صاحب السمو…. أمير التوازن ورمز الإنسانية
أول أمير منذ العام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة
عَمل على إصدار الجريدة الرسمية وإنشاء مطبعة الحكومة وإصدار مجلة العربي
أول مَن رفع علَم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة في العام 1963
تخطى بالكويت مراحل حرجة في تاريخها أبرزها الحرب العراقية – الإيرانية
تبنى رؤية شاملة وعميقة للتنمية بتشجيع القطاع الخاص وفرص العمل الحر للشباب
تكريس رؤيته الثاقبة في الاقتصاد أثمرَ نهضة تنموية شاملة
بعد تفجير مسجد الصادق الإرهابي بدقائق سارع سموه إلى الموقع غير عابئ بالأخطار ليطلق جملته الإنسانية الشهيرة (هذولا عيالي)
العام 2009 استضافت الكويت وسموه القمة الاقتصادية العربية الأولى
الكويت – هاشتاقات الكويت:
كونا – أمير التوازن… تعلو الكويت بمسيرة عطائه المستمرة وحكمته ورؤيته الثاقبة، فترتقي مكانتها الدولية الرائدة، وتمضي في نهضتها الاقتصادية المزدهرة.
فقد شهد يوم 29 يناير 2006 لحظة مهمة في تاريخ الكويت الحديث مع تولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، مقاليد الحكم في البلاد.
ومع احتفال الكويتيين اليوم بمرور 13 عاما على تولي سموه منصب الحاكم الـ15 للدولة، يشاركهم العالم الاحتفال لما قام ويقوم به سموه من دور كبير في خدمة القضايا الإنسانية، وحل الخلافات بين الأشقاء.
ويدرك المتابع لدور الكويت السياسي إقليميا وعالميا نجاح سياسة سمو الشيخ صباح الأحمد الديبلوماسية في نصرة القضايا العادلة للشعوب، وحماية الدولة من أي تأثير يهدد كيانها، والوصول بها إلى بر الأمان في ظل محيط مضطرب بالمشاكل والتهديدات.
لقد حظي سموه بتأييد شعبي ورسمي كبير وتمت مبايعته بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية، في 29 يناير 2006، ليصبح أول أمير منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة.
وبدأت مسيرة سموه في العطاء منذ عام 1955 مع توليه منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، فقد عمل على تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، خصوصا في ظل تدفق الهجرات الخارجية العربية والأجنبية للعمل في الكويت، واستحداث مراكز التدريب الفني والمهني للشباب ورعاية الطفولة والأمومة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيع قيام الجمعيات النسائية والاهتمام بالرياضة وإنشاء الأندية الرياضية.
وأولى سموه اهتماماً بالفنون وعلى رأسها المسرح. فقد أنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت عام 1956 وفي عام 1957 أضيفت الى مهام سموه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت (الكويت اليوم) وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات ووقتها تم إصدار مجلة (العربي).
وأبدى سمو الشيخ صباح الأحمد اهتماما بارزا بإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع (كتابة تاريخ الكويت) وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي كان له دور مميز في ان تحقق الصحافة الكويتية مكانة مرموقة بين مثيلاتها في الدول العربية لما تتصف به من حرية واتزان.
وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961، عين سموه عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للارشاد والأنباء.
وفي 28 يناير 1963 وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة، عين سمو الشيخ صباح الأحمد وزيرا للخارجية لتبدأ مسيرة سموه مع العمل السياسي الخارجي والديبلوماسية، التي برع فيها ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية، وعميد الديبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى أربعين عاما على رأس تلك الوزارة المهمة قائدا لسفينتها في أصعب الظروف والمواقف السياسية التي مرت على دولة الكويت.
ويستذكر الكويتيون بكل فخر الدور الكبير لسمو الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية، حين رفع سموه علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة، بعد قبولها عضوا فيها في 11 مايو 1963.
وسعى سموه منذ نحو 54 عاما سعيا دؤوباً على جمع الاشقاء وحل الخلافات، عندما شارك في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية هناك، والتي استأنفت اجتماعاتها في الكويت في أغسطس 1966، وعندما تدهورت العلاقة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وبدأت الصدامات بينهما على الحدود المشتركة قام سموه بزيارة الى الدولتين في أكتوبر 1972 أثمرت توقيع اتفاقية سلام بينهما.
وقام سموه في عام 1980 بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديموقراطية، نتج عنها توقيع اتفاقية خاصة بإعلان المبادئ ومن ثم وجه سموه الدعوة لوزيري خارجية الدولتين لزيارة الكويت عام 1984، حيث اجتمع الطرفان على مائدة الحوار وتوصلا الى الإعلان عن انتهاء الحرب الإعلامية بينهما واحترام حسن الجوار وإقامة علاقات ديبلوماسية.
ولعل ما رسمه سمو الشيخ صباح الأحمد منذ نحو 5 عقود للسياسة الخارجية لدولة الكويت، استطاع أن يتخطى بالكويت مراحل حرجة في تاريخها، من خلال انتهاج مبدأ التوازن في التعامل مع القضايا السياسية بأنواعها، ومن أبرزها الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 وما نتج عنها من تداعيات، أثرت على أمن الكويت واستقرارها داخليا وخارجيا.
وبذل سموه طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية، جهدا كبيرا في تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم وخصوصا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وشهدت البلاد نتيجة ذلك استقرارا في سياستها الخارجية وثباتا اتضحت ثماره في الثاني من أغسطس عام 1990، عندما وقف العالم أجمع مناصرا للحق الكويتي في وجه العدوان العراقي، والذي أثمر صدور قرار مجلس الأمن رقم 678، الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية ضد العراق ما لم يسحب قواته من الكويت.
وفي 14 فبراير 2001 أسندت إلى سموه مهمة تشكيل الحكومة بالنيابة عن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، بسبب ظروفه الصحية وفي 13 يوليو 2003 صدر مرسوم أميري بتعيين سمو الشيخ صباح الأحمد رئيسا لمجلس الوزراء.
ولم يقتصر نجاح سمو الأمير عند السياسة الخارجية فقط وإنما استمر هذا العطاء والنجاح عند توليه قيادة دفة السياسة الداخلية للبلاد، فقد حرص منذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئاسة الوزراء على تبني رؤية شاملة وعميقة للتنمية في الكويت، تطول مختلف قطاعات الدولة وعلى رأسها القطاع الاقتصادي، فقام سموه بتشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب الذين يضعهم سموه في مقدم اهتماماته ورعايته من خلال دعم المشروعات الصغيرة.
واستمر سموه في مسيرة العطاء رئيسا للحكومة الكويتية حتى يناير عام 2006 عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قرارا بالإجماع بتزكية سموه أميرا للبلاد وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964.
وانطلاقا من هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء ومن مبايعة أسرة آل الصباح عرض الأمر وفقا للدستور على مجلس الأمة الذي عقد جلستين يوم الأحد 29 يناير 2006 خصصت الأولى لمبايعة أعضاء مجلس الأمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد فيما خصصت الجلسة الثانية لتأدية سموه القسَم الدستوري أمام المجلس بحضور جميع أعضاء مجلس الوزراء.
ومنذ ذلك اليوم التاريخي بدأت أسطر جديدة تكتب في تاريخ الكويت وفي مسيرة سموه في قيادة الوطن العزيز، حيث استمر في تكريس رؤيته الثاقبة في الاهتمام بالاقتصاد لأنه عصب التنمية والتطور في أي مجتمع.
وعلى مدى 13 عاما من تولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة مرتكزة على مجموعة من المشاريع الضخمة من أبرزها مدينة (صباح الأحمد البحرية) التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملا ما يدل على تشجيع سموه على إعطاء القطاع الخاص دورا أكبر في المساهمة في تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.
وخلال عام 2018 افتتح سمو الأمير عددا من المشاريع المهمة، أبرزها مركز عبدالله السالم الثقافي ومدينة الكويت لرياضة المحركات ومدينة الجهراء الطبية
ومبنى الركاب الجديد رقم (4) في مطار الكويت الدولي، بالإضافة إلى تصدير أول شحنة نفط خفيف ومستشفى جابر الأحمد.
ولم يغفل صاحب السمو إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتي من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة من حين لآخر، فكان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015 أكبر دليل على تلاحم القيادة والشعب في الكويت في مشهد مهيب وقف له العالم إكبارا وتقديرا.
فبعد دقائق على وقوع الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 26 شهيدا وعشرات الجرحى، سارع صاحب السمو أمير البلاد الى الحضور شخصيا الى موقع الحادث غير عابئ بالأخطار التي قد تحيط به أو تهدد سلامته ليطلق جملته الإنسانية الشهيرة (هذولا عيالي).
وخلال العام الماضي أمر سمو الشيخ صباح الأحمد وبلفتة إنسانية حانية بتسديد ديون الغارمين المحبوسين من مواطنين ومقيمين على نفقة سموه الخاصة، بالإضافة إلى مكرمة مالية من نفقته الخاصة لصالح أبنائه اليتامى بمناسبة احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية.
وعلى الصعيد الخارجي تبوأت الكويت – نتيجة لسياسات صاحب السمو ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني – مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية استحقت عليه أن يتم اختيارها من قبل الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنساني) وتسمية سمو الشيخ صباح الأحمد (قائدا للعمل الإنساني).
خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لثلاث دورات متتالية.
واستضافت الكويت في عهد صاحب السمو (القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية) الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها سموه متمثلة بإنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره مليارا دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.
ولم يغب الوضع الإنساني العالمي عن اهتمام سموه فقد حرص على المشاركة في القمة الإنسانية العالمية التي استضافتها مدينة إسطنبول.
كما شهد سموه في فبراير 2018 افتتاح (مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق) عقب تحرير مدن العراق من براثن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي ووصلت قيمة التعهدات الدولية إلى 30 مليار دولار.
ومازال سمو أمير البلاد يحرص على مواصلة دوره الفاعل في حل الخلاف بين الأشقاء ورأب الصدع في البيت الخليجي الواحد وسط تأييد من الدول الشقيقة ودول العالم أجمع وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدا عن إعلان الكويت في أكثر من مناسبة ترحيبها باستضافة محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين.
ويمضي سمو الشيخ صباح الأحمد في مسيرته العطرة ورسمه للخطوط العريضة لمستقبل الكويت ضمن رؤية جديدة واضعا نصب عينيه مستقبلا واعدا لأبنائها ومكانة متميزة بين دول العالم.