شكسبير يُلهم عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي
يرتبط الخيال العلمي بعجائب التكنولوجيا ورؤى المستقبل إلى حد كبير، لذلك ينجذب العديد من كتابه إلى شكسبير، حيث تعاد صياغة مسرحياته في مجموعة الخيال العلمي. ويعد فيلم «الكوكب المحرم» 1956 (Forbidden Planet)، أحد الأفلام المستوحاة من موضوع شكسبير «عاصفة في فضاء» (Tempest in space). وصرحت سارة أنييز براون بأنها اكتشفت هذا الترابط في كتابها الأخير عن شكسبير والخيال العلمي وقدمت 4 أمثلة حول هذا الموضوع. وفقاً لتقرير نشره موقع deccanherald مؤخراً.
وأضاف التقرير، في القصة القصيرة الفكاهية «تيتوس» (Titus) للكاتبة إيستر فريسنر 1994 تمنع محاكاة الذكاء الاصطناعي لشكسبير، نسخة كوميدية موسيقية كارثية في مأساة شكسبير «تيتوس آندرونيكوس» (Titus Andronicus)، من إزاحة اتحاد بانغالي مثقف. وبنفس الوقت الذي حلمت فريسنر بمواجهتها المروعة المبهجة مع تيتوس أندرونيكوس، وشارك ستيف بانون، الذي أصبح لاحقاً كبير الاستراتيجيين السياسيين لدونالد ترامب، في كتابة تحديث للمسرحية في الفضاء. وفي قصة جاك أوكلي 1994 «مأساة الملك لير» (The Tragedy of KL)، صُمم برنامج حاسوبي ليثبت تأليف مسرحيات شكسبير مرة واحدة وللأبد.
ويبدأ البرنامج بإدراك ذاته ويقرر ترك مهامه اليومية لمرؤوسيه. وسرعان ما يتضح أن البرنامج يلعب دور الملك لير الذي يحاول التقاعد من حكم مملكته وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة. وتأخذ قطعة متمردة من الشيفرة دور ابنة لير المحبة والعنيدة كورديليا. وينفجر البرنامج في نهاية المطاف. كما يعد «ستار تريك» أحد أغنى مصادر الخيال العلمي المأخوذة من تلميحات شكسبير. ففي مسلسل “Emergence” 1994، يؤدي الروبوت داتا (Lieutenant Commander Data) دور الساحر المنفي بروسبيرو من مسرحية (The Tempest on holodeck). واقتبس عن بروسبرو الغامض أنه جلب الموتى إلى الحياة، فتعطلت رحلة إنتربرايز بسبب عاصفة غير متوقعة.
وتبدأ المسرحية بخروج سفينة عن مسارها بفعل عاصفة سحرية، ووجود ارتباط غريب بين أداء داتا واكتشاف كائن جديد غريب على متن السفينة، وهو وعي اصطناعي ناشئ. كما وتركز رواية نيك أودونوهو (Too, Too Solid Flesh) على فرقة مسرحية روبوتية مبرمجة لتمثيل مسرحية هاملت بإتقان لتسلية نيويورك المستقبلة. وعندما يموت مخترعهم دكتور كابيك، يسعى الروبوت الذي يلعب دور هاملت، لمعرفة الحقيقة والانتقام لمقتل خالقه تماماً مثل أمير شكسبير الأصلي. ربما تعد مسرحية (1892 The Mountebanks) لغيلبرت (WS Gilbert)، المثال الأسبق الذي يظهر هاملت الحساس وأوفيليا الآلية. ومثال آخر هو فيلم «آلة هاملت» للويز لوباج (Louise LePage)، الذي يلعب فيه الروبوت باكستر دور الدنماركي.
وربما يفسر الشعور بالنضال من أجل الهروب، تقارب هاملت الغريب مع الروبوتات. كما يساعد وهم الوعي الذاتي الذي يخلقه شكسبير على محاذاة الأمير مع العديد من روبوتات الخيال العلمي الذين يسعون إلى الهروب من حدوده والوصول للإحساس.