـ29 للتحرير، والذكرى 14 لتولي صاحب السمو امير البلاد مقاليد الحكم.

وكانت شركة نفط الكويت قد وقعت في 28 يناير 2015 عقدا بقيمة 1.2 مليار دينار مع شركة بتروفاك لخدمات حقول النفط والغاز وشركة اتحاد المقاولين لتطوير احتياطيات النفط الثقيل في طبقة فارس السفلية في حقل الرتقة شمال البلاد، ويعتبر تنفيذ هذا المشروع حدثا بارزا في تاريخ شركة نفط الكويت إذ سيمكنها من إنتاج النفط الثقيل بكميات تجارية لأول مرة في تاريخها.

وقالت مصادر لـ«الأنباء» إن تطوير النفط الثقيل يعتبر هدفا استراتيجيا للشركة حيث ينتظر أن يسهم في تطوير قدراتها الفنية والتشغيلية لاحتياطيات النفط الثقيل الكبيرة التي تمتلكها الكويت، مشيرة الى ان المشروع يعتبر المرحلة الاولى لخطة تطوير النفط الثقيل وسوف تليه مراحل اخرى، بعد التقييم، لرفع إنتاجه حسب الحاجة كجزء من استراتيجية شركة نفط الكويت.

وذكرت ان المشروع يتكون من إنشاء وحدة إنتاج للنفط الثقيل وحقن البخار ومد أنبوب لنقل النفط الثقيل من شمال الكويت إلى حظائر التجميع في مدينة الاحمدي والتي سيتم فيها إنشاء اربعة خزانات بسعة 300 ألف برميل لكل منها لتجميع هذا النفط لمصفاة الزور الجديدة لإنتاج الوقود قليل الكبريت بعد اكتمالها، أو تصديره إذا دعت الحاجة للأسواق العالمية، كما سيشمل المشروع كذلك إنشاء مبنى للموظفين إضافة إلى عدد من المرافق الاخرى.

وحول الخطة الموضوعة لإنتاج النفط الثقيل قالت المصادر ان المرحلة الاولى تستهدف إنتاج 60 ألف برميل يوميا، وبعد ذلك تبدأ عمليات التطوير ليصل الإنتاج إلى ما يقارب 270 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل بعد عام 2030.

وقالت ان الكويت نجحت في الاستفادة من المخزونات الضخمة للنفط الثقيل في الشمال، فهذه كميات هائلة يتعين الاستفادة منها استراتيجيا بما يصب في مصلحة الدولة.

وذكرت ان التعامل مع النفط الثقيل يختلف تماما عن النفط التقليدي حيث ان معيار 

الـ API للنفط الثقيل يتراوح بين 14 و18 وهو ما يجعل من استخراجه صعبا للغاية حيث يتم ضخ البخار المضغوط في المكمن لتخفيف لزوجة النفط ويعتمد الانتاج الى استجابة المكمن والتي عادة ما تأخذ من شهرين إلى 3 أشهر ومن بعدها يبدأ تدفق النفط، حيث ان انتاج النفط الثقيل لا يتم دفعة واحدة وانما يكون بشكل متدرج.

وقالت انه تم ضخ البخار في آبار النفط الثقيل في حقل الرتقة بداية يناير 2020 وكانت الاستجابة جيدة للغاية وتم بدء الانتاج اعتبار من أمس، وسيتم التدرج في الانتاج لحين الوصول الى 60 ألف برميل يوميا في غضون 9 أشهر إلى عام من الآن.

وتطرقت المصادر الى الجدوى الاقتصادية للنفط الثقيل في الكويت والذي سيتم استخدامه في توليد الكهرباء بمحطات الوقود عقب تشغيل مصفاة الزور في نهاية العام الحالي، أو ضخه في الأسواق العالمية بحسب ما تفرضه الظروف الاقتصادية السائدة، ليتم بعدها الاستفادة من حرق النفط الكويتي اما للتصدير او الاستفادة منه في المشتقات البترولية ومن بيعه في الأسواق العالمية، وهو ما يعرف اقتصاديا بتحقيق الفرصة البديلة.

وقالت ان الكويت تستهلك يوميا في الشتاء ما بين 80 و 90 ألف برميل يوميا من النفط الخام لتوليد الكهرباء ليرتفع هذا الاستهلاك الى 140-180 ألف برميل يوميا في الصيف مع ازدياد استهلاك الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأشارت المصادر إلى ان استراتيجية القطاع النفطي نحو النفط الثقيل انما تتماشى وخطط التنمية بالدولة القاضية بتخفيف الاعباء المالية المترتبة على ما يتم تقديمه من دعوم في ميزانية الدولة وعلى رأسها توفير المشتقات البترولية بسعر زهيد محليا.

وبينت ان النفط الثقيل سيتم توجيهه الى مصفاة الزور ليحل محل النفط الكويتي ذي العائد الاقتصادي الاعلى من النفط الثقيل.

واكدت المصادر أن سعر النفط الثقيل ينخفض عن سعر برميل النفط الكويتي الخام بنحو 5 دولارات للبرميل، ناهيك عن ان كلفة استخراجه مرتفعة وتصل الى 37 دولارا للبرميل الا ان الجهود الجبارة التي بذلت في شركة نفط الكويت خفضته إلى هذا الحد بعدما كان يصل إلى 59 دولارا للبرميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى