“شلل النوم”.. ظاهرة مخيفة تجّمد الجسم! فماذا تعرف عنها؟
شلل النوم هي حالة يصاب فيها الشخص بعجز مؤقت عن الحركة يحدث مباشرة بعد النوم أو الاستيقاظ ، وتسمى أيضا (الجاثوم)، ويظل الشخص واعيا خلال نوبة الجاثوم، والتي غالبا ما تنطوي على هلوسة مزعجة وإحساس بالاختناق، وذلك وفقا لمؤسسة النوم.
لكن أولئك منا الذين لم يحالفهم الحظ في “الاستيقاظ” على الشعور بأننا لسنا وحدنا أو نجد أجسادنا فجأة تحت رحمة قوى غامضة سوف يشعرون بالارتياح عندما يسمعون أن هذه الظواهر لها اسم وتفسير علمي.
أثناء النوبة، تكون حدود النوم واليقظة – عادة ما تكون محددة ومتميزة – غير واضحة مؤقتًا، مما يؤدي إلى حالة مختلطة من الوعي حيث يحتفظ الأفراد بدرجة معينة من الوعي بالعالم من حولهم، في حين أنهم غير قادرين على الحركة.
في العادة، يجمع نوم حركة العين السريعة (REM) بين الأحلام الحية والوهن (فقدان السيطرة على العضلات لفترة قصيرة)، وهو ما يعمل لصالحنا ويمنعنا من تحقيق أحلامنا في الحياة الحقيقية.
وأثناء نوبة شلل النوم، يرسل الدماغ إشارات تعمل على إرخاء عضلات الذراعين والساقين، فتشعر بالوهن أو العجز التام، لكنك تكون مدركًا لما يحيط بك ولا تستطيع الحركة أو الكلام. لكن لا يزال بإمكانك التنفس وتحريك عينيك، وتشعر أيضا بشدّ حول حلقك.
المثير في الأمر أن إشارات المخ التي ترخي العضلات تمنعك من تحريك أطرافك، ومن ثم تحميك من إيذاء نفسك في ذلك الحلم المتوتر.
كثير من الناس يسمعون أو يرون أشياء غير موجودة، حتى بعدما تستعيد وعيك ستظل غير قادر على الحركة لثوانٍ، مما يجعل الأمر مرعبا وغير مُفسر ، وتستمر مدة نوبات شلل النوم ما بين بضع ثوانٍ وبضع دقائق.
من ناحية أخرى، يبدو أن شلل النوم يحدث عندما يستمر الوهن والتخيل الذهني أثناء نوم حركة العين السريعة حتى في حالة الوعي والاستيقاظ.
وقسم الخبراء الطبيون شلل النوم إلى فئتين:
شلل النوم المعزول، أو نوبات الشلل لمرة واحدة غير المرتبطة بالتشخيص الأساسي للخدار (اضطراب عصبي يعطل قدرة الدماغ على التحكم بشكل صحيح في اليقظة)
وشلل النوم المتكرر، أو نوبات شلل النوم المتعددة بمرور الوقت والتي ترتبط عادة بالخدار.
واكدوا أن حوالي 75٪ من حالات شلل النوم تنطوي على الهلوسة، منها هلوسة الدخيل، والتي تنطوي على تصور وجود شخص في الغرفة ، و هلاوس ضغط الصدر (الهلوسة الكابوسية)، والتي تنطوي على مشاعر الاختناق التي تحدث بانتظام جنبًا إلى جنب مع الهلوسة الدخيلة، و الهلوسة الحركية الدهليزية (VM)، التي تنطوي على مشاعر الحركة، أو الأحاسيس خارج الجسم، وفقا لصحيفة ميرور البريطانية.
واوضحوا أنه ليس من الواضح سبب إصابة البعض بشلل النوم، ولكن تم ربطه بالأرق، وأنماط النوم المضطربة، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، واضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، وتاريخ عائلي لشلل النوم.
هل شلل النوم مشكلة خطيرة؟
بالنسبة لمعظم الناس، شلل النوم ليس مشكلة خطيرة، ويتم تصنيفها على أنها حالة حميدة وعادة لا تحدث بشكل متكرر بما يكفي للتسبب في مشاكل صحية كبيرة.
ومع ذلك، يعاني ما يقدر بنحو 10% من الأشخاص من نوبات متكررة أو مزعجة تجعل شلل النوم مزعجا بشكل خاص. نتيجة لذلك، قد تتطور لديهم أفكار سلبية حول الذهاب إلى الفراش، وتقليل الوقت المخصص للنوم أو الشعور بالقلق حول وقت النوم؛ مما يجعل النوم أكثر صعوبة. ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى النعاس المفرط وعواقب أخرى عديدة على الصحة العامة للشخص.
كيفية الوقاية من شلل النوم
لا توجد حلول سريعة أو علاج سحري لشلل النوم، ولكن يمكنك تجربة ما يلي:
الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم بشكل منتظم يومياً
الذهاب إلى النوم في نفس الوقت كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن ليس خلال الأربع ساعات التي تسبق موعد النوم
النوم على أحد الجانبين ، حيث إن النوم على الظهر يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث شلل النوم
يمكن إحالة أولئك الذين يعانون من شلل النوم المتكرر إلى طبيبهم العام، الذي قد يحدد حالة كامنة مثل الأرق أو اضطراب ما بعد الصدمة. ويمكن أيضًا إحالتهم إلى طبيب متخصص في اضطرابات النوم.